لجأت شركة تصنيع ورق التواليت الألمانية المشهورة "هاكلي" إلى النفايات الناتجة عن إنتاج القهوة للبقاء واقفة على قدميها، بعد الأزمة الخانقة التي تشهدها البلاد وارتفاع أسعار الكهرباء.

قبل عامين فقط، في ذروة جائحة فيروس كورونا، استفادت الشركة من تدافع المستهلكين على منتجاتها، حيث سارعوا إلى تخزين الضروريات، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية السبت 17 سبتمبر/أيلول 2022.

لكن مع انحسار الأزمة الصحية، واندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، شهدت تكاليف الطاقة الكهربائية ارتفاعاً كبيراً أجبر "هاكلي" على تقديم طلب إفلاس مؤخراً.

ابتكار لتجنب الإغلاق

يمكن أن يكون الابتكار الآن هو مفتاح البقاء على الساحة، حيث يتم إنتاج كميات ضخمة من القهوة المطحونة كل عام من قبل صناعة الأغذية الأوروبية، ووجدت "هاكلي" طريقة لتحويل النفايات إلى مادة لصنع ورق التواليت (الحمام).

في غضون ذلك، قالت كارين جونغ، كبيرة مسؤولي التسويق في الشركة الألمانية، إن الدفعة الأولى من ورق التواليت المصنع من بقايا القهوة المطحونة تم إنتاجها في مصنع الشركة في دوسلدورف الأسبوع الماضي.

أضافت جونغ أن "الهدف هو أن تشكل 20 إلى 25% من حبيبات البن مادة لصنع ورق التواليت، لتحل محل لب الخشب"، مشيرة إلى أن الشركة تعمل على الوصول إلى تلك المستويات.

فيما أوضحت جونغ، التي لجأت شركتها إلى إجراءات الإفلاس في سبتمبر/أيلول بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة: "لا يبدو هذا كثيراً، لكن هذا يعني أنه يجب استخدام عدد أقل من الأشجار".

فقد ارتفع سعر لب الخشب، الذي يزداد الطلب عليه في الصين، أكبر مستهلك في العالم، بسرعة منذ عام 2020.

ليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها الشركة نهجاً غير عادي لإنتاج ورق التواليت. فقبل عامين، استخدمت العشب المزروع في راينلاند لصنع هذا الورق، كما قالت جونغ التي تدير الشركة مع زوجها.

إفلاس شركة "هاكلي" الألمانية

من جهة أخرى، حمل رئيس شركة "هاكلي" الحكومة الألمانية مسؤولية الإفلاس الذي يهدد شركته، وألقى باللوم على تأخر المساعدات، حيث قال: "لو تلقينا مساعدات حكومية بشكل أسرع، لما كنا معسرين الآن، نحن نتحدث عن مبلغ مكون من سبعة أرقام كان من الممكن أن نحصل عليه وأننا بحاجة ماسة إلى تمويل تكاليف الطاقة لدينا".

حيث قدم رئيس شركة هاكلي، فولكر جونغ، طلباً لإجراءات الإفلاس بموجب الإدارة الذاتية الأسبوع الماضي، إذ إنه في شهر أغسطس/آب الماضي، دفعت الشركة ستة أضعاف ما دفعته من أموال للغاز والكهرباء في نفس الشهر من عام 2019، حسبما قال مالك الشركة.

فيما كانت الدولة قد وعدت شركات مثل "هاكلي" بالدعم من خلال برنامج احتواء تكلفة الطاقة. وبحسب هاكلي، فقد قدم طلباً في 18 يوليو/تموز الماضي، وفق ما ذكرته تقارير ألمانية.

كما قال فولكر جونغ: "سألنا في منتصف أغسطس/آب. قال المكتب المسؤول إنه لا يزال يتعين عليهم إعداد نظام تكنولوجيا المعلومات لهذا الغرض، الشركة لم تحصل على أي دعم حتى طلب الإفلاس، والآن لم يعد يحق للشركة تلقي المدفوعات".