يبحث أب عن ابنته من 40 عاماً والأمل يملأ قلبه في العثور عليها، يريد أن يراها ويحتضنها تلك الطفلة التي فارقته وهي بنت الـ 6 أعوام وأضحت اليوم 46 عاماً، ومازال يبحث عنها بصورة يوزعها على القرى، ولم يفقد الأمل ولم ييأس، يريد أن يزوجها كما زوج أختيها.
40 عاما لم تكف أب لنسيان ابنته المفقودة في عام 1982، يعيش حياته كلها يتذكرها، ويمني نفسه بلقاء يجمعهما، مهما تغيرت الأزمنة واختلفت الأيام، لا يهدأ شوقه لصغيرته التي نمت وشبت بعيدا عن أحضانه.
وتحول محمد البشبيشي، منذ ذلك التاريخ، من شاب ثلاثيني، إلى عجوز يتخطى عمره 60 عامًا، وصورتها لا تفارق جيبه، يعرضها على كل من يقابله، فهو سائق سيارة نقل، يجوب مصر شمالها وجنوبها، وعندما يمر على قرية، يترك فيها صورة «فاطمة»، حينما كان عمرها 6 سنوات، رغم أنها تبلغ حاليًا 46 عامًا.
الأمل يملأ قلبه، وعشمه في ربه لم ينته، إذ يحكي البشبيشي وفق صحيفة «الوطن»، تفاصيل مر عليها عشرات السنين، عندما خرجت بناته الثلاث عام 1982، ليشترين بعض الحلوى من محل بقالة، بمنطقة الورديان في محافظة الإسكندرية، لكنهن عدن إلا شقيقتهم «فاطمة»، التي اختفت تمامًا منذ هذا الوقت.
يقول الأب، والدموع تنتفض في عينيه: «بعد السنين دي كلها لسه الأمل موجود، وعشمي في ربنا كبير، لأني نفسي ألاقيها، أنا فاكر الوقت اللي اختفت فيه يوم 18 مايو سنة 1982، كل يوم بنعد الأيام، عمرها ما راحت من بالي، جوزت أخواتها الاتنين، ولسه مستنيها ترجع ومستني أشوفها».
محاولات عديدة خاضها «البشبيشي»، من أجل العثور على ابنته المفقودة، مستغلا عمله كسائق نقل، في البحث عنها بكل بلدان مصر، كما اعتاد كل عام في شهر رمضان، على توزيع إمساكية الشهر الكريم، مطبوعا عليها صورة «فاطمة»: «مالهاش أي أثر، ومفيش عنها أي معلومات، اختفت تماما، ومقدرش أتهم حد أنه خطفها، لأني راجل معنديش أعداء، ونفسي ربنا يرجعهالي بالسلامة».
رغم مرور أكثر من 40 عامًا، إلا أن الأب ما يزال ينتظر عودة ابنتها، ملامحها البريئة التي تغيرت حاليًا، لم يستطع الزمن أن يمحيها من عقله، وحتى الآن يبحث عنها ولم يأس، في كل مدينة يزورها، وفي كل قرية يمر على أبوابها، وفي أرض تدب فيه قدميه.
{{ article.visit_count }}
40 عاما لم تكف أب لنسيان ابنته المفقودة في عام 1982، يعيش حياته كلها يتذكرها، ويمني نفسه بلقاء يجمعهما، مهما تغيرت الأزمنة واختلفت الأيام، لا يهدأ شوقه لصغيرته التي نمت وشبت بعيدا عن أحضانه.
وتحول محمد البشبيشي، منذ ذلك التاريخ، من شاب ثلاثيني، إلى عجوز يتخطى عمره 60 عامًا، وصورتها لا تفارق جيبه، يعرضها على كل من يقابله، فهو سائق سيارة نقل، يجوب مصر شمالها وجنوبها، وعندما يمر على قرية، يترك فيها صورة «فاطمة»، حينما كان عمرها 6 سنوات، رغم أنها تبلغ حاليًا 46 عامًا.
الأمل يملأ قلبه، وعشمه في ربه لم ينته، إذ يحكي البشبيشي وفق صحيفة «الوطن»، تفاصيل مر عليها عشرات السنين، عندما خرجت بناته الثلاث عام 1982، ليشترين بعض الحلوى من محل بقالة، بمنطقة الورديان في محافظة الإسكندرية، لكنهن عدن إلا شقيقتهم «فاطمة»، التي اختفت تمامًا منذ هذا الوقت.
يقول الأب، والدموع تنتفض في عينيه: «بعد السنين دي كلها لسه الأمل موجود، وعشمي في ربنا كبير، لأني نفسي ألاقيها، أنا فاكر الوقت اللي اختفت فيه يوم 18 مايو سنة 1982، كل يوم بنعد الأيام، عمرها ما راحت من بالي، جوزت أخواتها الاتنين، ولسه مستنيها ترجع ومستني أشوفها».
محاولات عديدة خاضها «البشبيشي»، من أجل العثور على ابنته المفقودة، مستغلا عمله كسائق نقل، في البحث عنها بكل بلدان مصر، كما اعتاد كل عام في شهر رمضان، على توزيع إمساكية الشهر الكريم، مطبوعا عليها صورة «فاطمة»: «مالهاش أي أثر، ومفيش عنها أي معلومات، اختفت تماما، ومقدرش أتهم حد أنه خطفها، لأني راجل معنديش أعداء، ونفسي ربنا يرجعهالي بالسلامة».
رغم مرور أكثر من 40 عامًا، إلا أن الأب ما يزال ينتظر عودة ابنتها، ملامحها البريئة التي تغيرت حاليًا، لم يستطع الزمن أن يمحيها من عقله، وحتى الآن يبحث عنها ولم يأس، في كل مدينة يزورها، وفي كل قرية يمر على أبوابها، وفي أرض تدب فيه قدميه.