لا تقدم كل بدائل الحليب التغذية ذاتها. في حالة الإصابة بمشكلات صحية، يتعين استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل التسرع في اختيار علبة اللبن.

تتوقف الإجابة عن هذه الأسئلة على تركيب بديل الحليب، وما إذا كان يساعد في تلبية الاحتياجات الغذائية أم لا، وما إذا كان الشخص يشتكي من حالة مرضية كامنة أم لا.

تتوفر العشرات من أصناف بدائل الحليب. فبالإضافة إلى حليب الصويا، هناك منتجات من الحليب تعتمد على المكسرات (حليب اللوز والكاجو وجوز الهند والبندق والمكاداميا).

وتشمل المكونات الأساسية لبعض البدائل حبوباً أو بذور مثل بذور الكتان والشيلم والشوفان والأرز والكينوا. وهناك أيضاً خلطات مصنوعة من أنواع مختلفة من المكسرات والحبوب والبذور.

تشمل العناصر المغذية الرئيسية التي يمد الحليب ومشتقاته الجسم بها الكالسيوم وفيتامين D والفوسفور، والبوتاسيوم أحياناً. ربما يكون من الصعب الحصول على كميات كافية من هذه العناصر المغذية من الأطعمة الأخرى، ولهذا توصي نشرة Dietary Guidelines for Americans بتناول معظم البالغين ثلاث حصص يومياً منها.

ليست كل بدائل الحليب معززة بالكميات نفسها من هذه العناصر المغذية. ولم تذكر نشرة Dietary Guidelines for Americans خياراً مكافئاً لها إلا حليب الصويا. لذلك يتعين قراءة الملصقات للتأكد من اختيار البديل الذي يحتوي على ما يماثل ما في جرعة الحليب من الكالسيوم (30% من القيمة اليومية) وفيتامين D (25% من القيمة اليومية).

وهذه بعض الحالات التي تكون فيها بدائل الحليب مفيدة وتجعل اختيارها مهماً.

عدم تحمل اللاكتوز

لا يستطيع الشخص الذي لا يتحمل جسمه اللاكتوز هضم السكر الطبيعي، الذي يوجد في حليب البقر جزئياً أو كلياً (اللاكتوز). يُولد بعض الناس وأجسامهم غير قادرة على تحمل اللاكتوز. وقد تصيب هذه الحالة البعض بعد الإصابة بمرض ما أو بعد الخضوع لجراحة في الأمعاء، أو تصاحب إصابتهم بأمراض معينة في الأمعاء الدقيقة مثل داء كرون أو الداء البطني.

وفي حال عدم تحمل الجسم اللاكتوز، فربما يكون بمقدور المريض تحمل كميات بسيطة منه على فترات متباعدة طوال اليوم. لكن إذا عجز عن ذلك، فقد يكون عليه اختيار أحد بدائل الحليب الأخرى الغنية بالكالسيوم وفيتامين D.

الحساسية للحليب

من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعاً لدى الأطفال؛ حساسية الحليب التي يسببها تحفيز الجهاز المناعي للاستجابة لبروتينات الكازين، الموجودة في حليب الأبقار. قد يؤدي حليب الأغنام والماعز والجاموس أيضاً إلى حدوث تفاعل تحسسي.

والعلاج الأساسي هو تجنب حليب البقر (وربما حليب الحيوانات الأخرى) والمنتجات التي تحتوي عليه. ورغم الاعتقاد بأن أي بديل حليب مصنوع من النبات سيكون آمناً، من المهم معرفة أنّ نحو 30% من الأطفال المصابين بالحساسية لديهم حساسيات متعددة من الأطعمة.

ومن أنواع الحساسية الشائعة الحساسية من المكسرات؛ بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الجوز واللوز والبندق والكاجو والفستق والمكسرات البرازيلية والفول السوداني وفول الصويا. يُصنَع الكثير من بدائل الحليب من هذه المواد الشائعة المسببة للحساسية. ولذلك من الضروري طلب نصيحة طبيب الأرجيّات (الحساسية) أو اختصاصي النُّظم الغذائية.

مرض الكُلى المزمن

تنظم الكلى مسؤولة مستويات العديد من العناصر الغذائية في الجسم. ومع تدهور وظائف الكلى، عادة ما تفرض قيود غذائية على مصادر الغذاء المحتوية على البروتين والفوسفور والصوديوم والبوتاسيوم. ويتعين كذلك مراقبة مستويات فيتامين D والكالسيوم.

نظراً لاحتواء بدائل الحليب على هذه العناصر المغذية، فقد يكون اختيارها دون دراسة أمراً خطيراً. ولحسن الحظ، عندما يُشخص البعض بمرض الكُلى المزمن، فإن مستويات الدم تخضع للمراقبة الدورية، ويتلقى أولئك الأفراد مشورة غذائية متخصصة.

السرطان

ثمة تضارب وتداخل بين مشتقات الحليب وأنواع السرطان المختلفة. فقد يقلل حليب البقر من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والمثانة، ولا يبدو أنه يرتبط بسرطان الثدي أو المبيض. ومع ذلك، فهناك أدلة محدودة على أن الحليب، والنظم الغذائية الغنية بالكالسيوم، قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان البروستاتا.

فضلاً عن عدم وضوح تأثير حليب الصويا على السرطان. ومع ذلك، فإن الاستهلاك المعتدل للأطعمة المحتوية على الصويا (وليس المكمّلات الغذائية) آمن للناجيات من سرطان الثدي، وقد يقلل من خطر الإصابة به عند عامة النساء.

خلاصة القول، إذا كان لدى الشخص مشكلة طبية، ينبغي عليه أن يتحدث مع الطبيب أو اختصاصي النُّظم الغذائية قبل تجربة أحد بدائل الحليب. ولا يعرض صحته للخطر باختيار غير مدروس.

هذا المحتوى بالتعاون من تلفزيون الشرق مايو كلينك