كشف قدر كبير من الأبحاث عن الآثار الضارة لتوقيت الوجبات السيئة على أنماط النوم والتحكم في الوزن ومرض السكري.
وتخضع العديد من العمليات البيولوجية في الجسم لساعة الجسم الداخلية - والمعروفة طبيا بإيقاع الساعة البيولوجية.
وحتى أدنى اضطرابات في الروتين يمكن أن تدفع دورتنا الطبيعية خارج المزامنة، وتأثيرات ذلك على الدماغ أصبحت واضحة بشكل متزايد. ووفقا لدراسات معينة، يمكن أن يؤدي تناول الطعام في وقت متأخر من الليل إلى تعديل الساعة الداخلية للجسم وإعاقة الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، ما يمهد الطريق للخرف.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يعطل النوم.
ويشرح علم الأحياء الزمني Chronobiology أن السبب في ذلك هو أن الأشخاص الذين يأكلون في وقت متأخر من الليل "من المرجح أن يظلوا مستيقظين لوقت متأخر ولا ينامون في الأوقات الطبيعية". ووفقا للهيئة الصحية، قد يقلل هذا من اللدونة المشبكية في الدماغ، وهي العملية الفسيولوجية التي تسمح للأعضاء بتخزين معلومات جديدة.
وتم تأكيد هذه الآثار في دراسة أجريت على القوارض، والتي أظهرت أيضا علامات تلف الكبد والغدد الكظرية عند تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.
وأثبت الباحثون أن تناول وجبات منتظمة في وقت غير مناسب من اليوم يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى على التعلم والذاكرة.
ووفقا لمجلة Science Daily، يلعب الحُصين دورا حاسما في قدرة الجسم على ربط الحواس والتجارب العاطفية بالذاكرة.
وخلال تجربة أجراها باحثون من معهد سيميل في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا، قاموا بتقييم آثار تناول الطعام في وقت متأخر من الليل على الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى.
وأوضحت Science Daily: "تقلصت الذاكرة طويلة المدى بشكل كبير".
وكافحت القوارض أيضا للتعرف على الأشياء الجديدة، ما يشير إلى إعاقة الذاكرة قصيرة المدى أيضا.
وأشار العلماء إلى أن الساعة البيولوجية تحكمها نفس الجينات المتورطة في التعلم والذاكرة، والتي ينظمها البروتين CREB.
وتوضح مجلة Nature أن CREB له "دور حاسم" في تكوين الذكريات.
وعلى العكس من ذلك، كما هو موضح في التحليل لعام 2016 المنشور في مجلة Advances in Nutrition، قد تتحسن الوظيفة الإدراكية نتيجة تناول الأشخاص وجبة الإفطار.
ولاحظ معدو التقرير: "تشير النتائج إلى أن البالغين الأصحاء أظهروا ميزة صغيرة ولكنها قوية للذاكرة من خلال تناول وجبة الإفطار".
وتقدم هذه النتائج حجة قوية لتناول الإفطار بانتظام، لا سيما في ضوء الانخفاض الأخير في وتيرة تناول وجبة الإفطار في العقود الأخيرة.