إرم نيوز

نظمت جزيرة ”غوتلاند“ السويدية، مسابقة غير مسبوقة، تهدف للحفاظ على المياه، في ظل ما تشهده القارة الأوروبية من حالة جفاف غير مسبوقة، تعتبر الأسوأ منذ 500 عام.

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في تراجع منسوب مياه الأنهار في أوروبا، ما أدى إلى تحول المروج والحدائق المنزلية وغيرها من المساحات الخضراء إلى أرض جرداء.

ومع هذا الواقع الجديد، وجدت السلطات في جزيرة ”غوتلاند“ السويدية، نفسها أمام ضغط كبير في ما يتعلق بإمدادت المياه، خاصة مع تدفق السياح إليها هذا الصيف، حيث تعد مكانا شهيرا لقضاء العطلات.

وفرضت بلدية الجزيرة حظرا على الري، حيث مُنع السكان من ري حدائقهم، للحفاظ على كميات الماء المحدودة.

لكن هذا القرار لم يكن كافيا فيما يبدو، ما دفع البلدية، إلى تشجيع السكان المحليين على تجنب ري العشب والحدائق المنزلية، فقررت عقد مسابقة ”أبشع عشب في غوتلاند“.

وتكللت جهود الجزيرة في هذا الصدد بالنجاح، وانخفض استهلاك المياه بدرجة كافية، جعلت بلدية الجزيرة تقرر رفع حظر الري بداية من أيلول/ سبتمبر، بحسب ما أفاد يوهان غوستافسون، المحكم الرئيس في المسابقة.

وكان الفائز النهائي بالمسابقة التي جرت عبر موقع انستغرام، هو ماركوس نورستروم، الذي يبدو أنه لم يسق حديقته طوال الصيف.

وقالت لجنة التحكم في المسابقة، إن ”عشب نورستروم كان رديئا بدرجة كبيرة ويفي بكل التوقعات، لكن رغم ذلك لديه ظروف جيدة للتحسن فيما بعد، حيث سيتم مساعدته في تخطيط حديقة مقاومة للجفاف“.

ويبدو أن المزيد من سكان جوتلاند يحتاجون للتفكير في التخطيط لإقامة حدائق مقاومة للجفاف، حيث يشير تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ”OECD“ هذا العام إلى أن تغير المناخ سيستمر في التسبب في نقص المياه في الجزيرة الجافة بالفعل.

وجاء في التقرير أنه ”من المتوقع أن ينخفض توافر المياه بنسبة 13.3% في غوتلاند بين 2021-2050 مقارنة بالفترة بين 1961-1990. وتشير التقديرات إلى أن الطلب سيرتفع بأكثر من 40% بحلول عام 2045.

وتُظهر البيانات من المرصد الأوروبي للجفاف ”EDO“، أن غالبية المناطق في السويد، بما في ذلك جزيرة غوتلاند، تعاني من ظروف الجفاف التي تسببت في نقص رطوبة التربة، مما يعني أن الغطاء النباتي سيكافح من أجل النمو.