موقع الإكونومست
صدر أخيراً عن دار «بيغاسوس بوك» الكتاب الموسوم: «أحبب ودعهم يموتون» لمؤلفه جون هيغز، الذي يناقش فيه القصص المتشابكة بشأن البيتلز وسلسلة أفلام جيمس بوند الشهيرة.
كانت بريطانيا قد شهدت الظهور الأول لفرقة البيتلز من خلال أغنيتهم «love me do- أحبيني» التي صدرت في 5 أكتوبر 1962، وهو اليوم عينه الذي جرى فيه العرض الأول لأول أفلام جيمس بوند «دكتور نو». وبعد مضي ستة عقود، تصدّر بول مكارتني أخيراً المشهد في مهرجان غلاستونبري، وبعد أن أدى دانييل كريغ آخر أدواره كجيمس بوند، انطلقت التكهّنات من كل حدبٍ وصوب حول هوية الممثل الذي سيلعب دور العميل 007 في المرة المقبلة.
بين دفتي كتابه «أحبب ودعهم يموتون»، يستغلّ جون هيغز هاتين الظاهرتين المتزامنتين بذكاءٍ ليعيد سرد التاريخ الثقافي لبريطانيا ما بعد الإمبراطورية.
الاحتفاء بالحداثة
يسوق الكاتب الحجة بأن كتب وأفلام بوند لا تخفي احتفاءها بالحداثة والمصادر المعاصرة للمتعة والرفاهية والترف، بيد أنها في الوقت عينه تتمسك بمواقف تجاه المرأة والطبقات وغير البريطانيين تأتي من ماضٍ يسبق فترة عرضها بزمنٍ طويل. وينطبق هذا على البيتلز أيضاً بدءاً بإحياء الفرقة لتقاليد من قبيل الأزياء الفيكتورية في ألبوم «سيرجنت بيبر» وانتهاءً بالحنين الجذل الذي تنطوي عليه أغنيات مثل «بيني لين»، غير أن الفرقة في الوقت نفسه تبنّت أفكاراً جديدةً حول الجنس والمخدرات والقضايا الروحانية.
إذاً يبدو أنه ثمة نواحي شبهٍ تجمع بين البيتلز وسلسلة أفلام بوند بما يفوق توقعات أي منا. وفي «إصبع الذهب»، الفيلم الثالث ضمن سلسلة جيمس بوند، يحذر بوند عشيقته من «الاستماع إلى البيتلز دون واقيتي الأذنين». ومع ذلك، بعد مشاهدة ذلك الفيلم، اشترى مكارتني سيارة «أستون مارتن» مطابقة لسيارة العميل 007. بعد عدة سنوات، شارك مكارتني في تأليف أغنية فيلم «عش ودعهم يموتون». وفي فيلم «في الخدمة السرية لجلالتها» ضمن السلسلة نفسها لعب جورج لازينبي دور بوند لهذه المرة اليتيمة فقط، وأمضى الرجل الوقت المستقطع أثناء تصوير الفيلم في محاولة تعلّم نغمة أغنية «هاي جود». وفي العام 1981، عقد رينغو ستار قرانه على بطلة «الجاسوسة التي أحبتني»، بربارة باخ، وما زال هذا الزواج مستمراً حتى يومنا هذا.
مواقف متباينة
على الرغم من ذلك، يذهب هيغز إلى أن البيتلز وسلسلة أفلام بوند يتبنيان مواقف حياتية وسياسية متباينة، مستخلصاً هذا التصوّر من خلال حسّه النقدي واهتمامه بأدق التفاصيل، وهو يشير إلى أن خصم بوند في «إصبع الذهب» مغرمٌ بالمال، في حين أن البيتلز قد عبروا عن الاستهانة بالثروة من خلال أغنيتهم: «Can›t buy me love- لا يمكن للمال أن يشتري الحب» التي صدرت في سنة عرض الفيلم المذكور نفسها. وفي هذا الفيلم عينه، برزت قبعة القاتل المرعب اودجوب بوصفها «سلاحاً فتّاكاً ينبغي اتقاء شرّه»، بينما تشكّل قبعةٌ مماثلة في فيلم البيتلز - أ هارد دايز نايت «رمزاً للخيلاء والأبهة التي تغري بمحاكاتها».
الخيال هو «أفضل من يروي قصة حياتنا الداخلية» على حدّ تعبير هيغز الذي يقرّ، مع ذلك، بأن الثقافة ما تزال من توافه الأمور بالنسبة للكثيرين، إذ ينظر هؤلاء إلى التاريخ بعدسة السلطة والجيش والمال. ولأسبابٍ وجيهةٍ بقي عالم السياسة الواقعية بصورةٍ عامة كتيماً في وجه ملاحم بوند البطولية الوطنية وأغاني الحب التي شدت بها حناجر البيتلز.
صدر أخيراً عن دار «بيغاسوس بوك» الكتاب الموسوم: «أحبب ودعهم يموتون» لمؤلفه جون هيغز، الذي يناقش فيه القصص المتشابكة بشأن البيتلز وسلسلة أفلام جيمس بوند الشهيرة.
كانت بريطانيا قد شهدت الظهور الأول لفرقة البيتلز من خلال أغنيتهم «love me do- أحبيني» التي صدرت في 5 أكتوبر 1962، وهو اليوم عينه الذي جرى فيه العرض الأول لأول أفلام جيمس بوند «دكتور نو». وبعد مضي ستة عقود، تصدّر بول مكارتني أخيراً المشهد في مهرجان غلاستونبري، وبعد أن أدى دانييل كريغ آخر أدواره كجيمس بوند، انطلقت التكهّنات من كل حدبٍ وصوب حول هوية الممثل الذي سيلعب دور العميل 007 في المرة المقبلة.
بين دفتي كتابه «أحبب ودعهم يموتون»، يستغلّ جون هيغز هاتين الظاهرتين المتزامنتين بذكاءٍ ليعيد سرد التاريخ الثقافي لبريطانيا ما بعد الإمبراطورية.
الاحتفاء بالحداثة
يسوق الكاتب الحجة بأن كتب وأفلام بوند لا تخفي احتفاءها بالحداثة والمصادر المعاصرة للمتعة والرفاهية والترف، بيد أنها في الوقت عينه تتمسك بمواقف تجاه المرأة والطبقات وغير البريطانيين تأتي من ماضٍ يسبق فترة عرضها بزمنٍ طويل. وينطبق هذا على البيتلز أيضاً بدءاً بإحياء الفرقة لتقاليد من قبيل الأزياء الفيكتورية في ألبوم «سيرجنت بيبر» وانتهاءً بالحنين الجذل الذي تنطوي عليه أغنيات مثل «بيني لين»، غير أن الفرقة في الوقت نفسه تبنّت أفكاراً جديدةً حول الجنس والمخدرات والقضايا الروحانية.
إذاً يبدو أنه ثمة نواحي شبهٍ تجمع بين البيتلز وسلسلة أفلام بوند بما يفوق توقعات أي منا. وفي «إصبع الذهب»، الفيلم الثالث ضمن سلسلة جيمس بوند، يحذر بوند عشيقته من «الاستماع إلى البيتلز دون واقيتي الأذنين». ومع ذلك، بعد مشاهدة ذلك الفيلم، اشترى مكارتني سيارة «أستون مارتن» مطابقة لسيارة العميل 007. بعد عدة سنوات، شارك مكارتني في تأليف أغنية فيلم «عش ودعهم يموتون». وفي فيلم «في الخدمة السرية لجلالتها» ضمن السلسلة نفسها لعب جورج لازينبي دور بوند لهذه المرة اليتيمة فقط، وأمضى الرجل الوقت المستقطع أثناء تصوير الفيلم في محاولة تعلّم نغمة أغنية «هاي جود». وفي العام 1981، عقد رينغو ستار قرانه على بطلة «الجاسوسة التي أحبتني»، بربارة باخ، وما زال هذا الزواج مستمراً حتى يومنا هذا.
مواقف متباينة
على الرغم من ذلك، يذهب هيغز إلى أن البيتلز وسلسلة أفلام بوند يتبنيان مواقف حياتية وسياسية متباينة، مستخلصاً هذا التصوّر من خلال حسّه النقدي واهتمامه بأدق التفاصيل، وهو يشير إلى أن خصم بوند في «إصبع الذهب» مغرمٌ بالمال، في حين أن البيتلز قد عبروا عن الاستهانة بالثروة من خلال أغنيتهم: «Can›t buy me love- لا يمكن للمال أن يشتري الحب» التي صدرت في سنة عرض الفيلم المذكور نفسها. وفي هذا الفيلم عينه، برزت قبعة القاتل المرعب اودجوب بوصفها «سلاحاً فتّاكاً ينبغي اتقاء شرّه»، بينما تشكّل قبعةٌ مماثلة في فيلم البيتلز - أ هارد دايز نايت «رمزاً للخيلاء والأبهة التي تغري بمحاكاتها».
الخيال هو «أفضل من يروي قصة حياتنا الداخلية» على حدّ تعبير هيغز الذي يقرّ، مع ذلك، بأن الثقافة ما تزال من توافه الأمور بالنسبة للكثيرين، إذ ينظر هؤلاء إلى التاريخ بعدسة السلطة والجيش والمال. ولأسبابٍ وجيهةٍ بقي عالم السياسة الواقعية بصورةٍ عامة كتيماً في وجه ملاحم بوند البطولية الوطنية وأغاني الحب التي شدت بها حناجر البيتلز.