بعد هدنة لم تدم اكثر من أسبوعين، عاد مسلسل اقتحام المصارف اللبنانية إلى الواجهة من جديد. وشهد اليوم اقتحامات بالجملة لفروع المصارف من قبل مودعين طلباً لاستيفاء ودائعهم. وذلك على الرغم من تشديد المصارف إجراءاتها الأمنية المُستحدثة.

بالتوازي، دعت جمعية المصارف الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها فوراً والإصغاء لكل الأطراف المعنية، خصوصاً جمعية المصارف والمودعين، من أجل إيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع الأزمة وانعكاساتها الخطرة.

في البقاع، أقدم المؤهل الأول المتقاعد في الجيش علي الساحلي على اقتحام بنك «اللبناني للتجارة» في شتورة شاهراً مسدّساً حربيّاً، مطالباً بوديعته البالغة نحو 24 الف دولار.. لكن أحد الموظفين تمكن من الاستحواذ على سلاح الساحلي وتم إخراجه من المصرف من دون الحصول على أمواله.

ولدى توقيفه، أصر الساحلي على تحميل القوى الأمنية ورئيسَي الجمهورية ومجلس النواب مسؤولية سلامته، مهدداً بأنه «إذا حبسوني سأنتحر داخل النظارة».

فما هي قصة هذا المودع الذي بلغ به اليأس حد التهديد بقتل نفسه، بعد أن كان سابقاً، وفقاً لجمعية صرخة المودعين، قد عرض بيع إحدى كليتيه، تعبيراً عن يأسه من إمكانية تحرير جزء من وديعته.

حاول علي الحصول على مبلغ 4 آلاف دولار من قيمة وديعته منذ أكثر من شهرين، وكان قد قدم للمصرف المستندات التي تثبت وجود ابنه في أوكرانيا لمتابعة دراسته، وإزاء تأخر المصرف بالاستجابة لطلبه، فُصل ابنه من الجامعة.

صباح اليوم، كان المصرف قد ضرب موعداً جديداً لعلي، قد يكون لإعطائه المبلغ الذي طلبه، إلا أن غضب علي، جعله يصر على الاستحصال على كامل وديعته.

علي حدرج: استلم وديعته وسلم نفسه

وفي حادثة مشابهة، اقتحم المودع علي حسن حدرج بنك بيبلوس في صور للحصول على وديعته البالغة 44 ألف دولار. وبحسب مصادر أمنية فإن المودع حدرج احتجز المواطنين داخل البنك فيما توقفت كل المعاملات داخله، بالتزامن مع اجراء التفاوض بين المودع وإدارة البنك.

وانتهت العملية بتسليم حدرج نفسه إلى القوى الأمنية في صور وذلك بعد تسلمه مبلغ 350 مليون ليرة من وديعته.

قنصل يقتحم مصرفاً

وفي منطقة الحازمية، أقدم المودع جورج سيام على اقتحام مصرف انتركونتينانتال، واعتصم بداخله بطريقة سلمية، مطالباً برفع سقف السحب الشهري من وديعته، من 500 دولار إلى 1000 دولار. مع العلم ان المقتحم جورج سيام هو القنصل العام الفخري لإيرلندا.

موظفو شركة قاديشا

أما في طرابلس، فقد اقتحم عدد من موظفي شركة كهرباء قاديشا مصرف فيريت ناشيونال بنك، احتجاجًا على قرار المصرف حسم 3 في المئة من رواتب ومستحقات الموظفين، أي ما يعادل 500 الف ليرة.

وفي وقت توقفت كل المعاملات داخل المصرف، بدأت عملية التفاوض بين ادارة البنك ووفد من نقابة موظفي قاديشا.

وفي أعقاب مسلسل الاقتحامات هذا، ازدادت المخاوف من عودة المصارف الى الإقفال كما حصل في الشهر الماضي.

بالموازاة، كشف مصدر مصرفي لـ القبس ان إدارات المصارف تبحث مع العاملين لديها من خلال اتحاد نقابات موظفي المصارف والنقابة التي تجمعهم، باتخاذ إجراءات جديدة قد تصل إلى حد الإقفال، فيما لو استمرت حالة الفوضى وتكرار عمليات الاقتحام.