الحرة
حين تريد تغيير هاتفك، أو تبديل مزود الخدمة، كان عليك دائما البحث عن شخص يمتلك مشبكا معدنيا نحيفا على سبيل المثال من أجل الضغط على زر صغير على جانب جهازك لإخراج شريحة الاتصالات "SIM card" واستبدالها بالجديدة التابعة لمشغل شبكة الجوال الذي تعاقدت معه.
وإذا كنت على سفر، فإنك تجري هذه العملية وتحتفظ بالشريحة القديمة إلى حين العودة على بلدك، وربما تضيع منك لصغر حجمها، أو أنها قد تتلف منك.
لكن كل هذه العملية ستصبح قريبا شيئًا من الماضي، حيث لن تكون هناك شريحة هاتف تعاني من أجل تغييرها، وفي أجهزة قريبة لن يكون هذا الزر ولا هذه الفتحة على جانب هاتفك موجودين في الأساس، لأنه يتم استبدالها بالفعل حاليا بشريحة إلكترونية "eSIM" لا سلكية متضمنة في الجهاز، بحسب ما يفيد تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفضلا عن أن إلغاء هذه الفتحة على جانب جهازك ستتيح للمصنعين الابتكار في التصميم بشكل أفضل، فإن الشرائح الحالية أيضا عرضة للاختراق وقد يتم تعقبها واستغلالها من قبل مجرمي الإنترنت.
وتهدف الشرائح الإلكترونية، التي يتم العمل بها بالفعل حاليا في بعض بلدان آسيا وأوروبا إلى حل هذه المشكلات.
وفي حين أنها لا تزال تتطلب شريحة داخل الهاتف، فإن هذا المكون أصغر من الشرائح الحالية ولا يمكن إزالته. فلا داعي للقلق بشأن فقدانه مستقبلا.
وبدلا من الذهاب إلى متجر لتشغيل شريحة هاتفك الحالية من شركة اتصالات واحدة، فإنه في الشرائح الإلكترونية المتضمنة في الأجهزة الحديثة يمكنك تنشيط الخدمة رقميا عن طريق تسجيل الدخول إلى أحد التطبيقات أو عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة ضوئيا.
يوصلك البرنامج بشبكة خلوية جديدة أثناء التنقل، مما يتيح لك التسجيل بسرعة للحصول على الخدمة دون الذهاب إلى المتجر.
رقمان على نفس الهاتف
كما تتيح لك البطاقة الإلكترونية المتضمنة في الجهاز، الحصول على رقمي هاتف على جهازك في نفس الوقت.
وتنقل الصحيفة عن محلل الصناعة اللاسلكية، تشيتان شارما، ان الشرائح الإلكترونية أصبحت شائعة في أوروبا وآسيا، حيث يميل المستهلكون إلى التبديل بين خطط الدفع المسبق للحصول على أفضل حزمة بيانات متاحة.
في الولايات المتحدة، عادة ما يلتزم الأشخاص بشركة اتصالات واحدة.
لكن أكبر ثلاث شركات مزودة للخدمات اللاسلكية في الولايات المتحدة "تي موبيل، وأيه تي أند تي، وفيرايزون، تقر بأن مستقبل الهواتف من دون الشريحة الفعلية الحالية يقترب.
ويرى نائب الرئيس للأجهزة المحمولة وملحقاتها في "أيه تي أند تي"، جيف هوارد، أنه "تطور طبيعي"، مضيفا أن الأمر "سيجعل التجربة أفضل في المستقبل."
ولكن في الوقت الحالي، لا يعد إعداد الشرائح الإلكترونية أمرا سهلا دائما، بحسب الصحيف، حتى إذا كان هاتفك يدعمها، لأنه قد لا يدعمها مشغل شبكة الجوال.
تحديثات أمنية
ميزة أخرى يوضحها رئيس التكنولوجيا في شركة البرمجيات "أمدوكس"، أنتوني غونيتيليك، وهي أن الشرائح الرقمية تسمح لشركات الاتصالات، أو صانعي الأجهزة، بطرح تحديثات البرامج بسرعة إذا تم تحديد نقاط الضعف الأمنية، "يمكنك فجأة إرسال تحديث أمني إلى ملايين الأشخاص على مستوى العالم إذا وقعت مشكلة، لكن لا يمكنك فعل ذلك بشرائح الاتصالات الفعلية الحالية."
وقد يكون لديك بالفعل هاتف متوافق مع الشرائح الإلكترونية، ولا تدرك ذلك، حيث تتمتع الهواتف الذكية من غوغل، بهذه الميزة منذ هاتف بيكسل 2 في عام 2017، وأضافتها أبل بدءا من أيفون أكس أس في عام 2018.