تنتشر حول العالم مناطق تُعرف باسم "الأراضي الخثية". تحوي نباتات ميتة لم تتعفن بالكامل، كما تؤوي أيضاً أنظمة بيئية مُعقدة في مستنقعاتها وأطيانها وأهوارها.
وبحسب المنظمات البيئية والدولية، تنتشر تلك الأراضي في أكثر من 180 بلداً، وتغطي مساحة 3٪ من اليابسة، إلا أنها تُخزن داخلها نحو 30٪ من كربون التربة حول العالم، أي ما يُقدر بـ30 جيجا طن من الكربون (نحو 15 عاماً من إنتاج الولايات المتحدة من الكربون).
لكن بحثاً جديداً نُشر في دورية "نيتشر"، الأربعاء، كشف أن أكبر أراضي الخث الاستوائية في العالم تحولت من كونها مخزناً رئيسياً للكربون إلى مصدر ضار لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون نتيجة لتغير المناخ منذ آلاف السنين.
قبل 5000 عام، بدأ مناخ وسط الكونغو في الجفاف ما أدى إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون من أراضي الخث.
وتوقفت أراضي الخث عن إطلاق الكربون، وعادت إلى امتصاصه من الغلاف الجوي عندما أصبح المناخ أكثر رطوبة مرة أخرى خلال الألفي عام الماضية، وفقاً لدراسة دولية كبرى شاركت في تنسيقها جامعة "ليدز" البريطانية.
لكن العلماء المشاركين في الدراسة يُحذرون من أنه إذا تسبب الاحتباس الحراري خلال العصر الحديث في حدوث حالات جفاف بمنطقة الكونغو، فقد يعيد التاريخ نفسه، ما يؤدي لتسريع وتيرة تغير المناخ بشكل خطير.
وإذا حدث ذلك، يمكن إطلاق ما يصل إلى 30 مليار طن من الكربون من أراضي الخث إلى الغلاف الجوي في صورة ثاني أكسيد الكربون. وهذا يعادل الانبعاثات العالمية من حرق الوقود الأحفوري على مدى 3 سنوات.
وقال الأستاذ بجامعة "ليدز" سيمون لويس، وهو المؤلف الرئيسي للورقة البحثية، إن الدراسة "تأتي بتحذير وحشي من الماضي"، فإذا جفت أراضي الخث إلى ما بعد عتبة معينة فإنها "ستطلق كميات هائلة من الكربون في الغلاف الجوي، ما يؤدي لتسريع تغير المناخ".
وهناك بعض الأدلة على أن مواسم الجفاف تطول في حوض الكونغو، لكن من غير الواضح ما إذا كانت ستستمر. لكن الأدلة من تلك الدراسة تظهر أن الظروف الأكثر جفافاً كانت موجودة في الماضي، وأدت إلى انهيار أراضي الخث كمخزن للكربون.
رسالة لزعماء العالم
وأضاف لويس أنّ هذه الدراسة رسالة مهمة لزعماء العالم المجتمعين في محادثات "مؤتمر المناخ" (COP27)، الذي سيعقد في مصر الأسبوع المقبل، "فإذا دفعت انبعاثات غازات الدفيئة أراضي الخث في وسط الكونغو إلى الجفاف الشديد، فإن أراضي الخث ستسهم في أزمة المناخ بدلاً من حمايتنا ".
وتعد أراضي الخث في الكونغو الواقعة بوسط إفريقيا أكبر مجمع لأراضي الخث الاستوائية في العالم، وتحتل مساحة تبلغ 16.7 مليون هكتار وهي مساحة أكبر من إنجلترا وويلز مجتمعين.
وأخذ علماء كونغوليون وأوروبيون عينات من الخث من تحت غابات المستنقعات النائية في وسط الكونغو.
ومن خلال تحليل بقايا النباتات، تمكن الباحثون من إنشاء سجل للنباتات والأمطار في حوض الكونغو الأوسط على مدار الـ17 ألفاً و500 عام الماضية عندما بدأت أراضي الخث في التكون.
واستخدم العلماء شمع أوراق النبات الذي تم حفظه في الخث، لحساب مستويات هطول الأمطار في الوقت الذي كان يعيش فيه النبات.
وتُظهر النتائج هشاشة المناخ المائي للكربون الخث في حوض الكونغو الأوسط، وتقدم صورة لمناخ أكثر جفافاً يتطور في وسط إفريقيا، الذي بدأ منذ نحو 5 آلاف عام.
وفي أشد فترات الجفاف حدة، انخفض هطول الأمطار بمقدار 800 ملم على الأقل في السنة. كما تسبب هذا في انخفاض منسوب المياه في أراضي الخث بالكونغو، ما أدى لتعريض الطبقات القديمة من الخث للهواء، وأدى إلى أكسدتها، وإطلاق ثاني أكسيد الكربون.
ويحذّر العلماء من أنّ أراضي الخث في الوقت الحالي سليمة إلى حد كبير ويجري إدارتها بشكل مستدام من قبل السكان المحليين، إلا أنها معرضة للخطر.
وبصرف النظر عن التهديد المتمثل في أن أراضي الخث تصبح أكثر جفافاً من تغير المناخ، فإن أراضي المنطقة تخضع لضغوط إضافية يمكن أن تسبب أضراراً للنظام البيئي الهش للأراضي الخثية، من تجفيف أراضي الخث للزراعة على نطاق صناعي، وقطع الأشجار، واستكشاف النفط.
{{ article.visit_count }}
وبحسب المنظمات البيئية والدولية، تنتشر تلك الأراضي في أكثر من 180 بلداً، وتغطي مساحة 3٪ من اليابسة، إلا أنها تُخزن داخلها نحو 30٪ من كربون التربة حول العالم، أي ما يُقدر بـ30 جيجا طن من الكربون (نحو 15 عاماً من إنتاج الولايات المتحدة من الكربون).
لكن بحثاً جديداً نُشر في دورية "نيتشر"، الأربعاء، كشف أن أكبر أراضي الخث الاستوائية في العالم تحولت من كونها مخزناً رئيسياً للكربون إلى مصدر ضار لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون نتيجة لتغير المناخ منذ آلاف السنين.
قبل 5000 عام، بدأ مناخ وسط الكونغو في الجفاف ما أدى إلى انبعاث ثاني أكسيد الكربون من أراضي الخث.
وتوقفت أراضي الخث عن إطلاق الكربون، وعادت إلى امتصاصه من الغلاف الجوي عندما أصبح المناخ أكثر رطوبة مرة أخرى خلال الألفي عام الماضية، وفقاً لدراسة دولية كبرى شاركت في تنسيقها جامعة "ليدز" البريطانية.
لكن العلماء المشاركين في الدراسة يُحذرون من أنه إذا تسبب الاحتباس الحراري خلال العصر الحديث في حدوث حالات جفاف بمنطقة الكونغو، فقد يعيد التاريخ نفسه، ما يؤدي لتسريع وتيرة تغير المناخ بشكل خطير.
وإذا حدث ذلك، يمكن إطلاق ما يصل إلى 30 مليار طن من الكربون من أراضي الخث إلى الغلاف الجوي في صورة ثاني أكسيد الكربون. وهذا يعادل الانبعاثات العالمية من حرق الوقود الأحفوري على مدى 3 سنوات.
وقال الأستاذ بجامعة "ليدز" سيمون لويس، وهو المؤلف الرئيسي للورقة البحثية، إن الدراسة "تأتي بتحذير وحشي من الماضي"، فإذا جفت أراضي الخث إلى ما بعد عتبة معينة فإنها "ستطلق كميات هائلة من الكربون في الغلاف الجوي، ما يؤدي لتسريع تغير المناخ".
وهناك بعض الأدلة على أن مواسم الجفاف تطول في حوض الكونغو، لكن من غير الواضح ما إذا كانت ستستمر. لكن الأدلة من تلك الدراسة تظهر أن الظروف الأكثر جفافاً كانت موجودة في الماضي، وأدت إلى انهيار أراضي الخث كمخزن للكربون.
رسالة لزعماء العالم
وأضاف لويس أنّ هذه الدراسة رسالة مهمة لزعماء العالم المجتمعين في محادثات "مؤتمر المناخ" (COP27)، الذي سيعقد في مصر الأسبوع المقبل، "فإذا دفعت انبعاثات غازات الدفيئة أراضي الخث في وسط الكونغو إلى الجفاف الشديد، فإن أراضي الخث ستسهم في أزمة المناخ بدلاً من حمايتنا ".
وتعد أراضي الخث في الكونغو الواقعة بوسط إفريقيا أكبر مجمع لأراضي الخث الاستوائية في العالم، وتحتل مساحة تبلغ 16.7 مليون هكتار وهي مساحة أكبر من إنجلترا وويلز مجتمعين.
وأخذ علماء كونغوليون وأوروبيون عينات من الخث من تحت غابات المستنقعات النائية في وسط الكونغو.
ومن خلال تحليل بقايا النباتات، تمكن الباحثون من إنشاء سجل للنباتات والأمطار في حوض الكونغو الأوسط على مدار الـ17 ألفاً و500 عام الماضية عندما بدأت أراضي الخث في التكون.
واستخدم العلماء شمع أوراق النبات الذي تم حفظه في الخث، لحساب مستويات هطول الأمطار في الوقت الذي كان يعيش فيه النبات.
وتُظهر النتائج هشاشة المناخ المائي للكربون الخث في حوض الكونغو الأوسط، وتقدم صورة لمناخ أكثر جفافاً يتطور في وسط إفريقيا، الذي بدأ منذ نحو 5 آلاف عام.
وفي أشد فترات الجفاف حدة، انخفض هطول الأمطار بمقدار 800 ملم على الأقل في السنة. كما تسبب هذا في انخفاض منسوب المياه في أراضي الخث بالكونغو، ما أدى لتعريض الطبقات القديمة من الخث للهواء، وأدى إلى أكسدتها، وإطلاق ثاني أكسيد الكربون.
ويحذّر العلماء من أنّ أراضي الخث في الوقت الحالي سليمة إلى حد كبير ويجري إدارتها بشكل مستدام من قبل السكان المحليين، إلا أنها معرضة للخطر.
وبصرف النظر عن التهديد المتمثل في أن أراضي الخث تصبح أكثر جفافاً من تغير المناخ، فإن أراضي المنطقة تخضع لضغوط إضافية يمكن أن تسبب أضراراً للنظام البيئي الهش للأراضي الخثية، من تجفيف أراضي الخث للزراعة على نطاق صناعي، وقطع الأشجار، واستكشاف النفط.