إرم نيوز
اكتسب رجل أسترالي شهرة واسعة أخيرًا بعدما بات يعرف باسم "رياضي الانسداد الرئوي المزمن" بسبب قدرته المذهلة على خوض سباقات الماراثون بأكملها على الرغم من امتلاكه 30% فقط من سعة الرئة نتيجة لحالة مستعصية ومتقدمة.
وتم تشخيص إصابة راسل وينوود بمرض الانسداد الرئوي المزمن في عام 2011. وبحلول ذلك الوقت، كان مواطن "بريزبان" قلب حياته بالفعل، بعد أن نجا من سكتة دماغية في سن 36 عامًا، إذ تخلى عن التدخين، وقلل من شرب الكحول، وبدأ في تناول الطعام بشكل أفضل، والأهم من ذلك أنه مارس الرياضة.
وبحسب تقرير يسلط الضوء عليه نشره موقع "أوديتي سنترال"، كان وينوود لسنوات ينافس في مسافات متفاوتة في سباقات الترياتلون، من العدو السريع إلى نصف الرجل الحديدي وحتى في عدد قليل من سباقات الماراثون الفائقة.
وكان كل شيء يسير على ما يرام، ولكن في وقت من الأوقات لاحظ وينوود أن تدريبه المعتاد بدا أكثر صعوبة ووجد صعوبة في التنفس، وذلك عندما تلقى تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن، إلى جانب التحذير من أن رئتيه كانتا تعملان بسعة أقل من 30%.
وقال في تصريح له "كان من الصعب تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن. شعرت بأنني خدعت نفسي لأنني عملت بجد لإعادة بناء صحتي بعد إصابتي بجلطة دماغية".
وأضاف "كان بإمكاني أن أترك هذا المرض يخنق ببطء حياتي. بدلاً من ذلك، قررت أن أقوم بحدث الرجل الحديدي فحدثٍ آخر ثم آخر. حينذاك ظننت أنني سأشارك في سباقات الماراثون حول العالم وأجمع الأموال للجمعيات الخيرية ".
وبعد 6 أشهر فقط من سماع الأخبار السيئة، أكمل راسل وينوود أول سباق ثلاثي كامل، كما لو كان ليُظهر لنفسه وبقية العالم أنه لن يسمح لمرض الانسداد الرئوي المزمن بالسيطرة على حياته.
وهذا لا يعني أنه ذهب إلى هذا الفصل من حياته أعمى تمامًا. إذ بدأ في القراءة عن حالته، وتناول الدواء المناسب، وتناول الطعام بشكل جيد، ورفع مستوى لياقته القلبية والجهاز التنفسي.
ويعد الجري في سباقات الماراثون بالكامل تحديًا كبيرًا لأي شخص قادر بدنيًّا، ولكن بالنسبة لشخص يكافح من أجل التنفس فهو أكثر من ذلك.
وكثير من الناس في حالة راسل عادة ما يكونون في منازلهم أو لا يتحركون تمامًا، ومع ذلك فهو يدفع بنفسه إلى الأمام ويلهم الملايين بطموحه وموقفه الذي لا يموت.
ويركض راسل بخزان أكسجين على ظهره، ولديه دائمًا عداء دعم معه، لكن لا يزال يتعين عليه القيام بكل الأجزاء الصعبة - الجري والتنفس - بنفسه.
ويقارن الجري بنسبة 30% من سعة الرئة بالاختناق أو الغرق، لكنه يضيف أن الأكسجين الإضافي والتدريب المتسق وتقنيات التنفس المناسبة والشفافية ستسمح له بالاستمرار في فعل ما يحبه.
وفي سن 56 عامًا، أكمل "رياضي مرض الانسداد الرئوي المزمن" أخيرًا ماراثون شيكاغو البالغ طوله 26.2 ميل في 6 ساعات و 28 دقيقة و 33 ثانية.
ويتعين على راسل الجري لمسافة 400 متر ثم المشي لمسافة 100 متر من أجل حماية رئتيه من الانتفاخ المفرط.
واحتل ماراثون شيكاغو المركز الرابع على قائمته المكونة من ستة سباقات ماراثون رئيسة ، بعد أن أكمل ماراثون مدينة نيويورك في عام 2015، وماراثون لندن في عام 2017، وماراثون بوسطن في عام 2018.
ولقد اشترك بالفعل في ماراثون طوكيو 2023 ويأمل أن يكتمل في برلين في العامين المقبلين، قبل أن يخبره طبيبه أخيرًا أن الوقت قد حان للانسحاب.
وحتى لو لم تعد لديه القدرة على الركض في السباقات، فإنه يفكر في ممارسة السباحة باستخدام خزان أكسجين ويحلل طرقًا لتحقيق ذلك.