العين الاخبارية
لماذا ترتبط الخفافيش غالبا باحتضان فيروسات كورونا مثل تلك التي تقف وراء جائحة "كوفيد –19" والسارس وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى؟
تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة تولين الأمريكية، ونشرت في دورية "بروسيدنجز أوف ذا رويال سوسيتي"، إلى أن الارتباط بين الخفافيش وفيروسات كورونا يرجع على الأرجح إلى تاريخ مشترك طويل الأمد، وأن معلوماتهم الوراثية يمكن أن تساعدنا في منع الأوبئة في المستقبل وإدارتها.
وتقول هانا فرانك، خبيرة في الخفافيش بكلية العلوم والهندسة بجامعة تولين، والأستاذ المساعد في قسم البيئة بالجامعة: "لقد وجدنا أن الخفافيش تعرضت لضغط غير عادي من فيروسات كورونا، مقارنة بالثدييات الأخرى، مما يدعم فكرة أن الخفافيش هي مصادر غنية لفيروسات كورونا وقد تسفر عن رؤى للوقاية أو العلاج في المستقبل".
وتضيف: "تبرز الأوبئة التي تنشأ من الحيوانات الحاجة إلى فهم كيفية تطور العوائل الطبيعية استجابة لمسببات الأمراض البشرية الناشئة وأي المجموعات قد تكون عرضة للعدوى أو المستودعات الفيروسية المحتملة للتخفيف من مخاوف الصحة العامة وتوفير الحماية".
وفي أكبر مجموعة بيانات للخفافيش والثدييات حتى الآن، فحص الفريق إنزيما يسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 ، أو ACE2، وهو البروتين المضيف الذي يعمل كمستقبل للفيروسات التي تسبب كوفيد -19 والسارس، ودرسوا أيضًا ثنائي ببتيدل ببتيداز 4 أو DPP4 أوCD26، والذي يعمل كمستقبل لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وتخضع كل من جينات ACE2 وDPP4 لضغط اختيار قوي في الخفافيش، أكثر من الثدييات الأخرى.
وتقول فرانك: "تضيف الدراسة إلى فهمنا للعلاقة بين فيروسات كورونا والثدييات، وخاصة الخفافيش، وتوفر بيانات متنوعة لدراسات كيفية ارتباط البروتينات المضيفة بفيروسات كورونا".
وتضيف: "تعطينا هذه الدراسة نظرة ثاقبة حول كيفية تطور الثدييات، وخاصة الخفافيش، مع فيروسات كورونا، كما أنها تسلط الضوء على أنماط واسعة في القابلية للإصابة، والتي قد تكون مفيدة في إدارة الأوبئة في المستقبل."
ويحذر فرانك من أن البحث لا ينبغي أن يتسبب في تخوف الناس من الخفافيش، فهي تلعبون دورا مهما في نظامنا البيئي، وتساهم بشكل كبير في مكافحة الآفات، وتلقيح النباتات ونشر البذور.
وتقدر وزارة الحياة البرية ومصايد الأسماك الأمريكية أن الخفافيش تأكل ما يكفي من الحشرات لتوفير أكثر من 3 مليارات دولار سنويًا في تلف المحاصيل وتكاليف المبيدات في الولايات المتحدة.