أكد بعض خبراء التغذية أن تواريخ الصلاحية التي تدون على عبوات الأطعمة لا علاقة لها بالسلامة، وأنها مجرد خدعة ونظام فوضوي.

وقال آندي هاريج، المسؤول في رابطة صناعة الأغذية (FMI) المعنية بتقديم إمدادات غذائية أكثر أماناً وصحة وكفاءة للمستهلكين: "بالنسبة إلى صانعي المواد الغذائية، فإن التواريخ التي يجري تدوينها على عبوات الأطعمة لا علاقة لها بالسلامة؛ بل هي خدعة لحماية العلامة التجارية".

وأضاف: "هذا يعني أن الشركات والمصانع تفضل وضع تاريخ سابق بكثير على التاريخ المحتمل أن تفسد فيه أطعمة معينة؛ نظراً لأن مذاق الأطعمة يكون أفضل حين يجري تناولها بعد صناعتها بفترة وجيزة"، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وفي العام الماضي، قالت "منظمة المستهلك" الإسبانية إن هناك مجموعة من الأطعمة يمكن تناولها رغم انتهاء تاريخ صلاحيتها؛ مثل الزبادي والخبز المحمص والفواكه المجففة والنقانق والجبن والطماطم المعلبة والمكرونة ورقائق البطاطا والأرز والبقوليات والبسكويت والمشروبات الغازية والمربى والحساء الجاهز.

أما تلك الأطعمة القابلة للتلف بسرعة والتي يجب عدم تناولها بعد انتهاء مدة الصلاحية، وفقاً للمنظمة، فهي اللحوم النيئة والدجاج والأسماك.

بدورها أكدت ميريديث كاروثرز، خبيرة سلامة الأغذية في "خدمة سلامة الأغذية والتفتيش" التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، أن حليب الأطفال هو الغذاء الوحيد الذي ينبغي الحرص على استخدامه قبل انتهاء تاريخ صلاحيته، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.

وأضافت: "تختار الشركات التواريخ بناءً على الوقت الذي تعتقد فيه أن الطعام سيكون في أفضل مذاق له حتى تستمر في جذب المستهلكين لمنتجاتها". ولفتت كاروثرز إلى أن توصيات السلامة الخاصة بوزارة الزراعة تكشف عن إمكانية استهلاك السلع المعلبة لمدة تتراوح بين سنة و5 سنوات إذا جرى تخزينها بشكل صحيح.

وأضافت أنه في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن تستمر عبوات الأرز والمكرونة المجففة نحو عامين، إلا أن كاروثرز أشارت إلى أن اللحوم والدواجن الطازجة يمكن أن تتعرض للتلف حتى قبل التاريخ المدون عليها؛ لأن ثلاجات المتاجر أكثر برودة من ثلاجاتنا المنزلية.

وقالت إنه بمجرد أن يأخذ المستهلكون اللحوم والدواجن إلى منازلهم، يجب عليهم اتباع قواعد التخزين في المنزل، مؤكدة أنه من الأفضل أن يجري طهي اللحوم في غضون يومين من إحضارها من المتجر.

وتشجع بعض الشركات والمتاجر، المستهلكين على اعتماد حواسهم عند تحديد ما إذا كانت الأطعمة آمنة للأكل.

وقالت شركة "Morrisons" البريطانية للبيع بالتجزئة، إنها أزالت جملة: "صالح حتى يوم..."من الحليب الذي يحمل علامتها التجارية، واستبدلت بها جملة: "من الأفضل أن يستهلك قبل يوم...".

وشجعت الشركة العملاء على اتخاذ قرارهم بشأن التخلص من الحليب بناءً على شكله ورائحته.

وأيدت دانا جوندرز، المديرة التنفيذية لمنظمة ReFed، غير الربحية التي تحاول القضاء على هدر الطعام، سياسة "Morrisons" قائلة: "عندما يتحلل الطعام أو يفسد، يمكن لحواسنا أن تكتشف ذلك بسهولة. فحين يتغير شكل الطعام أو رائحته أو طعمه أو ملمسه؛ عندها بالتأكيد يجب ألا نأكل هذا الطعام".