إرم نيوز
تخطط شركات صينية لإنشاء مزارع متخصصة لتربية الحمير في بعض الدول الأفريقية، وذلك في محاولة لتوفير أكبر كمية من الجلود لاستخدامها في صناعات طبية محددة.

وجاءت هذه التحركات بعد تنامي الطلب الصيني على جلود الحمير، في ظل ندرة المعروض بالأسواق الأفريقية التي تعد أحد الموردين الرئيسيين للصين نتيجة حظر بعضها عمليات الذبح بعد تراجع الأعداد بمعدلات كبيرة، بحسب موقع إنسايدر بزنس الأمريكي.

وتحتاج الصين لذبح أكثر من 1.8 مليون حمار سنويًا، وأغلبها مستورد من الدول النامية للحصول على مادة ”إيجياو“ طبقا لتقرير نشرته منظمة ”دونكي سانكنتشري“ العام 2017.

وتمتلك مجموعة ”شاندونغ دونغ-إي“، مسلخًا في إثيوبيا باستثمارات بلغت 5 ملايين يورو، وتخطط لافتتاح مسلخ ثانٍ، ومنشأة لتربية الحمير ومصنع لإنتاج الـ“إيجياو“ في دول أفريقيا.

وتقدر أعداد الحمير عالميًا بحوالي 44 مليون حمار، تستحوذ الصين وحدها على 11 مليونا، في حين يبلغ نصيب أفريقيا حوالي 27% وأمريكا الجنوبية والكاريبي حوالي 20% والشرق الأوسط والأدنى حوالي 12%، بحسب إحصائية لمنظمة الفاو.

وتستخرج الشركات الصينية من جلود الحمير بعد غليها مادة يطلق عليها ”إيجياو“، وتستخدم كدواء لعلاج نقص الدم والسعال، والآثار الجانبية للعلاج الكيماوي ومنع العقم والإجهاض، بحسب بيانات صينية.

وعزا متعاملون ومعنيون بالقطاع خلال مقابلة مع ”إرم نيوز“، رغبة الشركات الصينية لإنشاء مزارع بدول أفريقيا، أولًا لسهولة القوانين التي تسمح لهم بممارسة هذا الغرض، بالإضافة إلى تدنى أسعار الحمير مقارنة بدول أوروبا وآسيا حيث يتجاوز سعر الحمار الواحد 1500 دولار.

تقنين تجارة الجلود

وقال نائب رئيس الاتحاد السوداني للجلود السابق، غريق كمبال، إن معدلات ذبح الحمير تزداد بشكل كبير داخل دول أفريقيا بغرض تصدير جلودها إلى الصين واليابان وإسرائيل مؤخرًا، وهذا الأمر يهدد بانقراضها في ظل عدم وجود كابح أو قوانين تنظم هذا الأمر“.

وحول تخصيص مزارع لتربية الحمير، قال كمبال: ”هذا الأمر لابد من الاتفاق عليه وبشكل سريع بين الدول المصدرة والمستوردة، للاتفاق حول آلية لإكثار الحمير وليس الشراء والذبح فقط“.

واعتبر في حديثه لـ ”إرم نيوز“ أن ”تقنين الوضع في الدول الأفريقية والسماح بإنشاء مزارع على غرار صناعة الدواجن، ومزارع الماشية ووقف ذبح إناث الحمير ربما يضاعف الأعداد وتستفيد الدول من هذا البزنس المقدرة تجارته بملايين الدولارات سنويًا“.

وتشير دراسة حديثة أعدتها جامعة جنوب أفريقيا إلى أن أعداد الحمير في البلاد انخفضت بنسبة تفوق 30% خلال السنوات العشرين الأخيرة لتقدر أعدادها حاليًا بحوالي 146 ألفا.

وتصدر جنوب أفريقيا رسميا 10500 من جلود الحمير سنويا إلى هونغ كونغ والصين.

مصر أحد الخيارات

ويرى نقيب الفلاحين المصري، صدام أبو حسين، أن ”مصر تصنف ضمن الدول الأفريقية الأكثر ذبحًا للحمير، لكن هذا الأمر يتم خارج إطار القانون ولا توجد أي قوانين معنية بهذا الغرض“.

وفي حديثه لـ ”إرم نيوز“، أرجع أبو صدام سبب لجوء الشركات الصينية إلى دول أفريقيا لإقامة مزارع لتربية الحمير قائلا“ بعض الدول لاتجرم هذه التجارة، بالإضافة إلى تواجد كميات كبيرة من الحمير بها“.

وتفاضل الشركات الصينية بين عدد من دول أفريقيا لإقامة مزارع الحمير، من بينها مصر والسودان والجزائر وجنوب السودان وكينيا“.

وتراجع إجمالي عدد الحمير في مصر من 3.2 مليون رأس في العام 2014 إلى مايقرب من مليون رأس حاليًا، وذلك بحسب وكيل الشعبة البيطرية في المركز القومي للبحوث الدكتور أحمد عبدون.

تابع أبو صدام: ”تجارة جلود الحمير الأفريقية رائجة بشكل كبير في الصين، لذلك فإن تقنينها من قبل حكومات الدول أمر جيد، لأن ذلك سيضع الثروة الحيوانية تحت رقابة كل دولة“.

ويقدر إجمالي صادرات جلود الحمير سنويًا من مصر بـ15 ألف جلدة، بحسب المجلس التصديري للجلود، لكن المجلس يقول إنها ”أضعاف هذا الرقم بعد احتساب ما يتم تهريبه“.

وكانت 14 دولة أفريقية إلى جانب باكستان أصدروا حظرا ضد تجارة الحمير الدولية، وقد انضمت لهم تنزانيا، وذلك بعد صدور تقارير دولية تؤكد انقراض الحمير حال استمرار عمليات الذبح بهذا المعدل.

لكن الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة المصرية وافقت في العام 2016 على طلبات لشركات صينية بتصدير 10 آلاف حمار حي إليها، بشرط عدم الانتفاع بلحومها.

وحول تطور أسعار الحمير، قال أحد التجار، ويدعى كامل، إن“ أسعار الحمير ارتفعت بنسبة 100% مع بداية العام الجاري مقارنة بالعام الماضي بسبب قلة المعروض بالأسواق“.

ويتراوح سعر الحمار الواحد في مصر بين 200 و500 دولار، وتفاوت السعر يرجع إلى العمر والنوع من حيث كونه ذكرًا أم أنثى.