صحيفة القبس
هناك سبب وراء وضع صانعي أعواد الأذن ذات الرؤوس القطنية هذا التحذير على عبواتهم: «لا تدخل المسحة في قناة الأذن، فقد يتسبب ذلك في حدوث إصابة».

وغالباً لا يقرأ مبتاعو هذه المنتجات ما هو مكتوب على ملصقاتها، أو ربما تكون الأساطير حول شمع الأذن متأصلة للغاية بحيث تجعلهم لا يصدقون بسهولة الحقائق.

ولكن مهما كانت الأسباب، فعليك أن تتوقف عن وضع أي مسحات ذات رأس قطني في أذنيك. وذلك ينطبق أيضاً على المشابك الورقية أو أغطية الأقلام أو أي شيء آخر!

وعندما تشعر بشعور غير مريح في أذنك أو بوجود ماء فيها بعد السباحة، فمن الصعب أن تقاوم إدخال عود أذن ذي الرأس القطني فيها. ولكن هذا التصرف يعتبر من السلوكيات التي تؤكد على خطئها جميع الإرشادات الطبية.

وإذا كنت تدخل مسحات في أذنيك لإزالة شمع الأذن، فعليك معرفة أن وجوده طبيعي ومفيد لصحة الأذن. ووفقاً للإرشادات التي أصدرتها الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة، فلا يشجع الخبراء بشدة على استخدام مسحات الأذن ذات الرؤوس القطنية.

وإليكم سببان رئيسيان:

1 - الأذن ذاتية التنظيف

الأذن ذاتية التنظيف. لذا، لا توجد حاجة إلى تنظيفها روتينياً. فإنتاج شمع الأذن يتم داخل قناة الأذن ثم ينتقل بشكل طبيعي إلى الخارج. ولكن هناك استثناءات، فبعض الناس يصنعون كمية شمع أذن أكثر من متوسط، وبالنسبة لكبار السن فقد يصبح الشمع أكثر صلابة وجفافاً من المعتاد. ولكن حتى في هذه الحالات، لا ينصح بإدخال مسحة أو عود داخل الأذن.

2 - إزالته قد تضر الأذن

يمكن أن يؤدي إدخال مسحة قطنية (أو أي شيء آخر) في الأذن إلى إتلاف قناة الأذن أو طبلة الأذن أو دفع شمع الأذن بعيداً في داخل القناة، مما يجعل إزالته أكثر صعوبة. وقد يسبب ذلك الشعور بالضغط في الأذن وضعفاً في السمع. والأسوأ من ذلك، فإن كتل شمع الأذن التي يتم دفعها إلى الداخل وبالقرب من طبلة الأذن يمكن أن تؤدي إلى التهابات مؤلمة في الأذن.

الشمع يختلف من شخص إلى آخر

بعض الناس يصنعون المزيد من شمع الأذن، بينما يصنع آخرون كمية أقل. وذلك لأن شمع الأذن يختلف تركيبه وكمية افرازه باختلاف العرق والعمر والبيئة وحتى النظام الغذائي. لذا، فزيادة او تغير تركيبة شمع الاذن ليس انعكاسًا على القذارة بل علامة على اذن طبيعية وصحية.

ماذا عليك أن تفعل بشأن «الصمغ»؟

أحيانا، قد يتراكم شمع الأذن ويسبب أعراضا مثل الشعور بالانسداد او الامتلاء. ويطلق الخبراء على هذه الحالة اسم «صمغ الأذن» ويوصون باستخدام قطرات الأذن التي لا تستلزم وصفة طبية حتى تلين شمع الأذن وتسهل خروجه (كما يساعد الترطيب أثناء الاستحمام في خروجه). أو يمكن قصد طبيب لفحص الاذن واستخدام أدوات مصممة خصيصاً لإزالة شمع الأذن.

5 خرافات حوله

1 - شمع الأذن مثل «الأوساخ»، التي لا ينبغي أن تكون موجودة في الأذن بشكل طبيعي

الحقيقة: يتكون شمع الأذن أو الصملاخ من خلايا الجلد الميتة وإفرازات الغدد الصمغية والدهنية. ووجوده أمر طبيعي ومفيد جداً لصحة الأذن، وذلك للأسباب التالية:

هو مرطب طبيعي يمنع الجلد داخل الأذن من الجفاف الشديد.

يحبس الأوساخ والغبار والجسيمات الصغيرة والحشرات قبل أن تتمكن من الوصول إلى عمق القناة.

يمنع البكتيريا والكائنات المعدية الأخرى من الوصول إلى الأذن الداخلية.

2 - شمع الأذن هو دلالة على الأذن القذرة

الحقيقة: وفقًا للأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة، «الصملاخ» أو شمع الأذن صحي بكميات طبيعية ويعمل كعامل تنظيف ذاتي بخصائص وقائية ومضادة للبكتيريا. «وهو ليس انعكاسًا للقذارة، بل في الواقع هو دلالة على آذان طبيعية وصحية».

3 - يجب تنظيف الأذن بشكل روتيني للتخلص من تراكم الشمع

الحقيقة: بالنسبة لـ %95 من البشر، فالأذن قادرة على التنظيف الذاتي. حيث تؤدي بصيلات الجلد التي تبطن قناة الأذن وظيفة نقل شمع الأذن إلى مقدمة الأذن ومن ثم الى الخارج.. فيتساقط او يتلاشي.

وفي حالة الرغبة في تنظيف الاذن، فيجب مسح صيوان الاذن بمنديل ورقي او بقطنه مع مسح الجزء الخارجي من الأذن برفق ومن دون إدخال أي شيء في قناة الأذن.

4 - تنظيف الأذن بأعواد القطن يحسن السمع ويتخلص من الماء المزعج الذي يخرج منها بعد الاستحمام

الحقيقة: ادخال عود القطن في الاذن قد يضرها ويسبب مشاكل في السمع. فذلك سيدفع شمع الأذن إلى داخل القناة مما يتسبب في حدوث انحشار. ويزيد فرصة الإصابة بالتهابات مؤلمة في الأذن او ثقب في طبلة الأذن أو خدش الجلد.

أما السبب وراء إدمان استخدام قطنة الاذن فهو المتعة وراء الشعور بالحكة والهرش. وبما أن شمع الأذن يوفر الترطيب، فإن إزالته ستجعل الأذنين أكثر جفافاً مما سيحفزك على الاستمرار في الحك.

5 - في حالة تراكم الشمع او صلابته، فيجب إزالته باستخدام أطراف عود او دبوس شعر أو أي أداة

الحقيقة: لا ينصح طبيًا بأي من الطرق المذكورة أعلاه لانها ستضر الأذن اكثر من افادتها. وفي حالة تزايد شمع الاذن او الاحساس بأعراض مثل ضعف السمع أو الشعور بالامتلاء أو الانسداد أو طنين الأذن أو الألم أو خروج إفرازات فيجب طلب مساعدة طبيب متخصص. حتى يقوم بفحص الاذن ووصف قطرات اذن تنظف و ترطب الاذن او استخدام ادوات خاصة لتنظيفها طبيا.