عدنان السيد أدين في عام 2000 بقتل حبيبته السابقة.. إلا أن تحقيقاً مستقلاً أجراه صحافيون ونشروه عبر "بودكاست" أثبت عكس ذلك

أعلنت المدعية العامة في بالتيمور، أمس الثلاثاء، كف الملاحقات في حق أميركي أُطلق سراحه في سبتمبر الماضي بعدما كان مسجوناً لـ23 عاماً لإدانته بارتكاب جريمة كان ينفي باستمرار مسؤوليته عنها، في قضية طرحها بودكاست "سيريال" الذي حقق نجاحاً عالمياً.

وقالت المدعية العامة مارلين موسبي في مؤتمر صحافي، إن عدنان السيد كان "ضحية خطأ قضائي"، معلنةً "إغلاق ملفه القضائي".

وحُكم على عدنان السيد (42 عاماً) سنة 2000 بالسجن المؤبد لقتله حبيبته السابقة هاي مين لي في بالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وفي خطوة غير متوقعة، طلبت مدعية المدينة العامة مارلين موسبي في سبتمبر إلغاء الحكم، متطرقةً إلى شكوكها في شأن ذنب السيد بالقضية، وطلبت الإفراج عنه.

وأوضحت موسبي أنها اكتشفت وجود "مشتبه فيهما آخرين"، وهي معلومات مهمة جرى استخدامها بصورة سيئة خلال المحاكمة الأولى، ولم يبلَّغ بها وكلاء الدفاع عن السيد قبل محاكمته.

ووافقت إحدى القاضيات الشهر الماضي على طلب المدعية العامة، ليجري إطلاق سراح السيد بانتظار قرار المدعية العامة ما إذا كانت ستسقط التهم الموجهة إليه أو تعقد محاكمة جديدة.

وأوضحت موسبي، التي كان أمامها مهلة 30 يوماً لتصدر قرارها، أمس، أنها كانت تنتظر نتائج تحليل للحمض النووي أُجري بشكل إضافي.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقدته، الثلاثاء، قالت موسبي إن التحاليل أظهرت وجود آثار متعددة للحمض النووي لكنّ أياً منها ليس تابعاً لعدنان السيد.

وقدّمت باسم النظام القضائي اعتذارها للسيد ولعائلة هاي مين لي كذلك، واعدةً أفرادها بمواصلة البحث عن مرتكب جريمة القتل أو مرتكبيها. ورفضت التطرق لمزيد من التفاصيل في شأن التحقيق "الذي لا يزال جارياً".

وبدأت القضية في فبراير سنة 1999 عندما عثرت الشرطة على جثة هاي مين لي التي كانت تبلغ آنذاك 18 عاماً نصف مدفونة في غابة بالتيمور. وبعد سنة، اعتُقل عدنان السيد الذي كان يبلغ حينها 17 سنة وحُكم عليه بالسجن المؤبد.

وأفاد الادعاء آنذاك بأن السيد لم يتحمّل فكرة انفصال هاي مين لي عنه من أجل رجل آخر فخنقها. ونفى السيد، ذو الأصول الباكستانية، باستمرار هذه التهمة، مؤكداً أنه ضحية للأفكار المسبقة المناهضة للمسلمين.

وأجرى فريق من الصحافيين سنة 2014 تحقيقاً مستقلاً ضمن 12 حلقة في الموسم الأول من سلسلة بودكاست "سيريال". وأشار منتجو هذا العمل إلى أنه جرى تحميله أكثر من 300 مليون مرة، واستند إليه وثائقي عُرض على قناة "اتش بي أو".