إرم نيوز
تحتل النساء اليوم ثلث مناصب التدريس الجامعي، ونادرا ما تترقى المدرسة لتصبح أستاذة دكتورة في الجامعة، وينخفض تطورها في مهنتها مع تقدمها في مجال التدريس.

ووفقا للدراسات، توجد أسباب عديدة لتأخر النساء عن الرجال في المناصب الأكاديمية، على الرغم من زيادة التحصيل العلمي العام، ولكن يلعب أحدها دورا كبيرا من خلال التقييم التدريسي.

ودرست الباحثة ويتني بيوزر، وزملاؤها من جامعة ”جورجيا تك“ الأمريكية، طبيعة وأسباب الانحياز في تقييم الطلاب للمدرسين، من خلال الاعتماد على نظرية الأدوار الاجتماعية في دراستهم المنشورة في مجلة ”سيكس رولز“ العلمية.

وقالت بيوزر: ”تحقق النساء تقييمات متدنية في نهايات الفصول الدراسية، وهنا يظهر انحياز من قبل الطلاب، حاولنا دراسته ومعرفة أسباب ظهوره“؛ وفقا لموقع ”فيز دوت أورغ“.

وتنص نظرية الأدوار الاجتماعية على أن ”الانحياز يعود لمعتقدات ثقافية وتوقعات مسبقة من الرجال والنساء“، وتحتل النساء أدوارا نمطية تتحدد بالرعاية والمناصب المهنية المنخفضة، ما يشكل توقعات عن كونهن لطيفات ومهتمات بالآخرين ومقدمات للمساعدة.

ويدفع ذلك الطلاب لاستقبال درجاتهم النهائية في الفصل الدراسي من المدرسات بدرجة أقسى من الرجال المدرسين نظرا لتوقعهم اللطف من النساء، في حين يحتل الرجال أدوارا اجتماعية مرتبطة ثقافيا بالمناصب العليا وكونهم طموحين وسلطويين وتنافسيين.

ويسبب هذا التفريق بين الأدوار نتائج سلبية عند الأشخاص الذين يحاولون الرضوخ لتوقعات المجتمع سواء من جهة السلوك أو الدور الاجتماعي.

وتستخدم المؤسسات التعليمية أساليب مختلفة لتقييم التدريس، وأنشأ الباحثون طريقة معيارية لمقارنة المؤسسات التعليمية المختلفة، وتضمنت الدراسة 1200 طالب اقتصاد غير متخرج، خضعوا للتدريس من قبل 7 مدرسين في 5 معاهد.

واستخدم الباحثون استبيانا لتقييم المدرسين من قبل الطلاب، تضمن أسئلة حيادية وأسئلة عن تقييم الصفات المرتبطة بالرجال والنساء في المدرسين؛ مثل التحدي والعناية والإحاطة الكافية بالمعلومات.

وأجرى الباحثون استبيانهم مرة في اليوم الثاني من التدريس، ومرة في يوم استلام درجات الاختبارات لملاحظة التغير في تقييم المدرسين.

وأظهر الاستبيان في المرة الأولى، انخفاضا واضحا في تقييم النساء المدرسات في جميع نقاط الاستبيان، ثم انخفض تقييمهن في المرة الثانية، في حين ارتفع تقييم الرجال المدرسين.

وقالت بيوزر: ”يميل الطلاب لزيادة تفضيل المدرسين الرجال مع مرور الوقت، ورغم تناسب الدرجات النهائية في فصول تدريس الرجال والنساء، فإن الانحياز كان واضحا ضد النساء فقط“.

ويؤثر تقييم الطلاب على آراء مديري الأقسام التدريسية عند توظيفهم المدرسين، إذ يمكن أن يتعرضوا للاختيار بين مدرسين من جنسين مختلفين، لكنهم متشابهون بالقدرات والمهارات، ويختار المديرون المرشح ذا النقاط الأعلى في التقييم التدريسي.

ويجب على الجامعات أن تتخذ إجراءات لأخذ الانحياز بعين الاعتبار في التقييم والترقية، ما يساعد النساء على مواجهة مشكلة الانحياز ضدهن، والحصول على فرص أكبر في التعليم الجامعي.