الغارديان
بعد فشل الولايات الغربية في التوصل إلى اتفاقيات للحد من استخدام المياه من نهر كولورادو المحاصر، تدخلت الحكومة الفدرالية يوم أمس الثلاثاء، 17 أغسطس، بإصدار تخفيضات ملزمة.

ستؤثر هذه التخفيضات على الولايتين الغربيتين وكذلك على المكسيك، بعد ان أعلن المسؤولون في مكتب الاستصلاح عن نقص مستوى المياه إلى "المستوى الثاني" Tier 2 في حوض النهر، حيث يستمر الجفاف في ضرب الغرب الأمريكي، ما دفع أكبر خزاناته إلى مستويات منخفضة جديدة.

ويستمر تناقص مستويات المياه، التي خلفت حلقات من أحواض مثيرة في الخزانات والأجسام المدفونة المكتشفة، وغيرها من القطع الأثرية، في تهديد إنتاج الطاقة الكهرومائية، ومياه الشرب والإنتاج الزراعي.

وقد صرح مفوض مكتب الاستصلاح، إم كاميل كليمليم توتون، خلال مؤتمر صحفي يوم أمس، بأن "النظام يقترب من نقطة تحول"، مضيفا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، حيث تابع: "حماية النظام تعني حماية شعوب الغرب الأمريكي".

وسوف تقلل التخفيضات الجديدة من حصة المياه في ولاية أريزونا بنسبة 21%، ونيفادا بنسبة 8%، والمكسيك بنسبة 7%، لكن المسؤولين قلقون من الحاجة إلى مزيد من التخفيضات، الأمر الذي سيضعهم في تلك الولايات تحت ضغط غير عادي للتخطيط لمستقبل أكثر حرارة وجفافا، مع تزايد عدد السكان.

ويوفر نهر كولورادو المياه إلى 40 مليون شخص، عبر 7 ولايات في الغرب الأمريكي، بالإضافة إلى المكسيك، ويساعد في تغذية صناعة زراعية تقدر قيمتها بـ 15 مليار دولار سنويا. ويوفر نظام الري مترامي الأطراف المياه إلى كولورادو ووايومنغ ويوتا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا ونيفادا وأريزونا قبل أن يتدفق نحو المكسيك. وقد تمت مناقشة حقوق هذه المياه لعقود من الزمن بعد أن فشلت الاتفاقيات المبرمة منذ قرن لحساب المياه بدقة، وخلقت متاهة من حقوق المياه للصغار والكبار التي تركت الشعوب الأصلية. ولكن من المرجح أن تنتظر الفترة المقبلة جدلا أوسع، في ظل أزمة المناخ المتوقعة التي سوف تفاقم الظروف، ما يستدعي الحاجة إلى تخفيضات أكبر، وحفاظ على البيئة.

كذلك تنتظر المدن والمزارع في جميع أنحاء المنطقة بفارغ الصبر التوقعات الهيدرولوجية الرسمية، بما تحمله من تقديرات لمستويات المياه المستقبلية في النهر، والتي ستحدد كذلك مدى ونطاق التخفيضات في إمدادات المياه، بما سيؤثر على المواد الغذائية المنتجة محليا.

وتعود منابع نهر كولورادو إلى جبال روكي الصخرية، ثم يتدفق النهر نحو كولورادو ويوتا وأريزونا ونيفادا وكاليفورنيا وشمال المكسيك قبل أن يصب في البحر، ويغذّيه سقوط الثلوج التي تتدكس في المرتفعات شتاء قبل أن تذوب في الأشهر الحارة. لكن، بفعل التغير المناخي، خفت الأمطار، وأصبحت الثلوج تذوب بوتيرة أسرع، ما يحرم النهر من موارده المائية، بما يصطحب ذلك من تداعيات على عشرات الملايين من السكان والحيازات الزراعية الواسعة.

تؤثر هذه الظروف كذلك على اندلاع مزيد من حرائق الغابات التي تزداد جفافا بدورها.