”الحمد لله على ما أعطى الله.. وأنا راضية بما أعطاني الله“.. بهذه الكلمات بدأت المسنة السعودية أم يحيى التي خطفت الأنظار، كلامها المؤثر عن نجلها المتوفى قبل 3 عقود.

أم يحيى تبلغ 100 عام وما زالت تتمتع بذاكرة قوية تعيش مع ذكرى ابنها الوحيد الذي خطفه الموت منذ 30 عاما.

يشير المتحدث في المقطع المتداول على نحو واسع، وهو يسأل أم يحيى عن صورة معلقة في صدر المنزل، لمن هذه الصورة؟ لتجيب أم يحيى ”الصورة حقة ولدي، الله يجعله بالجنة، بجاه السميع العليم“.

وتضيف أم يحيى في حديثها المؤثر عن فلذة كبدها، ”كان عسكري في حفر الباطن“.

لم يبق لأم يحيى غير صورة ابنها يحيى، لتروي بصورة عفوية وبحرقة ولهفة الأم لرؤية ابنها كيف تحافظ على كنزها الثمين ”أمسحها بقطعة قماش نظيفة كل يوم“.

”ترونها صورة، لكنها هني في قلبي صورته في قلبي“ .

المشهد الأكثر إيلاما كان احتضان الأم الثكلى، لـ“دلة قهوة“ كانت آخر هدية تصلها من ابنها المتوفى.

وتظهر أم يحيى وهي محتضنة الهدية الغالية، بحرقة ولوعة، ممسكة بها بقوة ومعبرة عن عشقها لهذه الهدية.

وتقول أم يحيى ”أحبها مثل وكأنه هو قاعد معي“.


وأم يحيى محبوبة من أبناء قريتها، وتقول إن أمها أوصتها بعدم إغلاق باب منزلها، ولم تسافر أبدا خارج قريتها المعتادة على العيش بها إلا لأداء مناسك الحج والعمرة.

تقول أم يحيى إنها حجت مرة واحدة وأدت العمرة مرتين مع خالها.

عفوية وبساطة أم يحيى أثارتا إعجاب الكثيرين، وقال الناشط السعودي نايفكو في تغريدة على تويتر “ أم يحيى، عمرها 100 عام.. كلامها يؤكد لنا ”أن الذاكرة والألم توأمان، لا تستطيع قتل الألم.. دون سحق الذاكرة“.

بينما علق بندر قائلا “ الأم هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولتَ أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن تردّ جميلها عليك ولو بقدر ذرة صغيرة؛ فهي سبب وجودك على هذه الحياة، فأقل ما يمكن تقديمه.. رحمك الله يا أمي رحمة واسعة.. من بعدها فقد طعم الحياة وأصبحت تائهة ولا أعلم ماذا أفعل“.

فيما علق عطاس الدواس على المقطع المؤثر “ بعض الفقد يجعلك تعيش الحياة تحت ظل الموت. فقل للذين يسألونك عن الفقد !! لقد مرت أيام ونحن نكبُرُ في اليوم مرتين“.