إرم نيوز
قالت شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية المتخصصة في الأخبار المالية، اليوم الثلاثاء، إن عمليات التداول في العملات المشفرة قد تزدهر في بريطانيا؛ نظرًا لأن رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك يعتبر من "المعجبين" بهذه الأدوات الاستثمارية.

وأشارت الشبكة إلى أن المستثمرين وشركات العملات المشفرة في بريطانيا يعلقون آمالًا كبيرة على أن يتمكن سوناك، وهو مليونير تزيد ثروته على 800 مليون دولار، من تغيير تطلعات بريطانيا المتلاشية لتعزيز هذا القطاع.

وأوضحت أن الزعيم البريطاني الجديد الذي كان وزيرًا للمالية في حكومة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، يواجه قائمة مهام شاقة، والتي تشمل إصلاح الضرر الاقتصادي الذي سببته سلفه ليز تروس، مضيفة أن نشاط العملات المشفرة ليس على رأس قائمة أولوياته بالضبط، لكن المطلعين على الصناعة يقولون إن هناك سببًا يدعو للتفاؤل.

وقال كريستيان فايس المؤسس المشارك لشركة "LendInvest" الناشئة للإقراض الرقمي: "إن الشعور السائد بين رواد الأعمال هو شعور بالارتياح، هناك شعور بأن لدينا أخيرًا شخصًا عاقلًا ومنطقيًا بعد أن كادت غطرسة وعجز ليز تروس ووزير المالية السابق كواسي كوارتنج أن تؤدي إلى انهيار اقتصاد المملكة المتحدة".

وأضاف فايس: "بحسب معلوماتي يرى ريشي الفرصة والإمكانيات التي تتمتع بها العملة المشفرة، ويريد أن تكون المملكة المتحدة رائدة فيها".

وعبّر سوناك وهو محلل سابق في مؤسسة "Goldman Sachs" الأمريكية في عدة مناسبات، عن موقف إيجابي تجاه العملات المشفرة.

وبصفته الوزير المسؤول عن الشؤون المالية لبريطانيا، حدد خطة كبيرة لجعل البلاد مركزًا عالميًا للعملات المشفرة في نيسان (أبريل) الماضي، وفقا للشبكة، التي أوضحت أن ذلك شمل جلب عملات مستقرة ضمن المعايير التنظيمية وتكليف صانع العملات الرسمي في المملكة المتحدة بإطلاق رمز غير قابل للتلف.

وفي حفل استقبال نظمته شركة رأس المال الاستثماري "إندكس فنتشرز" في حزيران (يونيو) الماضي، قال سوناك إنه "مصمم" على جعل المملكة المتحدة "الاختصاص القضائي المفضل لتكنولوجيا التشفير والبلوك تشين".

ولكن بعد أسابيع من عدم الاستقرار السياسي تتساءل شركات العملات الرقمية والمستثمرون، عما سيفعله لتعزيز السوق التي تلعق جراحها بعد بضعة أشهر من تراجع أسعار الأصول الرقمية وعدد كبير من حالات إفلاس الشركات.

وأوضحت الشبكة أنه قبل تعيين سوناك كرئيس للوزراء، كانت الثقة في مكانة المملكة المتحدة في سوق العملات الرقمية العالمية تتضاءل.

وفي دراسة استقصائية شملت 300 من مؤسسي التكنولوجيا المالية البريطانية، قال 9 % فقط إنها رائدة في مجال العملات المشفرة، فيما رأى ما يقرب من 20 % من المؤسسين أن الجهة التنظيمية كانت "تشير بنشاط" إلى أن المملكة المتحدة لم تكن المكان المناسب لإطلاق شركة تشفير.

ولفتت الشبكة إلى أن "هيئة السلوك المالي" البريطانية تعرضت لانتقادات لكونها بطيئة في الموافقة على التراخيص لشركات التشفير، وهي مشكلة تسببت في إنهاء العديد من الشركات وإنشاء متاجر في أماكن أخرى في أوروبا.

وقال ماتيو بيروتشيو رئيس الشؤون الدولية في مؤسسة "Wave Financial": "أجد أنه للأسف هذا مثال آخر على تصرف المملكة المتحدة بطريقة غير منظمة بشكل غير معهود".

ولفت إلى أنه على عكس بريطانيا، تعتبر سويسرا مثالًا لبلد يعد "بارعًا" في جذب المنتجات المشفرة المتداولة في البورصة من بين منتجات أخرى.

بدوره، قال جوردان وين من مؤسسة "تشيناليسيس" الاستثمارية: "هناك فرصة لتوفير الوضوح للصناعة والسماح لها بلعب دورها في تشجيع الشركات على الاستثمار والابتكار وخلق فرص عمل في المملكة المتحدة".