تجدد التكهنات بشأن إمكان استخدام روسيا أسلحة نووية تكتيكية في حرب أوكرانيا، بعدما دعا الزعيم الشيشاني رمضان قديروف موسكو إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي "منخفض القوة" في أوكرانيا.
وقال قديروف في رسالة على "تليجرام"، منتقداً القادة الروس بعد خسارة بلدة ليمان:"في رأيي الشخصي، يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة، حتى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية، واستخدام الأسلحة النووية منخفضة القوة".
تحذير أميركي
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حذرت في أبريل الماضي لأول مرة من احتمال لجوء روسيا إلى الأسلحة النووية التكتيكية، في حال توالي انتكاساتها العسكرية في أوكرانيا، لافتةً إلى أن ذلك سيشكل تطوراً غير مسبوق منذ القصف النووي الذي استهدف هيروشيما وناجازاكي في عام 1945.
والخميس الماضي، أعادت الاستخبارات الأميركية التأكيد على أن احتمالية استخدام روسيا لسلاح نووي تكتيكي في حربها بأوكرانيا "تصاعدت"، ما جعلها "الأعلى" منذ بداية الغزو في فبراير الماضي، ولكن البيت الأبيض عاد وأكد، الجمعة، أن لا إشارات بأن روسيا تستعد لاستخدام وشيك للأسلحة النووية.
فما هو السلاح النووي التكتيكي، وبماذا يختلف عن السلاح النووي الاستراتيجي؟
أسلحة بقدرات محدودة
تُعرف الأسلحة النووية التكتيكية بأنها رؤوس نووية غير استراتيجية بمدى قصير، تكون مصممة للاستخدام في ساحة المعركة، لتوجيه ضربة محدودة إلى العدو، دون تعريض القوات الصديقة في الميدان إلى الخطر، بحسب منظمة "union of concerned scientists" الأميركية.
في المقابل، تقول المنظمة، إن الأسلحة النووية الاستراتيجية تكون مزودة بحمولة انفجارية أكبر، وهي مصممة لتوجيه ضربة مباشرة إلى الدولة العدو، من شأنها تدمير مدن بأكملها.
ولدى الرؤوس النووية التكتيكية مردود انفجاري يتراوح من 10 إلى 100 كيلو طن من مادة "تي إن تي" المتفجرة. فيما تتاوح القوة التفجيرية للرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية بين 500 و800 كيلوطن.
وأشارت المنظمة إلى أن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية يهدف لكسب المعركة، بينما يتم استخدام الأسلحة النووية الاستراتيجية لكسب الحرب.
غير أن القوة التفجيرية للأسلحة التكتيكية من 10 إلى 100 كيلوطن لا تزال كافية لإحداث دمار كبير، بحسب شبكة "سي إن إن"، الأميركية، التي ذكرت بأن القنابل الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة قنابل على هيروشيما وناجازاكي في اليابان كانت تتراوح قوتها الانفجارية بين 15 و21 كيلو طن من الديناميت، لكنها أسفرت عن وفاة 105 آلاف شخص على الفور، فيما توفي عشرات الآلاف في وقت لاحق بسبب الإشعاع المنبعث، وفقاً لأرشيفات الحكومة الأميركية.
في السياق، أفاد موقع "يورو نيوز" بأن معظم الأسلحة النووية الاستراتيجية يمكن تعديل قوتها التفجيرية، مما يعني أن كمية حمولتها المتفجرة يمكن رفعها أو خفضها اعتماداً على الموقف والأهداف العسكرية.
ترسانة روسيا التكتيكية
بحسب منظمة "Arms Control"، فإن روسيا تملك نحو 2000 سلاح نووي تكتيكي، مخزنة في منشآت عسكرية بمناطق متفرقة في روسيا.
ولفتت إلى أن تلك الأسلحة يمكن استخدامها من أجل ضرب أهداف في نطاق جغرافي محدد، من قبيل استهداف تشكيلات قوات المشاة أو الدبابات أو المنشآت العسكرية والمخابئ.
وبشأن سيناريو استخدام الرؤوس النووية التكتيكية في أوكرانيا، أفاد موقع "يورو نيوز"، بأنه يمكن حملها على الصواريخ التكتيكية التي تستخدمها روسيا بالفعل في الأراضي الأوكارانية، ومن ضمنها صاروخ "إسكندر"، الذي يبلغ مداه 500 كيلومتر.
وقال ضابط كبير في سلاح الجو الأميركي يعمل في مجال الأسلحة النووية لمجلة "نيوزويك" الأميركية، إن السلاح الوحيد الذي يتعامل معه مجتمع الاستخبارات على محمل الجد كتهديد في حرب أوكرانيا، هو صاروخ "اسكندر".
وأضاف المصدر الذي لم تكشف المجلة هويته، أن صواريخ كروز التي يتم إطلاقها على أوكرانيا معرضة للإسقاط، كما أن المدفعية قصيرة المدى للغاية وغير موثوقة. وتابع: "اسكندر وحده هو الذي أكد قدرته على الاختراق، وكان أداؤه جيداً بشكل مدهش".
خيارات بوتين
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية الإميركية أن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين لديه عدد من الخيارات في كيفية اختياره لنشر مثل هذا السلاح النووي.
وأضافوا أنه يمكن للرئيس الروسي اختبار سلاح نووي في البحر كاستعراض للقوة ومحاولة لإجبار الغرب أو أوكرانيا على تقديم تنازلات، كما يمكنه التحرك لاستخدام واحد داخل أوكرانيا نفسها، إما في ساحة المعركة أو في مركز سكني، وهو خيار قال العديد من المسؤولين الأميركيين إنه سيجعله "منبوذاً" على الفور على الساحة العالمية.
ويعتقد بعض المسؤولين أنه حتى دول مثل الصين والهند ستتحرك لعزل روسيا، إذا اتخذ بوتين مثل هذه الخطوة الجذرية.
وفي خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، حذر بوتين من أنه "في حالة وجود تهديد للسلامة الإقليمية لبلدنا وللدفاع عن روسيا وشعبنا، سنستخدم بالتأكيد جميع أنظمة الأسلحة المتاحة لنا، فهذه ليست خدعة".
وأكد مسؤولون أميركيون أن هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها بوتين باللجوء إلى الأسلحة النووية منذ بداية غزوه لأوكرانيا في فبراير الماضي، على الرغم من أن بعض المحللين رأوا أن هذا التهديد أكثر تحديداً وتصعيداً من خطابته السابقة.
وحذرت منظمة "union of concerned scientists" من أن "الصراع الذي ينطوي على استخدام أسلحة نووية تكتيكية سوف يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة". وأشارت إلى أن "محاكاة جامعة برينستون لصراع أميركي روسي يبدأ باستخدام سلاح نووي تكتيكي تتنبأ بتصعيد سريع من شأنه أن يخلف أكثر من 90 مليون ضحية وجريح".
وقال قديروف في رسالة على "تليجرام"، منتقداً القادة الروس بعد خسارة بلدة ليمان:"في رأيي الشخصي، يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة، حتى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية، واستخدام الأسلحة النووية منخفضة القوة".
تحذير أميركي
وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية حذرت في أبريل الماضي لأول مرة من احتمال لجوء روسيا إلى الأسلحة النووية التكتيكية، في حال توالي انتكاساتها العسكرية في أوكرانيا، لافتةً إلى أن ذلك سيشكل تطوراً غير مسبوق منذ القصف النووي الذي استهدف هيروشيما وناجازاكي في عام 1945.
والخميس الماضي، أعادت الاستخبارات الأميركية التأكيد على أن احتمالية استخدام روسيا لسلاح نووي تكتيكي في حربها بأوكرانيا "تصاعدت"، ما جعلها "الأعلى" منذ بداية الغزو في فبراير الماضي، ولكن البيت الأبيض عاد وأكد، الجمعة، أن لا إشارات بأن روسيا تستعد لاستخدام وشيك للأسلحة النووية.
فما هو السلاح النووي التكتيكي، وبماذا يختلف عن السلاح النووي الاستراتيجي؟
أسلحة بقدرات محدودة
تُعرف الأسلحة النووية التكتيكية بأنها رؤوس نووية غير استراتيجية بمدى قصير، تكون مصممة للاستخدام في ساحة المعركة، لتوجيه ضربة محدودة إلى العدو، دون تعريض القوات الصديقة في الميدان إلى الخطر، بحسب منظمة "union of concerned scientists" الأميركية.
في المقابل، تقول المنظمة، إن الأسلحة النووية الاستراتيجية تكون مزودة بحمولة انفجارية أكبر، وهي مصممة لتوجيه ضربة مباشرة إلى الدولة العدو، من شأنها تدمير مدن بأكملها.
ولدى الرؤوس النووية التكتيكية مردود انفجاري يتراوح من 10 إلى 100 كيلو طن من مادة "تي إن تي" المتفجرة. فيما تتاوح القوة التفجيرية للرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية بين 500 و800 كيلوطن.
وأشارت المنظمة إلى أن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية يهدف لكسب المعركة، بينما يتم استخدام الأسلحة النووية الاستراتيجية لكسب الحرب.
غير أن القوة التفجيرية للأسلحة التكتيكية من 10 إلى 100 كيلوطن لا تزال كافية لإحداث دمار كبير، بحسب شبكة "سي إن إن"، الأميركية، التي ذكرت بأن القنابل الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة قنابل على هيروشيما وناجازاكي في اليابان كانت تتراوح قوتها الانفجارية بين 15 و21 كيلو طن من الديناميت، لكنها أسفرت عن وفاة 105 آلاف شخص على الفور، فيما توفي عشرات الآلاف في وقت لاحق بسبب الإشعاع المنبعث، وفقاً لأرشيفات الحكومة الأميركية.
في السياق، أفاد موقع "يورو نيوز" بأن معظم الأسلحة النووية الاستراتيجية يمكن تعديل قوتها التفجيرية، مما يعني أن كمية حمولتها المتفجرة يمكن رفعها أو خفضها اعتماداً على الموقف والأهداف العسكرية.
ترسانة روسيا التكتيكية
بحسب منظمة "Arms Control"، فإن روسيا تملك نحو 2000 سلاح نووي تكتيكي، مخزنة في منشآت عسكرية بمناطق متفرقة في روسيا.
ولفتت إلى أن تلك الأسلحة يمكن استخدامها من أجل ضرب أهداف في نطاق جغرافي محدد، من قبيل استهداف تشكيلات قوات المشاة أو الدبابات أو المنشآت العسكرية والمخابئ.
وبشأن سيناريو استخدام الرؤوس النووية التكتيكية في أوكرانيا، أفاد موقع "يورو نيوز"، بأنه يمكن حملها على الصواريخ التكتيكية التي تستخدمها روسيا بالفعل في الأراضي الأوكارانية، ومن ضمنها صاروخ "إسكندر"، الذي يبلغ مداه 500 كيلومتر.
وقال ضابط كبير في سلاح الجو الأميركي يعمل في مجال الأسلحة النووية لمجلة "نيوزويك" الأميركية، إن السلاح الوحيد الذي يتعامل معه مجتمع الاستخبارات على محمل الجد كتهديد في حرب أوكرانيا، هو صاروخ "اسكندر".
وأضاف المصدر الذي لم تكشف المجلة هويته، أن صواريخ كروز التي يتم إطلاقها على أوكرانيا معرضة للإسقاط، كما أن المدفعية قصيرة المدى للغاية وغير موثوقة. وتابع: "اسكندر وحده هو الذي أكد قدرته على الاختراق، وكان أداؤه جيداً بشكل مدهش".
خيارات بوتين
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية الإميركية أن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين لديه عدد من الخيارات في كيفية اختياره لنشر مثل هذا السلاح النووي.
وأضافوا أنه يمكن للرئيس الروسي اختبار سلاح نووي في البحر كاستعراض للقوة ومحاولة لإجبار الغرب أو أوكرانيا على تقديم تنازلات، كما يمكنه التحرك لاستخدام واحد داخل أوكرانيا نفسها، إما في ساحة المعركة أو في مركز سكني، وهو خيار قال العديد من المسؤولين الأميركيين إنه سيجعله "منبوذاً" على الفور على الساحة العالمية.
ويعتقد بعض المسؤولين أنه حتى دول مثل الصين والهند ستتحرك لعزل روسيا، إذا اتخذ بوتين مثل هذه الخطوة الجذرية.
وفي خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، حذر بوتين من أنه "في حالة وجود تهديد للسلامة الإقليمية لبلدنا وللدفاع عن روسيا وشعبنا، سنستخدم بالتأكيد جميع أنظمة الأسلحة المتاحة لنا، فهذه ليست خدعة".
وأكد مسؤولون أميركيون أن هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها بوتين باللجوء إلى الأسلحة النووية منذ بداية غزوه لأوكرانيا في فبراير الماضي، على الرغم من أن بعض المحللين رأوا أن هذا التهديد أكثر تحديداً وتصعيداً من خطابته السابقة.
وحذرت منظمة "union of concerned scientists" من أن "الصراع الذي ينطوي على استخدام أسلحة نووية تكتيكية سوف يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة". وأشارت إلى أن "محاكاة جامعة برينستون لصراع أميركي روسي يبدأ باستخدام سلاح نووي تكتيكي تتنبأ بتصعيد سريع من شأنه أن يخلف أكثر من 90 مليون ضحية وجريح".