إرم نيوز تعرض جوناثان بولارد، الذي أدين بالتجسس لصالح إسرائيل في أمريكا، لهجوم واسع من قبل إسرائيليين، وذلك عقب ظهور نادر له، ودعوته الناخبين الإسرائيليين للتصويت لصالح وزيرة الداخلية آيِليت شاكيد.وعمل بولارد كمحلل استخباري بسلاح البحرية الأمريكي، قبل إدانته بالتجسس لصالح إسرائيل العام 1986، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.وبينما كان يقضي العقوبة منحته إسرائيل جنسيتها، إلى أن أُطلق سراحه العام 2015، وسُمح له بالمغادرة إلى تل أبيب، أواخر العام 2020.وأثار بولارد حالة من الجدل، عقب أنباء عن احتمال دخوله إلى المعترك السياسي، وسط شائعات عن انضمامه لحزب ”الليكود“ بشكل محتمل.لكن، وبشكل غير متوقع، تناقلت وسائل الإعلام العبرية، اليوم الثلاثاء، تصريحات أدلى بها بولارد، دعا خلالها الناخبين الإسرائيليين للتصويت لصالح وزيرة الداخلية آيِليت شاكيد، ورأى أنها ”تستحق فرصة إضافية“.تدخل في السياسةوأشارت وسائل إعلام عبرية من بينها صحيفة ”يديعوت أحرونوت“، إلى أن تلك هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الجاسوس السابق في السياسية الإسرائيلية.ولفتت إلى مقطع فيديو بثه بولارد، دعا خلاله الناخبين لمنح أصواتهم لوزيرة الداخلية، شريكة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت في مشواره السياسي، وحتى تفكك قائمة ”يمينا“ الحاكمة.وأوضح بولارد عبر مقطع الفيديو، أنه ”على يقين بأن شاكيد تدرك الأخطاء التي ارتكبتها، وأنها عازمة على عدم العودة إليها“.وأرجع الإخفاقات التي تعرضت لها الحكومة بقيادة ”يمينا“ إلى ”الصعوبات التي شهدها العالم ضمن فترة هي الأكثر خطورة وصعوبة في تاريخ إسرائيل“.وزعم بولارد، الذي قضى 30 عامًا بين جدران السجون الأمريكية، أن الإسرائيليين ”في حاجة لشاكيد، والتصويت لصالح قائمة ”الروح الصهيونية“ برئاستها“، وهي القائمة التي يفترض أن تخوض انتخابات الكنيست الخامس والعشرين، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.ونوه بولارد إلى أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي، ولم يوصِ بشكل صريح بالتصويت لأي مرشح، لافتًا إلى أنه شخص مستقل ويحرص على مصلحة إسرائيل وشعبها، ورأى أن هذا الحرص يحتم عليه أن يدعو الناخبين للتصويت لصالح وزيرة الداخلية بالحكومة الانتقالية.وبرر ذلك بأنه ”على يقين أن شاكيد هي الوحيدة التي يمكنها خدمة البلاد، بالصورة التي تحفظ لها مصالحها الحيوية واحترامها“.وأردف قائلًا: ”جميعنا يرتكب أخطاء، والفارق هو أن ثمة أُناسا يرفضون الاعتراف بأخطائهم، وآخرين يعترفون بها ويعتزمون عدم العودة إليها“.ورأى أيضا أن شاكيد ”تستحق البقاء في منصب رسمي في تلك الفترة الصعبة“، داعيا لمنحها فرصة إضافية.خدمات لإسرائيلوكانت هيئة العفو المشروط الأمريكية، قد قررت إطلاق سراح بولارد في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، شريطة إلزامه بالبقاء داخل الولايات المتحدة الأمريكية حتى العام 2020.ومن بين الاتهامات التي أُدين بولارد بسببها، ما يتعلق بسرقة وثائق أمريكية عسكرية عن دول عربية، وتزويد إسرائيل بآلاف من هذه الوثائق السرية، في الفترة من أيار/ مايو 1984 حتى تشرين الثاني/ نوفمبر 1985، من بينها ما يتعلق بالبرامج النووية العربية، ومعلومات عن مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وغيرها.ناكر للجميللكن مع ذلك، أثار تدخل بولارد في مجريات السياسة الإسرائيلية حالة من الاستياء، عكسها العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل.ووصفت المغردة الإسرائيلية ساري أزولاي، عبر حسابها على ”تويتر“، موقف بولارد بأنه ينم عن شخص ”أحمق وناكر للجميل“، بحسب تعبيرها.فيما هاجمه المغرد فيكتور لازلو، بكلمات أكثر حدة، وكتب عبر حسابه على تويتر: ”كان ينبغي أن يتعفن في السجن الأمريكي“، منتقدًا بشدة دعوته للناخبين للتصويت لصالح شاكيد.أما المغردة ميري نافيه، فقد عدته ناكرًا للجميل أيضًا، وعللت ذلك بأن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو كان حريصًا على جلبه إلى إسرائيل، بينما يطالب الآن بالتصويت لصالح شاكيد.وعلى الرغم من المعلومات التي سرقها بولارد من الأمريكيين وسلَّمها لإسرائيل، ضربت ”نافيه“ مثلًا يدل على عدم التعاطف معه أو الثقة به؛ إذ كتبت: ”وكما قال كارعي (النائب الليكودي شلومو كارعي) يظل الخائن خائنًا ويظل الجاسوس جاسوسًا“.ورأت المغردة عيدنا باراك أيضًا أن بولارد ”ناكر للجميل“، إلا أن المغرد إريك رأى أن بولارد ”يمارس حقه وأنه لا غبار عليه“.ووجد رئيس القسم السياسي بقناة ”كان 11“ الحكومية، يوآف كراكوفيسكي، تفسيرًا مختلفًا لما أدلى به بولارد، وكتب عبر حسابه على ”تويتر“ إن إعلان جوناثان بولارد تأييد آيليت شاكيد ”يحمل دلالات كثيرة، فقد أعاد مرارًا وتكرارًا (في مقطع الفيديو) أن شاكيد ارتكبت أخطاء وتعتزم عدم العوة إليها“.وتابع مقتبسًا عن بولارد أنها ”كانت تحت تأثيرات سياسية والآن تخلصت منها“، مضيفًا: ”تحليلي لذلك: الأخطاء – حكومة التغيير/ التأثير السياسي/ نفتالي بينيت. النتيجة: شاكيد ستكون في كتلة نتنياهو، هكذا فقط يمكن قراءة ما قاله بولارد“.