أثارت تصريحات رسمية صادرة عن مديرة في مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية، الجدل في الشارع الأردني، بعد الحديث عن وجود "ممحاة" تحتوي على مادة "الفثاليت" المسرطنة بنسب عالية، لتعاود المؤسسة بإصدار بيان تدعو المواطنين إلى عدم القلق.
مواد مسرطنة بنسبة 20%
قالت مساعد المدير العام للشؤون الرقابية في المؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس المهندسة وفاء المومني في تصريحات صحافية، إنه تم رصد بعض أنواع ممحاة الرصاص المنتشرة في السوق المحلي تحتوي على مادة "فثاليت" المسرطنة بنسب عالية.
وأكدت المومني أنه سيتم عمل إجراءات فورية خلال أسبوع ونشر صور هذه الأصناف وسحبها من الأسواق.
وبينت المومني أنه تم عمل عدة فحوصات فنية لجميع أصناف المحايات المنتشرة في الأسواق، حيث تبين وجود مادة كيميائية لبعض الأصناف كمادة مسرطنة ولها آثار سلبية على الأطفال وتستخدم لمنح الليونة للبلاستيك.
وأضافت أن هذه المادة تواجدت بنسب عالية ببعض الأصناف، حيث تم رصد هذه المادة بنسبة 20% ببعض الأصناف والتي من المفروض أن تكون بنسبة واحد بالألف كحد أعلى.
وأكدت المومني أن المؤسسة تقوم وبشكل دائم ومستمر بمراقبة جميع أنواع القرطاسية المدرسية سواء "أقلام الرصاص والورق والدفاتر المدرسية والطباشير، إضافة إلى الممحاة التي يستخدمها الأطفال"، وذلك حفاظاً على سلامة وصحة الطلاب خلال الجولات الميدانية التي ركزت عليها مؤسسة المواصفات والمقاييس قبل بدء العام الدراسي، حيث تم سحب مجموعة كبيرة من المحايات من جميع محافظات المملكة كعينات للفحص وإجراء الفحوص الفنية عليها للتأكد من أن هذه المادة "الفثاليت" الموجودة داخل الممحاة مسموحة أو غير مسموحة، حيث تبين ارتفاع نسبة هذه المادة فيها وتم التحفظ عليها وحجزها لاستكمال الإجراءات اللازمة حتى يتم سحبها من الأسواق.
بيان رسمي لعدم القلق
بعد أن أثارت تصريحات المدير المومني الجدل، أصدرت مؤسسة المواصفات والمقاييس بياناً أكدت فيه سلامة ومأمونيّة مواد القرطاسية المنتشرة في الأسواق في ظل الحديث عن ضبط بعض الأصناف المخالفة من "محّايات أقلام الرصاص" بكميات محدودة، والتي تمت مصادرتها لحين استكمال إجراءات إتلافها.
وقالت المؤسسة في بيان وصل لـ"العربية.نت" إنها ومن ضمن خططها التفتيشية السنوية كثّفت منذ بداية آب الماضي جولاتها على الأسواق في جميع محافظات المملكة للتحقق من مطابقة مواد القرطاسيّة المعروضة لاشتراطات القواعد الفنية والمواصفات القياسية الأردنيّة، حيث تضمن هذه الجولات التفتيش على أقلام الرصاص والألوان والدفاتر المدرسية وتبين أنها مطابقة.
وأضافت المؤسسة أن نتائج الفحص لبعض أصناف "ممحاة قلم الرصاص" بيّنت احتواء عدد محدود منها على مادة الفثاليت (Phthalates) بنسبة أعلى من النسب المسموحة بها، حيث تمت مصادرة هذه الكميات.
وأعادت المؤسسة التأكيد على أنه لا داعي للقلق أو التخوّف خصوصاً في ظل حصر المؤسسة للأصناف المخالفة، وعدم انتشارها بشكل واسع في الأسواق، مع استمرار المؤسسة بالرقابة على جميع مواد القرطاسية من خلال موظفيها في المعابر الحدودية ومفتشيها في الأسواق.
مادة الفثاليت
وتعد مادة الفثاليت (Phthalates) من المواد الكيميائية الشائعة التي تُستخدم على نطاق واسع في التطبيقات الصناعية المختلفة بهدف جعل المواد البلاستيكية أكثر مرونة ومتانة ومقاومة للحرارة المرتفعة.
وكشفت الدراسات أن المواد الكيميائية الاصطناعية التي تسمى "الفثاليت"، الموجودة في مئات المنتجات الاستهلاكية مثل حاويات تخزين الطعام والشامبو والمكياج والعطور وألعاب الأطفال، تتسبب في حدوث حوالي 91000 إلى 107000 حالة وفاة مبكرة سنويا، بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما في الولايات المتحدة.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في دورية "إينفايرومينتال بولوشن"، أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات من الفثاليت لديهم خطر أكبر للوفاة من أي سبب، خاصة الوفيات القلبية الوعائية، حسب ما أشار موقع "سي إن إن".
وربطت الأبحاث السابقة الفثاليت بمشاكل الإنجاب، مثل تشوهات الأعضاء التناسلية عند الأطفال، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية ومستويات هرمون التستوستيرون لدى الذكور البالغين.
وتستخدم الفثاليت في تغليف المواد الغذائية والمنظفات والملابس والأثاث والمواد البلاستيكية للسيارات.
وتضاف الفثاليت أيضا إلى مواد العناية الشخصية مثل الشامبو والصابون وبخاخ الشعر ومستحضرات التجميل لجعل العطور تدوم لفترة أطول.