شهدت معظم المدن الإيرانية احتجاجات واسعة اليوم (السبت)، بعد أن وجه منسقو الاحتجاجات الذين يعرفون باسم «شباب احياء طهران» دعوات للخروج في تظاهرات كبيرة، كما شهدت أسواق كبرى اضرابات واقفال شبه تام.

وبالتزامن مع ذكرى مرور أربعين يوماً على مقتل الفتاة مهسا أميني على يد عناصر شرطة الأخلاق، طلبت تنسيفيات «شباب احياء طهران» من الشعب الإيراني النزول إلى الشوارع يومي السبت والأربعاء باسم «مهسا وكل شهداء الحرية» ورفع شعارات «لا نريد الجمهورية الإسلامية». وتلبية لهذه الدعوة شهدت مدن سنندج وكامياران وطهران وتبريز وياسوج ويزد وكرمانشاه واصفهان ويزد واصفهان وسقز وهرمزجان وشيراز وآبادانان ومهاباد، وغيرها من المدن احتجاجات متعددة ونزل المتظاهرون إلى الشوارع وأغلقوا الشوارع الرئيسية مشعلين النيران فيها.

بالإضافة إلى الاحتجاجات في المدن، شارك طلاب جامعيون في احتجاجات من داخل الجامعات. ورفع طلاب جامعة بهشتي في طهران شعار: «كل هذه السنوات من الجريمة الموت لهذه الولاية».

وشارك طلاب جامعة تبريز في اقليم آذربيجان إيران ايضا في احتجاجات يوم أمس ورفعوا شعار «المرأة الحياة الحرية».

وتلبية الجامعات التي تشكل احد اهم مقومات الاحتجاجات في ايران، لدعوات التنسيقيات، ساهم في توسع رقعة التظاهرات ووحد الخطاب السياسي بين مكونات المحتجين.

أجهزة ستارلينك

ومع تجدد التظاهرات لجأت السلطات في طهران إلى تعطيل خدمات الإنترنت بهدف التعتيم على القمع الذي تمارسه تجاه المحتجين. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية حظر تطبيق كلاب هاوس بالكامل في إيران منذ فجر أمس السبت.

ويعتبر تطبيق الكلاب هاوس احدى أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الايرانيون في الخارج وداخل إيران في تغطية آخر أخبار الاحتجاجات.

من ناحية أخرى، قال العديد من المسؤولين الإيرانيين، إن تطبيقي واتس اب وانستغرام سيبقيان محجوبين تمامًا، ولن يتم رفع الحظر عنهما حتى لو انتهت الاحتجاجات.

في المقابل، نشرت عدة مقاطع فيديو توثق دخول أجهزة استقبال هوائية لخدمة «ستارلينك» للأقمار الصناعية إلى مدن مختلفة في إيران، وكتب على الأجهزة وسم (#مهسا_اميني). وأظهر مقطع فيديو جهاز استقبال ستارلينك يبحث عن إشارة على سطح أحد المنازل يقال إنه في طهران.

وقال ناشطون لـ القبس ان دفعة كبيرة من الأجهزة تقدر بنحو 5 آلاف جهاز وصلت مجاناً عبر العراق الى ايران.

وفي هذا السياق، أفادت مجلة «تايم» الأميركية أن هذه الأجهزة بدأ تهريبها إلى إيران على أمل توفير اتصال احتياطي بالإنترنت حال إغلاق السلطات للشبكة العنكبوتية.

وعمل الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، الذي تملك شركته «سبايس إكس» هذه الخدمة على تنشيط الأقمار الاصطناعية فوق إيران خلال الشهر الماضي، بعد أن مهدت الحكومة الأميركية الطريق أمام شركات التكنولوجيا للعمل هناك لدعم موجة من الاحتجاجات.

والجمعة، أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية بأن البيت الأبيض أجرى محادثات مع ماسك لبحث إمكانية توفير الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية لإيران، وفقا لمسؤولين مطلعين على المناقشات.

موجة اعتقالات في الأحواز

وشهدت مدينة الأحواز العاصمة موجة واسعة من الاعتقالات بحق النشطاء والشعراء العرب من بينهم المترجم والشاعر الأحوازي سيعيد الهليجي وناصر المطوري. كما قتل اثنان من النشطاء الأحوازيين العرب تحت التعذيب في وزارة المخابرات وهما عماد الحيدري وعلي بني أسد. كما اصدرت محكمة الثورة حكماً الاعدام بحق عباس الدريس، وهو مواطن عربي أحوازي من مدينة معشور، اعتقل في احتجاجات نوفمبر 2019.

إلى ذلك، حمل الشيخ عبد الحميد مولوي، أمام أهل السنة في محافظة بلوشستان، المرشد الأعلى علي خامنئي مسؤولية قتل المتظاهرين في محافظة بلوشستان، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة. ونفى الشيخ عبد الحميد مولوي جميع التهم الموجهة إلى المتظاهرين البلوش بأن احتجاجاتهم كانت مسلحة واعتبر هذه الاتهامات ملفقة لتبرير المجزرة التي ارتكبت في زاهدان والتي راح ضحيتها أكثر من 100 متظاهر من الاقلية البلوشية.

واتهم الحرس الثوري الشيخ مولوي بالتحريض ضد إيران، وحذره. وأفاد بيان مقتضب على موقع «سباه نيوز» الإخباري الرسمي للحرس الثوري: «السيد عبد الحميد، تشجيع الشباب وتحريضهم ضد جمهورية إيران المقدسة قد يكلفك ثمنا باهظا! هذا هو التحذير الأخير!».

تظاهرة للمعارضة في برلين

وفي خارج إيران، توافد عشرات الآلاف من الإيرانيين من جميع دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمقاطعات الألمانية المختلفة على مدينة برلين للمشاركة في الاحتجاجات التي دعت إليها شخصيات مستقلة في المعارضة الإيرانية منذ أكثر من أسبوعين.

ويقدر عدد المشاركين في احتجاجات برلين اكثر من 50 ألف ايراني، ووصفت باكبر احتجاجات تنظمها المعارضة الايرانية منذ اكثر من اربعة عقود.