غيَب الموت، يوم الثلاثاء، الخبير الاقتصادي الكويتي فخري شهاب، عن عمر تجاوز المئة عام، أمضى عقوداً منه في العمل في المجال الاقتصادي في الكويت وخارجها، تاركاً خلفه العديد من المؤلفات والأبحاث الاقتصادية والمقالات باللغتين العربية والإنكليزية.

ونعى أكاديميون ونشطاء الخبير الاقتصادي الراحل الذي كان له دور بارز في إصدار الدينار الكويتي مطلع ستينيات القرن الماضي، وعرف بعلاقته الوطيدة مع أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد التي استمرت أكثر من أربعة عقود.

ولد فخري شهاب في شباط/ فبراير من العام 1921 في مدينة البصرة أقصى جنوب العراق، درس القانون وحصل على شهادة بكالوريوس قبل أن يغادر بلده عام 1945.

اتجه الراحل بعد ذلك لدراسة الاقتصاد في بريطانيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة أوكسفورد التي باشر التدريس فيها وفي جامعات بغداد وبرنستون في الولايات المتحدة الأمريكية.

عمل شهاب في سكرتارية هيئة الأمم المتحدة، ثم مستشاراً للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في مجلس الوزراء العراقي، ثم مستشاراً اقتصادياً للحكومة الكويتية، وعضواً في مجلس النقد، ومستشاراً لحكومة بنما، ومستشاراً لشركة "متسوي" اليابانية في طوكيو ولندن، وكان حلقة وصل بين الكويت والعالم الخارجي اقتصادياً.

ربطت الاقتصادي الراحل الذي حصل على الجنسية الكويتية عام 1959، علاقة متينة بأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، وعمل مستشاراً له واستمرت علاقتهما حتى وفاة الشيخ جابر عام 2006.

ساهم الراحل في إنشاء صندوق التنمية الكويتي ومشاريع شركات مالية مختلفة في فترة الستينيات والسبعينيات، كما شارك في تأسيس مجلس التخطيط وتحديد طبيعة أعماله ووظائفه.

نُسب إلى شهاب تحويل نظام النقد القديم في الكويت من الروبية الهندية إلى نظام النقد الحالي (الدينار الكويتي) الذي تم اعتماده كعملة وطنية منذ عام 1960.

وللخبير الراحل عدة مؤلفات منها ما يعالج ضرائب الدخل في بريطانيا مثل كتاب (تطور ضريبة الدخل في بريطانيا) الذي نشر من قبل جامعة أكسفورد، إضافة إلى مؤلفات تعالج الشؤون الاقتصادية والمالية العربية، فضلا عن مساهماته العديدة بالنشر في الدوريات المتخصصة والشهريات والصحف اليومية.

تزوج الراحل من سيدة بريطانية توفيت قبل سنوات، وله منها ابنتان تعيشان خارج الكويت، إحداهما في لندن والأخرى في أمريكا.

وعانى الاقتصادي البارز في سنواته الأخيرة من أمراض الشيخوخة فضعف سمعه وبصره وثقلت حركته ما جعله يستعين بعاملتين منزليتين وشاب هندي كان يتردد عليه بين فترة وأخرى لقراءة بعض الكتب الأجنبية له.