منذ وفاة سمير صبري والحديث لم ينقطع عن لغز نجله، الذي لم يظهر لا في مرض والده ولا في الجنازة ولا في العزاء.
وانقسم الناس بين فريقين، فريق يؤكد أن سمير صبري لم ينجب من الأساس وكان حديثه عن ابنه في البرامج مجرد كذبة، وفريق ثانٍ يرى أن سمير صبري له ابن بالفعل، لكن النيابة قالت قولتها: سمير صبري لم ينجب، فما القصة؟
البداية من سمير صبري
كان سمير صبري متحفظاً في الحديث عن أسرته في الإعلام، لكنه في مرات عدة تحدث فيها عن زيجة وحيدة أنجب منها ابناً وحيداً، هذا الابن كان سمير صبري يغير اسمه في كل برنامج.
ففي برنامج مع عمرو الليثي، قال سمير صبري إن ابنه اسمه علي، وقال نصاً: "سميته (علي) على اسم أخويا"، لكن في لقاء ثانٍ مع عمرو الليثي أيضاً: " هو دكتور واسمه حسن، وعندي ثلاثة أحفاد: طارق ونيللي وفايزة"، لكن سمير صبري قال في البرنامج نفسه إن ابنه فوق الثلاثين حالياً، وهي إجابة تفتح باب الشك في الموضوع من الأساس، لأن سمير صبري وفقاً لروايته تزوج في العشرين من عمره، فكيف وهو في سن الثمانين يكون عمر ابنه 30 سنة.
وفي لقاء مع صديقه الإعلامي مفيد فوزي، قال مفيد فوزي بشكل مباغت: "يا أخي أنا معرفش ليه خطر في بالي إني أقولك يا أبوجلال، علشان عايز الناس تعرف أن لقبك أبو جلال، ليرد سمير صبري، لأني عاوز الناس تعرف اللقب ده هو لقب ابنك جلال، أيوة وهو اسم أبويا بالمناسبة".
وفي لقاء مفيد فوزي الذي أذيع سنة 2014، قال سمير صبري، "اتجوزت موريين وأنا عندي 19 سنة في السر وفضلت معايا أربع سنين، وخلفنا في السنة الأخيرة، وعمري ابني جلال 36 سنة ويعمل طبيباً في لندن"، والحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح تماماً، فلو افترضنا صحة إنجاب طفل، وسمير صبري بعمر 23 سنة، فهذا الطفل ولد سنة 1949، أي أن عمره في سنة 2014 يجب أن يكون 65 سنة، لكن مفيد فوزي لم ينتبه ولم يقاطع ولم يستفسر.
بما يعني أن سمير صبري ذكر بنفسه ثلاثة أسماء لابنه الذي لم يظهر مع سمير صبري ولو لمرة واحدة سوى في صورة يتيمة نشرها صبري في كتابه الممتع "حكايات العمر كله".
سمير صبري وزوجته
روايات متضاربة عن الزواج
لم تكن روايات سمير صبري المتضاربة تخص الابن فقط، ولكن تخص الزوجة أيضاً، يقول سمير صبري في كتابه إن له صديق إيرلندي سافر خارج مصر، لكن قبل سفره أعطاه خطاباً يوصله لصديقته الإنجليزية، يقول فيه إنه لن يعود لمصر مرةً أخرى، وأعطاها الخطاب وبدأ في مواساتها، ونشأت قصة حب بينهما انتهت بالزواج، لكن في رواية أخرى يحكي سمير صبري أنه أحب صديقة الفتاة ولم يحبها هي، وفي لقاء ذكر أن اسمها دايت، وفي لقاء آخر ذكر أن اسمها موريين.
بيان النيابة
جاء قرار النيابة العامة قاطعاً بأن سمير صبري لا ولد له، وذلك بعد أن تقدم أيمن إبراهيم مصطفى كامل، حفيد عم الممثل سمير صبري، لاستخراج إعلام وراثة. وقررت النيابة أن ورثته الشرعيين هم أولاد أبناء أعمامه، وهم: السيد محمد عبدالمنعم طاهر، والسيد شريف إبراهيم مصطفى كامل، والسيد أيمن إبراهيم مصطفى كامل، والسيد إبراهيم عثمان إبراهيم قدري، والسيد رمزي عثمان إبراهيم قدري.
ووفقاً لإعلام الوراثة فإن هؤلاء الخمسة فقط هم ورثة تركة سمير صبري الشرعيين ولا يوجد وارث له سواهم.
لماذا حكى سمير صبري عن ابنه الوهمي؟
يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية وصديق الفنان سمير صبري، في تصريحات خاصة لـ"باث أرابيا": "إن غريزة الأبوة من أقوى الغرائز الإنسانية التي أنعم الله بها على الإنسان، وقد تزيد تأججاً عن غريزة الأمومة في بعض الأحيان، وتعطي انعكاسات نفسية مهمة وانطباعات وبصمات على حياة الأباء، لذلك بعض الأشخاص يحب أن يتبنى طفلاً لكي يشعر بهذه الأحاسيس".
ويضيف أن الفنان سمير صبري كان على معرفة شخصية به، وكان دائماً يشيع أن لديه ابناً، ولكن هو كان يجسد المعاني الإنسانية التي داخلها، لذلك يحاول أن يسقطها على شخص، مرة يقول حسن ومرة يقول جلال ومرة يقول علي، لكي يُخرج هذه المشاعر لشخص خيالي، أي أن سمير صبري صنع رمزاً لكي يُخرج فيه مشاعر الأبوة.
ويتابع أن في البيئات الشعبية مثل مصر هناك ما يسمى بالصبغة الاجتماعية، وهي أن يصبغ الناس صبغة معينة على شخص، مثل أن نقول إن فلاناً شاذ جنسياً أو غيره، لذا يقوم الشخص باختراع قصة لينفي هذه القصة ويقوم بعمل إسقاط للمشاعر السلبية التي تحيط به من النعت غير المرغوب فيه اجتماعياً، موضحاً أن الأبوة حتى لو كانت متخيلة تدفع الشخص للإنجاز.
من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي في أكثر من لقاء تلفزيوني، إن وصية سمير صبري التي أعلنت لم يكن فيها أي ذكر لابنه، فلماذا يجرد ابنه من ميراثه، إذا كان له ابن، موضحاً أن سمير صبري أوصى أن تؤول أمواله لأبناء شقيقته، وهذا الأمر جعلني أقول إن سمير لم ينجب، هو من الممكن أن يكون تزوج، وما قاله سمير صبري عن قصة ابنه يمكن تسميته بـ"شطحة خيال".
أما الماكيير محمد عشوب، فيقسم إن سمير صبري له ولدان وليس ابناً واحداً، وقد شاهدهما، وكان أحدهما صورة طبق الأصل عن سمير صبري، لكنه فجر مفاجأة أن الأبناء ولد من سيدة إنجليزية وولد من فنانة شهيرة، وطلب منها سمير صبري أن تخفي قصة الابن حتى وفاته.
سمير صبري وابنه
على جانب آخر، قرر مهرجان القاهرة تكريم اسم سمير صبري بصفته فناناً كبيراً وواحداً من مؤسسي المهرجان، حيث أعلن الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة الدولي تكريم اسم الفنان الراحل سمير صبري في الدورة المقبلة للمهرجان.
وفي آخر لقاء تلفزيوني له، قال سمير صبري عن مهرجان القاهرة: "حزين لعدم تكريمي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رغم كوني أحد مؤسسيه، وتوقعت تكريمي، لكن الجائزة الكبرى بالنسبة لي هي إعجاب الناس في الشارع بأفلامي، وأنا لم أكرم من أي مهرجان سينما على أعمالي السينمائية"، ثم سكت قليلاً، وقال: "بينسوني".
رحل سمير صبري، لكن سيرته ستدوم طويلاً، ستدوم بفنه وبأعماله، لكن هل يفعلها ابنه ويكذب كل المشككين ويظهر في اللحظات الأخيرة، أم أن القصة كانت كما قال طارق الشناوي "شطحة خيال" احتمى بها سمير صبري من الشائعات.
وانقسم الناس بين فريقين، فريق يؤكد أن سمير صبري لم ينجب من الأساس وكان حديثه عن ابنه في البرامج مجرد كذبة، وفريق ثانٍ يرى أن سمير صبري له ابن بالفعل، لكن النيابة قالت قولتها: سمير صبري لم ينجب، فما القصة؟
البداية من سمير صبري
كان سمير صبري متحفظاً في الحديث عن أسرته في الإعلام، لكنه في مرات عدة تحدث فيها عن زيجة وحيدة أنجب منها ابناً وحيداً، هذا الابن كان سمير صبري يغير اسمه في كل برنامج.
ففي برنامج مع عمرو الليثي، قال سمير صبري إن ابنه اسمه علي، وقال نصاً: "سميته (علي) على اسم أخويا"، لكن في لقاء ثانٍ مع عمرو الليثي أيضاً: " هو دكتور واسمه حسن، وعندي ثلاثة أحفاد: طارق ونيللي وفايزة"، لكن سمير صبري قال في البرنامج نفسه إن ابنه فوق الثلاثين حالياً، وهي إجابة تفتح باب الشك في الموضوع من الأساس، لأن سمير صبري وفقاً لروايته تزوج في العشرين من عمره، فكيف وهو في سن الثمانين يكون عمر ابنه 30 سنة.
وفي لقاء مع صديقه الإعلامي مفيد فوزي، قال مفيد فوزي بشكل مباغت: "يا أخي أنا معرفش ليه خطر في بالي إني أقولك يا أبوجلال، علشان عايز الناس تعرف أن لقبك أبو جلال، ليرد سمير صبري، لأني عاوز الناس تعرف اللقب ده هو لقب ابنك جلال، أيوة وهو اسم أبويا بالمناسبة".
وفي لقاء مفيد فوزي الذي أذيع سنة 2014، قال سمير صبري، "اتجوزت موريين وأنا عندي 19 سنة في السر وفضلت معايا أربع سنين، وخلفنا في السنة الأخيرة، وعمري ابني جلال 36 سنة ويعمل طبيباً في لندن"، والحقيقة أن هذا الكلام غير صحيح تماماً، فلو افترضنا صحة إنجاب طفل، وسمير صبري بعمر 23 سنة، فهذا الطفل ولد سنة 1949، أي أن عمره في سنة 2014 يجب أن يكون 65 سنة، لكن مفيد فوزي لم ينتبه ولم يقاطع ولم يستفسر.
بما يعني أن سمير صبري ذكر بنفسه ثلاثة أسماء لابنه الذي لم يظهر مع سمير صبري ولو لمرة واحدة سوى في صورة يتيمة نشرها صبري في كتابه الممتع "حكايات العمر كله".
سمير صبري وزوجته
روايات متضاربة عن الزواج
لم تكن روايات سمير صبري المتضاربة تخص الابن فقط، ولكن تخص الزوجة أيضاً، يقول سمير صبري في كتابه إن له صديق إيرلندي سافر خارج مصر، لكن قبل سفره أعطاه خطاباً يوصله لصديقته الإنجليزية، يقول فيه إنه لن يعود لمصر مرةً أخرى، وأعطاها الخطاب وبدأ في مواساتها، ونشأت قصة حب بينهما انتهت بالزواج، لكن في رواية أخرى يحكي سمير صبري أنه أحب صديقة الفتاة ولم يحبها هي، وفي لقاء ذكر أن اسمها دايت، وفي لقاء آخر ذكر أن اسمها موريين.
بيان النيابة
جاء قرار النيابة العامة قاطعاً بأن سمير صبري لا ولد له، وذلك بعد أن تقدم أيمن إبراهيم مصطفى كامل، حفيد عم الممثل سمير صبري، لاستخراج إعلام وراثة. وقررت النيابة أن ورثته الشرعيين هم أولاد أبناء أعمامه، وهم: السيد محمد عبدالمنعم طاهر، والسيد شريف إبراهيم مصطفى كامل، والسيد أيمن إبراهيم مصطفى كامل، والسيد إبراهيم عثمان إبراهيم قدري، والسيد رمزي عثمان إبراهيم قدري.
ووفقاً لإعلام الوراثة فإن هؤلاء الخمسة فقط هم ورثة تركة سمير صبري الشرعيين ولا يوجد وارث له سواهم.
لماذا حكى سمير صبري عن ابنه الوهمي؟
يقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية وصديق الفنان سمير صبري، في تصريحات خاصة لـ"باث أرابيا": "إن غريزة الأبوة من أقوى الغرائز الإنسانية التي أنعم الله بها على الإنسان، وقد تزيد تأججاً عن غريزة الأمومة في بعض الأحيان، وتعطي انعكاسات نفسية مهمة وانطباعات وبصمات على حياة الأباء، لذلك بعض الأشخاص يحب أن يتبنى طفلاً لكي يشعر بهذه الأحاسيس".
ويضيف أن الفنان سمير صبري كان على معرفة شخصية به، وكان دائماً يشيع أن لديه ابناً، ولكن هو كان يجسد المعاني الإنسانية التي داخلها، لذلك يحاول أن يسقطها على شخص، مرة يقول حسن ومرة يقول جلال ومرة يقول علي، لكي يُخرج هذه المشاعر لشخص خيالي، أي أن سمير صبري صنع رمزاً لكي يُخرج فيه مشاعر الأبوة.
ويتابع أن في البيئات الشعبية مثل مصر هناك ما يسمى بالصبغة الاجتماعية، وهي أن يصبغ الناس صبغة معينة على شخص، مثل أن نقول إن فلاناً شاذ جنسياً أو غيره، لذا يقوم الشخص باختراع قصة لينفي هذه القصة ويقوم بعمل إسقاط للمشاعر السلبية التي تحيط به من النعت غير المرغوب فيه اجتماعياً، موضحاً أن الأبوة حتى لو كانت متخيلة تدفع الشخص للإنجاز.
من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي في أكثر من لقاء تلفزيوني، إن وصية سمير صبري التي أعلنت لم يكن فيها أي ذكر لابنه، فلماذا يجرد ابنه من ميراثه، إذا كان له ابن، موضحاً أن سمير صبري أوصى أن تؤول أمواله لأبناء شقيقته، وهذا الأمر جعلني أقول إن سمير لم ينجب، هو من الممكن أن يكون تزوج، وما قاله سمير صبري عن قصة ابنه يمكن تسميته بـ"شطحة خيال".
أما الماكيير محمد عشوب، فيقسم إن سمير صبري له ولدان وليس ابناً واحداً، وقد شاهدهما، وكان أحدهما صورة طبق الأصل عن سمير صبري، لكنه فجر مفاجأة أن الأبناء ولد من سيدة إنجليزية وولد من فنانة شهيرة، وطلب منها سمير صبري أن تخفي قصة الابن حتى وفاته.
سمير صبري وابنه
على جانب آخر، قرر مهرجان القاهرة تكريم اسم سمير صبري بصفته فناناً كبيراً وواحداً من مؤسسي المهرجان، حيث أعلن الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة الدولي تكريم اسم الفنان الراحل سمير صبري في الدورة المقبلة للمهرجان.
وفي آخر لقاء تلفزيوني له، قال سمير صبري عن مهرجان القاهرة: "حزين لعدم تكريمي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رغم كوني أحد مؤسسيه، وتوقعت تكريمي، لكن الجائزة الكبرى بالنسبة لي هي إعجاب الناس في الشارع بأفلامي، وأنا لم أكرم من أي مهرجان سينما على أعمالي السينمائية"، ثم سكت قليلاً، وقال: "بينسوني".
رحل سمير صبري، لكن سيرته ستدوم طويلاً، ستدوم بفنه وبأعماله، لكن هل يفعلها ابنه ويكذب كل المشككين ويظهر في اللحظات الأخيرة، أم أن القصة كانت كما قال طارق الشناوي "شطحة خيال" احتمى بها سمير صبري من الشائعات.