طور باحثون من جامعة "تكساس إيه آند إم" الأمريكية، تقنية جديدة لطباعة مواد بلاستيكية صديقة للبيئة من ملح الطعام باستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد، من خلال عملية تسمح للمواد البلاستيكية البوليميرية بالتحلل بشكل طبيعي بمرور الوقت.

وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة "جيرمان كيميكال سوسايتي" العلمية، إلى أن معظم الجزيئات المستخدمة في صناعة المواد البلاستيكية تكون كبيرة وغير قابلة للتفكك في الظروف الطبيعية.

وعند ترك بعض المواد البلاستيكية في الظروف البيئية، مثل أكواب الستايروفوم أو العلب البلاستيكية، فإنها تتفكك إلى حبيبات صغيرة غير مرئية بواسطة العين المجردة، ولكنها تبقى موجودة إلى الأبد.

وقالت الدكتورة إيميلي بينتذار، المشاركة في الدراسة "يتركز هدفنا على صناعة تراكيب بوليميرية مستدامة، من خلال ربط المركبات الكيميائية الميكروية بالهياكل الناتجة عن الطباعة الثلاثية الأبعاد"، وفقا لموقع "فيز دوت أورغ".

وأوضحت بينتذار "تتفكك المواد البلاستيكية إلى مواد ميكروية تترسب في البيئة، وتسبب انتقال الأمراض والمعادن الثقيلة والجراثيم المعوية".

واستخدم الباحثون ملح الطعام وثاني أكسيد الكربون لصناعة المادة المستخدمة في الطباعة الثلاثية الأبعاد، وبعد الانتهاء من الطباعة يجب غسلها بالماء لتقوية هيكل المادة البلاستيكية وإذابة الأملاح.

وفي حين يبدو المظهر الخارجي للمادة المطبوعة ناعما، فإن عملية المعالجة تصنع آلاف المسامات الدقيقة ما يسمح بتسريع تحلل البلاستيك.

وقالت بينتذار "تتحلل المواد البوليميرية المطبوعة بسرعة في الظروف الموائمة، وتتفكك إلى جزيئات صغيرة غير سامة، لا تستطيع نقل المعادن الثقيلة والبكتيريا".

ويسعى الباحثون نحو توظيف تقنيتهم في صناعة مواد بلاستيكية للتغليف، ما يسمح للصناديق والشريط اللاصق بالتحلل بسرعة عوضا عن بقائها في مكبات النفايات لأعوام طويلة.

ومن الممكن أن تكون التقنية الجديدة قابلة للتطبيق أيضا في مجال الكيمياء الحيوية، من خلال صناعة مواد جراحية قابلة للتحلل في الجسم عند زراعتها.

وذكرت بينتذار أن التقنية تجمع بين الهندسة والعلم لحل مشكلة عالمية، من خلال فائدتها للبيئة وصحة الإنسان والطب الحيوي.

ويسعى الباحثون مستقبلا لتطوير التقنية من ناحية التكلفة اللازمة لإدخالها في المجال الصناعي، وتبنيها في مجال واسع من الأعمال الاقتصادية التي تتطلب استخدام المواد البلاستيكية لمختلف الأغراض.