انهالت عبارات التعازي والحزن على مجتمع المال والأعمال الهندي، مع مشاركة واسعة من السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بعد إعلان رحيل الملياردير الهندي راكيش جونجهونوالا، الذي توفي عن عمر يناهز 62 عاماً.
توفي جونجهونوالا، الذي جنى ثروة من سوق الأسهم، يوم الأحد في مستشفى في مدينة مومباي، على إثر "سكتة قلبية مفاجئة".
ووفقاً لمجلة فوربس، يشتهر جونجهونوالا باسم "وارن بافيت الهندي"، ويقدر صافي ثروته بحوالي 5.8 مليار دولار، مما جعله يحتل المرتبة 438 في قائمة أغنى أغنياء العالم.
قبل عقد من الزمان، قال لـ"رويترز" في مقابلة، إنه لا يحب أن يُدعى "وارن بافيت الهندي"، مضيفاً أن الرئيس التنفيذي لشركة بيركشير هاثاواي "متقدم بفارق كبير عنه".
وقال: "أنا لست استنساخاً لأي شخص. أنا راكيش جونجهونوالا".
وُلد جونجهونوالا، ابناً لضابط ضرائب الدخل، والذي أصبح مفتوناً بالأسهم عندما كان طفلاً بعد أن شاهد والده يوازن بين استثماراته في السوق.
كما كان والده يرشده لسوق الأسهم، إلا أنه رفض إعطاءه أموالاً للمضاربة بها، أو السماح له بالاقتراض من أصدقائه، حتى يكون استثماره في الأسهم نابعاً من مدخراته الشخصية.
كيف كسب جونجهونوالا المال؟
بدأ جونجهونوالا الاستثمار في سوق الأسهم في العام 1985، عندما كان يبلغ من العمر 25 عاماً، بمبلغ 100 دولار كان قد اقترضها من أحد أقاربه، وفقاً لما نقلته "BBC".
وقام لاحقاً بتأسيس شركة Rare Enterprises، التي حملت أول حرفين من اسمه وأول حرفين من اسم زوجته Rekha.
كان يتمتع بسمعة كونه مجازفاً في استثماراته، والتي حقق الكثير منها ثماره بشكل مذهل.
وفي ملف تعريف العام 2021، كتبت فوربس أنه في حين أن جونجهونوالا "اكتسب لمسة Midas الأسطورية من خلال اختيار الأسهم الرابحة"، فقد بدأ مؤخراً في رؤية استثماراته في الأسهم الخاصة تؤتي ثمارها.
وكان جونجهونوالا يخطط للتبرع بربع ثروته للأعمال الخيرية. وتضمنت محفظته الخيرية الرعاية الصحية بالإضافة إلى المبادرات المتعلقة بالتعليم، ودعم المنظمات مثل St Jude، ومؤسسة Agastya الدولية، وجامعة أشوكا، وجمعية أصدقاء القبائل، وOlympic Gold Quest. كما كان نشطاً في الجهود المبذولة لبناء مستشفى عيون في نافي مومباي.
كان أكبر ثيران "دلال ستريت" (وول ستريت مومباي) يملك صافي ثروة بـ 5.8 مليار دولار مع حيازات كبيرة في أكثر من 30 سهماً هندياً ممتازاً.
استثمر جونجهونوالا 35 مليون دولار في حصة تقدر بنحو 40% في خطوط طيران Akasa Air وهي آخر استثماراته التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي، وقامت بأول رحلة لها في سوق الطيران المزدحمة في الدولة الآسيوية يوم الأحد من الأسبوع الماضي.
ويردد الكثير من الناس في الهند مقولاته، بصفته شخصاً حكيماً استطاع تحقيق نجاحات ملموسة في الحياة، إذ قال عقب الإعلان عن استثماره في قطاع الطيران، والذي لا يحمل أي خبرات فيه: "من الأفضل أن تكون قد حاولت وفشلت على أن لا تحاول على الإطلاق".