تعمل شركات BAE Systems البريطانية ورولز رويس الأوروبية مع مجموعة MDBA للصواريخ والإيطالية "ليوناردو" على تطوير طائرات مقاتلة حربية تستخدم تقنيات جديدة قائمة على الذكاء الصناعي لقراءة ما يفكر به الطيارون وتعمل على تنفيذه.

وستعتمد الميزة الجديدة على استخدام خوذة مزودة بمستشعرات متطورة لقراءة الإشارات العصبية للمخ البشري والعديد من المتغيرات الحيوية الأخرى، بحيث يتمكن نظام الذكاء الاصطناعي من تكوين قاعدة بيانات موسعة حول الحالة النفسية والجسدية للطيار.

ومع هذه القاعدة العملاقة من البيانات، سيتمكن النظام الذكي من تحديد اللحظات التي يحتاج فيها قائد المقاتلة الحربية للمساعدة، خاصة في الظروف الطارئة أثناء تنفيذ المهمات الدقيقة.

فعلى سبيل، في حال فقد الطيار وعيه خلال تحليقه بسبب الجاذبية الأرضية، يمكن للنظام الآلي التدخل وتولي القيادة، مما يضمن استمرار المهمة وبالتأكيد ضمان سلامة الطيار.

وأعلنت "بي إيه إي سيستمز" البريطانية أنها بحلول 2027 سيتم إجراء أول تحليق لنموذج تجريبي للطائرة المستقبلية، وذلك من مصنعها بمدينة وارتون الإنجليزية، وذلك لاختبار عدد من التقنيات الجديدة، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير جديد.

ومن المنتظر أن تخضع الطائرة الجديدة، التي تحمل اسم Tempest Jet، لتجارب نحو 60 تقنية فائقة التطور، أغلبها يتمثل في تحديثات برمجية وغير متعلقة بالعتاد.

وكانت صورة للطائرة المستقبلية خرجت للنور في العام 2018، لكن تقرير "بي بي سي" يفيد بأن تصميم ووزن الطائرة الخارجي تغير بشكل كبير، فأصبحت أخف، وهيكلها الخارجي أصبح أنحف.

وأوضحت اللجنة المشرفة على تطوير طائرة "تيمبيست" أن الطائرة الجديدة عند تمام جاهيزتها للتحليق، ستكون محاطة بشكل مستمر بطائرات مُسيرة بدون طيار لتطوير أدائها ومعاونتها.

ومن المتوقع أن تحتاج أنظمة التتبع والمراقبة إلى تحديث جذري لتتمكن من تعقب ورصد طائرات "تيمبيست"، وقد يصل الأمر إلى بناء أنظمة مراقبة جديدة كلياً.

وأشار جون ستوكر، مدير تطوير الأعمال بقطاع طائرات "تيمبيست"، إلى أن من الواجب على سوق الطائرات المقاتلة مجاراة التقنيات الحديثة وتطوير عملها بشكل مستمر.

ويرى "ستوكر" أنه سيتم بناء أنظمة التحكم والقيادة للطائرات الجديدة بحيث يتم تطويرها عبر الدفع بتحديثات برمجية سهلة التحميل، بصورة أقرب إلى تثبيت تطبيق على الهواتف الذكية.

الروبوتات تصنع

ستعتمد أغلب عملية تصنيع وإنتاج الطائرات الجديدة على خطوط إنتاج قائمة على الروبوتات، بحيث تقوم بمشاركة مختلف البيانات مع الموردين، لتتوفر المكونات التي تعاني خطوط الانتاج من نقصها، مما سيزيد من سرعة عملية التصنيع خاصة مع دخول المقاتلات الحربية الجديدة حيز الإنتاج الواسع.

ويعتمد المشروع أيضاً على تعاون مع شركة ميتسوبيشي اليابانية، التي كانت مسؤولة عن مشروع F-X الخاصة بتطوير مقاتلة حربية، والذي يتشابه كثيراً مع "تيمبيست".

والصواريخ، التي ستكون على متن طائرات "تيمبيست"، ستكون من تصميم شركة MBDA المتخصصة في هذا المجال، وسيكون التحكم في عملية الإطلاق في يد قائد الطائرة البشري أو النظام الذكي، لكن تحديد الهدف قد يتم إعادة اتخاذ القرار بشأنه من خلال تسليم الصاروخ مباشرة إلى إحدى الطائرات المسيرة المحلقة حول طائرة "تيمبيست"، ليتم توجيهه إلى هدف آخر ظهر فجأة ويشكل خطراً فورياً على الطائرة.

وستولى تصميم كافة محركات الطائرة الجديدة مهندسو شركة "رولز رويس" وفق أعلى تقنيات متوفرة، وستكون مزودة بنظام رقمي متطور غاية في التعقيد، وسيهتم بشكل كبير بعملية التبريد، لضمان السيطرة على حرارة الطائرة خلال معالجة كم ضخم من البيانات.

وكانت الحكومة البريطانية قد وضعت ميزانية بقيمة ملياري جنيه إسترليني لمشروع تطوير "تيمبيست"، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الميزانية قبل دخول الطائرات الثورية حيز الخدمة.

وتأتي خطوة الاستثمار في مقاتلات حربية جديدة على خلفية نجاح بريطانيا في استمار حوالي 12 مليار جنيه إسترليني على تطوير طائرات "التايفون"، التي جلبت عوائد بقيمة 21 مليار جنيه إسترليني للاقتصاد الإنجليزي، مع توفير حوالي 20 ألف فرصة عمل.