إرم نيوز
تمكن الشاب التونسي أيمن المصمودي من التغلّب على إعاقته الجسدية التي لازمته منذ الطفولة، ونجح في بعث مشروعه الخاص والإبداع في مجال تخصصه وهو برمجة التطبيقات، بفضل الرعاية التي وجدها منذ خطواته الأولى من العائلة ومن محيطه.

وأمضى المصمودي مرحلة الطفولة كأفضل ما يكون، مؤكدا أن ”هذه المرحلة كانت من أحسن المراحل خلافا لما يعتقده البعض من أنّ الإنسان الذي يمر بمثل حالتي يواجه الوحدة والعزلة“.

درس المصمودي في مدرسة عادية وكانت له علاقات جيدة بأصدقائه، وواصل كامل مراحل دراسته الثانوية بنجاح وحصل على شهادة الثانوية العامة (الباكالوريا) بتفوق.

ويدين المصمودي بنجاحه إلى عائلته التي وجد منها تشجيعا كبيرا لمواصلة دراسته الجامعية والحصول على شهادة جامعية، لكنه كان يدرك أنّ نسبة كبيرة من الشباب الحاصل على شهادات جامعية كانوا يواجهون البطالة ودوامة البحث عن عمل، فأراد اختصار الطريق ودخول سوق الشغل مباشرة بعد الحصول على شهادة الباكالوريا؛ فبدأ البحث عن العمل الذي يمكنه من تحقيق ما كان يحلم به.

وقال المصمودي لـ ”إرم نيوز“: ”لم أكن مهتمّا بمن حولي وبنظرات الناسّ في محيطي، وهذه نصيحة أقدمها لمن يمرّون بمثل حالتي، ولم يكن هناك تنمّر وإنما كان الجميع يكتشف أنّه لم يكن بينهم وبيني سواء من الناحية العقلية أو النفسية أي اختلاف سوى بعض الاختلاف الجسدي الذي لا يسبب لهم أي تأثير“.

وأضاف أن الصعوبات لم تكن كبيرة في ضوء الدعم العائلي، حيث وفرت له عائلته كل ما يحتاجه للتنقل والدراسة والتواصل مع محيطه، وأكد أنّه كان منذ صغره متعلقا بالحواسيب وعالم الإنترنت، وأراد مع مرور السنوات التعمّق فيه أكثر لا سيما أنّه مجال مطلوب في سوق الشغل وهو مستقبل العالم.

واعتبر أنّ العمل على حاسوب عن بعد يتلاءم تماما والحالة التي يمرّ بها كصاحب إعاقة عضوية، لذلك قرر التخصص في هذا المجال، ومنذ 2016 شارك في دورة تكوينية قامت بها وزارة تكنولوجيا الاتصال وفاز فيها بجائزة أفضل مبرمج تطبيقات في تونس، ثم تهاطلت عليه العروض للعمل في شركات كبرى في تونس وفي الخارج.

وتؤكد شقيقته أن أمين كان ذكيا منذ أيام الدراسة، وكان يجد العناية والرعاية من والديه وإخوته، وكان طموحا، واليوم تمكن من تكوين ذاته وبعث مشروعه والتألق فيه.