إرم نيوز
استعادت صناعة البن اليمني روحها من جديد بدعم من زيادة الطلب على منتجاتها من دول الجوار، وبالتحديد العراق ومصر ولبنان وليبيا، وذلك في محاولة لتأمين مخزون بلادهم من القهوة بعد تراجع الإمدادات العالمية.
وتوقع متعاملون ومعنيون بالقطاع أن تؤدي تقلبات سوق البن العالمية الناتجة عن التغيرات المناخية والحرب الروسية الأوكرانية إلى إعادة ترتيب الدول المنتجة لتصعد دول وتهبط أخرى، على أن يكون البن اليمني أحد البدائل المتاحة في الأجل القصير، وفقًا لتقرير نشرته مجلة ”نيتشر“ البريطانية.
وتعد اليمن الدولة العربية الوحيدة المدرجة ضمن قوائم منظمة القهوة العالمية، في حين تتطلع السعودية إلى زراعة مليون شجرة بن بنهاية عام 2025 مقابل 350 ألف شجرة حاليًا، وتحديدًا البن ”الخولاني“ المصنف عالميًا من أرابيكا.
ويعتزم عدد من منتجي البن في اليمن استغلال أزمة التغيرات المناخية في الدول المنتجة، والعمل على زيادة المساحات المزروعة خلال الموسم المقبل، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة، خاصة أن عودة الطلب العربي تعد أمرًا داعمًا لهذه الخطوات، وفق حديثهم لـ ”إرم نيوز“.
ووفقا لتصنيف منظمة القهوة العالمية، تعد الجزائر أكثر الدول العربية استيرادًا للبن، ثم السعودية، ومصر، والمغرب، والسودان، ولبنان.
تزايد الطلب
قال المزارع والمصدر اليمني، فارس الرباعي، إن شركات مصرية ولبنانية وجزائرية طلبت توريد كميات كبيرة من البن اليمني منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري، أي قبل تصاعد أزمة نقص الإمدادات العالمية للمستوى التي عليه حاليًا.
وحول الكمية المطلوب توريدها لهذه الدول الثلاث، أوضح قائلا إنها ”تقدر بـ 1100 كيلو، سيتم تدبير نصف الكمية من مزارعه الخاصة، والباقي من صغار المزارعين في البلاد وسيتم تصدير جزء منها مصنعًا والآخر سيكون عبارة عن حبوب محمصة جاهزة للطحن“. والكمية المشار إليها هي المطلوب منه فقط توريدها وليست إجمالي المطلوب من الدول المذكورة.
وعن متوسط أسعار التوريد، أكد أن ”السعر يختلف بحسب الأنواع، ويتراوح بين 8 و10 آلاف دولار للطن الواحد“.
وأكد أن زيادة الطلب العالمي على البن مع تراجع الإنتاج العالمي، ربما يعيد الحياة إلى اليمن مرة أخرى، وقد يلحق بقائمة أكبر الدول إنتاجًا وتصديرًا للقهوة خلال السنوات المقبلة“.
وبحسب دراسة نشرها معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا مؤخرًا، فإن المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة البن ستتراجع بنسبة تزيد عن 50 % على مستوى العالم في الـ 30 عامًا القادمة.
ووفقاً للتقديرات الدولية، يتخطى استهلاك العالم من القهوة ما يزيد على 500 مليار كوب قهوة سنويًا، فهي ثالث أشهر المشروبات بعد الحليب والشاي، وتُقدر قيمتها التجارية بنحو 100 مليار دولار، 20% منها معاملات تصديرية.
استراتيجية واعدة
في السياق ذاته، قال عضو الاتحاد التعاوني لجمعيات منتجي البن اليمني، حسين الكبوس، إن عدم زيادة المساحات المزروعة بالبن في السنوات السابقة، أضاع فرصًا تصديرية كبيرة خلال الموسم الجاري.
وأضاف لـ ”إرم نيوز“ أن التجار والشركات المصنعة للبن كانوا يعانون من تخمة كبيرة في المخزون بسبب صعوبة التسويق خلال الشهور الماضية، لكن زيادة الطلب من قبل العراق ولبنان أدت إلى إفراغ جميع مخازنهم حاليًا.
وأرجع الكبوس تدهور زراعة البن إلى صعوبة تسويقه وارتفاع تكاليف الإنتاج، وهذا الأمر دفع مزارعين لاستبداله بزراعة ”القات“ لكثرة الطلب عليه محليًا وارتفاع عائده المادي.
وتتطلع وزارة الزراعة والري اليمنية إلى رفع إنتاجية وتحسين جودة جميع أنواع البن اليمني والوصول بصادراتها إلى نحو 50 ألف طن بحلول العام 2025.
وتتضمن الاستراتيجية إنتاج وزراعة 13 مليون شتلة، لترتفع مساحة زراعة البن في اليمن من 34 ألفاً إلى 43 ألف هكتار خلال السنوات المقبلة.
زيادة الاستثمار العربية
وقال رئيس الشركة المصرية للاستيراد والتصنيع، علي عبد الغفار، إن ”الشركة عرضت على مستثمرين يمنيين المشاركة في زراعة 10 آلاف هكتار، بأشجار البن، بغرض تلبية احتياجات السوق العربي وتصدير الفائض إلى دول أوروبا، وما زال المشروع تحت الدراسة حاليًا“.
وأضاف لـ ”إرم نيوز“ أن زيادة الاستثمارات العربية المشتركة في هذا القطاع من المتوقع أن تضاعف إنتاج الدولة، وتحقق طموحات دول الجوار العربية في الحصول على منتج متوفر ورخيص.
وقال الخبير المصري في صناعة البن، رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، حسن فوزي، إن مصر من أكبر الدول العربية استيرادًا للبن اليمني حاليًا، وذلك بسبب شح المخزون في إثر التغيرات المناخية التي تعرضت لها كبرى الدول المنتجة.
وحول حجم استيراد مصر من البن، أكد لـ ”إرم نيوز“، أن ”إجمالي الكمية المستوردة يقترب من 80 ألف طن سنويًا، منها 4 آلاف طن يمني“.
وعن حجم مخزون البن في مصر، أوضح فوزي أن “ توقف الاستيراد قبل شهرين بسبب صعوبة تدبير الدولار بالتزامن مع أزمة الإمداد هبط بالكميات المخزنة إلى 3 شهور حاليًا“.
وأكد أن كبار المستوردين يتواصلون حاليًا مع مصدري البن اليمني لشراء أكبر كمية خلال الشهر المقبل، وذلك بغرض زيادة المعروض والسيطرة على الأسعار التي تضاعفت لأكثر من 100% منذ بداية العام الجاري.
استعادت صناعة البن اليمني روحها من جديد بدعم من زيادة الطلب على منتجاتها من دول الجوار، وبالتحديد العراق ومصر ولبنان وليبيا، وذلك في محاولة لتأمين مخزون بلادهم من القهوة بعد تراجع الإمدادات العالمية.
وتوقع متعاملون ومعنيون بالقطاع أن تؤدي تقلبات سوق البن العالمية الناتجة عن التغيرات المناخية والحرب الروسية الأوكرانية إلى إعادة ترتيب الدول المنتجة لتصعد دول وتهبط أخرى، على أن يكون البن اليمني أحد البدائل المتاحة في الأجل القصير، وفقًا لتقرير نشرته مجلة ”نيتشر“ البريطانية.
وتعد اليمن الدولة العربية الوحيدة المدرجة ضمن قوائم منظمة القهوة العالمية، في حين تتطلع السعودية إلى زراعة مليون شجرة بن بنهاية عام 2025 مقابل 350 ألف شجرة حاليًا، وتحديدًا البن ”الخولاني“ المصنف عالميًا من أرابيكا.
ويعتزم عدد من منتجي البن في اليمن استغلال أزمة التغيرات المناخية في الدول المنتجة، والعمل على زيادة المساحات المزروعة خلال الموسم المقبل، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة، خاصة أن عودة الطلب العربي تعد أمرًا داعمًا لهذه الخطوات، وفق حديثهم لـ ”إرم نيوز“.
ووفقا لتصنيف منظمة القهوة العالمية، تعد الجزائر أكثر الدول العربية استيرادًا للبن، ثم السعودية، ومصر، والمغرب، والسودان، ولبنان.
تزايد الطلب
قال المزارع والمصدر اليمني، فارس الرباعي، إن شركات مصرية ولبنانية وجزائرية طلبت توريد كميات كبيرة من البن اليمني منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري، أي قبل تصاعد أزمة نقص الإمدادات العالمية للمستوى التي عليه حاليًا.
وحول الكمية المطلوب توريدها لهذه الدول الثلاث، أوضح قائلا إنها ”تقدر بـ 1100 كيلو، سيتم تدبير نصف الكمية من مزارعه الخاصة، والباقي من صغار المزارعين في البلاد وسيتم تصدير جزء منها مصنعًا والآخر سيكون عبارة عن حبوب محمصة جاهزة للطحن“. والكمية المشار إليها هي المطلوب منه فقط توريدها وليست إجمالي المطلوب من الدول المذكورة.
وعن متوسط أسعار التوريد، أكد أن ”السعر يختلف بحسب الأنواع، ويتراوح بين 8 و10 آلاف دولار للطن الواحد“.
وأكد أن زيادة الطلب العالمي على البن مع تراجع الإنتاج العالمي، ربما يعيد الحياة إلى اليمن مرة أخرى، وقد يلحق بقائمة أكبر الدول إنتاجًا وتصديرًا للقهوة خلال السنوات المقبلة“.
وبحسب دراسة نشرها معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا مؤخرًا، فإن المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة البن ستتراجع بنسبة تزيد عن 50 % على مستوى العالم في الـ 30 عامًا القادمة.
ووفقاً للتقديرات الدولية، يتخطى استهلاك العالم من القهوة ما يزيد على 500 مليار كوب قهوة سنويًا، فهي ثالث أشهر المشروبات بعد الحليب والشاي، وتُقدر قيمتها التجارية بنحو 100 مليار دولار، 20% منها معاملات تصديرية.
استراتيجية واعدة
في السياق ذاته، قال عضو الاتحاد التعاوني لجمعيات منتجي البن اليمني، حسين الكبوس، إن عدم زيادة المساحات المزروعة بالبن في السنوات السابقة، أضاع فرصًا تصديرية كبيرة خلال الموسم الجاري.
وأضاف لـ ”إرم نيوز“ أن التجار والشركات المصنعة للبن كانوا يعانون من تخمة كبيرة في المخزون بسبب صعوبة التسويق خلال الشهور الماضية، لكن زيادة الطلب من قبل العراق ولبنان أدت إلى إفراغ جميع مخازنهم حاليًا.
وأرجع الكبوس تدهور زراعة البن إلى صعوبة تسويقه وارتفاع تكاليف الإنتاج، وهذا الأمر دفع مزارعين لاستبداله بزراعة ”القات“ لكثرة الطلب عليه محليًا وارتفاع عائده المادي.
وتتطلع وزارة الزراعة والري اليمنية إلى رفع إنتاجية وتحسين جودة جميع أنواع البن اليمني والوصول بصادراتها إلى نحو 50 ألف طن بحلول العام 2025.
وتتضمن الاستراتيجية إنتاج وزراعة 13 مليون شتلة، لترتفع مساحة زراعة البن في اليمن من 34 ألفاً إلى 43 ألف هكتار خلال السنوات المقبلة.
زيادة الاستثمار العربية
وقال رئيس الشركة المصرية للاستيراد والتصنيع، علي عبد الغفار، إن ”الشركة عرضت على مستثمرين يمنيين المشاركة في زراعة 10 آلاف هكتار، بأشجار البن، بغرض تلبية احتياجات السوق العربي وتصدير الفائض إلى دول أوروبا، وما زال المشروع تحت الدراسة حاليًا“.
وأضاف لـ ”إرم نيوز“ أن زيادة الاستثمارات العربية المشتركة في هذا القطاع من المتوقع أن تضاعف إنتاج الدولة، وتحقق طموحات دول الجوار العربية في الحصول على منتج متوفر ورخيص.
وقال الخبير المصري في صناعة البن، رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، حسن فوزي، إن مصر من أكبر الدول العربية استيرادًا للبن اليمني حاليًا، وذلك بسبب شح المخزون في إثر التغيرات المناخية التي تعرضت لها كبرى الدول المنتجة.
وحول حجم استيراد مصر من البن، أكد لـ ”إرم نيوز“، أن ”إجمالي الكمية المستوردة يقترب من 80 ألف طن سنويًا، منها 4 آلاف طن يمني“.
وعن حجم مخزون البن في مصر، أوضح فوزي أن “ توقف الاستيراد قبل شهرين بسبب صعوبة تدبير الدولار بالتزامن مع أزمة الإمداد هبط بالكميات المخزنة إلى 3 شهور حاليًا“.
وأكد أن كبار المستوردين يتواصلون حاليًا مع مصدري البن اليمني لشراء أكبر كمية خلال الشهر المقبل، وذلك بغرض زيادة المعروض والسيطرة على الأسعار التي تضاعفت لأكثر من 100% منذ بداية العام الجاري.