يعد القرد الأحمر الأرجل أحد أكثر الحيوانات الرئيسيات ندرة وجمالا في العالم، ويطلق عليه السكان المحليون في فيتنام وصف "القرد الخاص".
ومن يريد رصد قرد من فصيلة ذوات الأرجل الحمراء يجب عليه أن يتحلى بالصبر. وعلى الرغم مما تتمتع به هذه الفصيلة من القردة من فراء لامع، فإنها ماهرة في الاختباء وسط أدغال شبه جزيرة سون ترا، وسط فيتنام.
ويقول عالم الحيوان البريطاني أنتوني باركر، إن التقديرات تشير إلى أنه يوجد 200 فقط من هذه القردة على مستوى العالم، ومعظمها يعيش في فيتنام أو في دولة لاوس المجاورة.
وتتسم هذه النوعية من القردة بأنها ليست خجولة أو عدوانية، ولكنها تبدو غير مكترثة بما حولها، وهي تحدق في الناس بنظرة، يقول البعض عنها أنها توحي بأنها تعلم سرا لا تعتزم الكشف عنه.
وأحد أسباب عدم معرفة الكثير عن هذه الفصيلة من القرود، هو أنه يكاد يكون من المستحيل تدجينها. ويرجع السبب جزئيا في ذلك إلى نظامها الغذائي، فالقرود ذات الأرجل الحمراء، تعيش فقط فوق الأشجار وتتغذى أساسا على أوراقها.
وفي حالة وضع هذه القرود داخل أقفاص، تفقد لونها البراق النابض بالحياة، ويوضح باركر قائلا "يتجه لونها إلى الشحوب في وضع الأسر". وكما هو الحال في الغالب، يمثل البشر أشد المخاطر عليها.
ويتم اصطياد القردة ذات الأرجل الحمراء أساسا للحصول على لحومها، بينما تستخدم أمخاخها في أغراض الطب الآسيوي التقليدي.
ويعتقد البعض في فيتنام بأن تناول هذه النوعية من القرود وهي حية، يمنحهم قوة خاصة، حسبما يقول باركر. ويشير باركر إلى أن الحكومة الفيتنامية فرضت منذ ذلك الحين، عقوبات صارمة لحماية القردة.
وأعلن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أن القردة ذات الأرجل الحمراء تعد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض إلى حد كبير، وتشير تقديرات الاتحاد إلى أن أعدادها انخفضت بنسبة 80% على مدى 36 عاما مضت.
تتعرض أعداد القرود ذات الأرجل الحمراء للتناقص على مدى عقود، وذلك بسبب فقدان بيئاتها الطبيعية التي تعيش فيها، وأثناء الحرب الفيتنامية تعرضت أعدادها للفناء بسبب عمليات القصف بالقنابل، واستخدام المواد الكيماوية التي كانت الطائرات تسقطها على الغابات، وأدت إلى تساقط أوراق الأشجار التي تتغذى عليها.