لا شكّ في أنّ إسفنجة المطبخ قطعة ضرورية لتنظيف جميع الأدوات في المنزل، إذ نستخدمها لتنظيف الصحون وطاولات المطبخ وأي أسطح متسخة، لكن هذه الإسفنجة قد تحتوي أيضاً على ما يصل إلى 45 مليار ميكروب؛ لكون قطع الإسفنج أرضاً خصبة لنمو البكتيريا.

كم مرة ينبغي تغيير إسفنجة المطبخ؟

ووفقاً لما يذكره موقع Epicurious الأمريكي، تقول عالمة الأحياء الدقيقة ترينا مكماهون: "أوصي بتغيير إسفنجة التنظيف كل أسبوع أو أسبوعين، أعتقد أنَّ أفضل مؤشر يخبر ربة المنزل بأنَّ وقت التغيير قد حان هو ما إذا كانت رائحة الإسفنجة كريهة أو بات ملمسها لزجاً".

كم عدد البكتيريا التي تعيش في إسفنجة المطبخ؟

تقول مجلة Science News الأمريكية، إنّ الإسفنج بمثابة "وطن" للميكروبات، لأنها قادرة على استيعاب 54 مليار بكتيريا لكل سنتيمتر مكعب منها.

إضافة إلى كون الإسفنج رطباً وجيد التهوية ومليئاً بقطع الطعام، فإنه يوفر بيئة مادية مثالية للبكتيريا، حسبما أفاد الباحثون في 10 فبراير/شباط 2022 بمجلة Nature Chemical Biology العلمية.

تماماً مثل البشر، تفضل البكتيريا مستويات مختلفة من التفاعلات مع أقرانها، بعض البكتيريا أكثر اجتماعية، بينما يفضل البعض الآخر العزلة.

إسفنجات المطبخ، مع مجموعة من الثقوب الكبيرة والصغيرة، لا توفر فقط عدداً مثالياً من الحجيرات للبكتيريا، ولكنها توفر أيضاً مجموعة من الأطراف متفاوتة الحجم والتي يمكن أن تناسب مزيداً من احتياجات الميكروبات.

في التجارب باستخدام إسفنجة المطبخ، وجد الباحثون أن المجتمع البكتيري الناتج كان أكثر تنوعاً من تلك المنتجة في المزارع السائلة، وهي طريقة شائعة لزراعة البكتيريا في المختبر.

ما مدى ضرر البكتيريا؟

ولحسن الحظ، فإن البكتيريا التي تحتفل في الإسفنج، في الغالب غير مسببة للأمراض، ولكن إذا ظهرت بكتيريا خطرة- مثل السالمونيلا من الدجاج النيء- فمن المحتمل أن يساعدها الهيكل الأمثل للإسفنج على البقاء على قيد الحياة ونقل العدوى إلينا.

في حين يقول موقع Science الأمريكي إن بعض أنواع البكتيريا والميكروبات التي قد تكون موجودة على إسفنجة المطبخ قد تسبب الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

هل الفرشاة خيار أفضل من الإسفنجة؟

وفقاً لما ذكره موقع Blueland، تحتوي فرشاة الأطباق على بكتيريا أقل من الإسفنج، لأنها تحتوي على مساحات أقل للبكتيريا للاختباء فيها، كما أنها تجف بشكل أسرع مما يجعلها أقل قابلية للسكن للبكتيريا.

اختر فرشاة تستخدم أليافاً معدنية وخشبية ونباتية بحيث يمكنك تحويل الفرشاة إلى سماد وإعادة تدويرها عند الانتهاء من استخدامها.

على الرغم من أن الفرشاة رائعة، فإنه قد يكون من الصعب مناورتها حول الزوايا الضيقة، لذلك قد تحتاج أحياناً إلى استخدام منتج آخر لتنظيف جميع الأطباق.

ما هي أفضل طريقة لتعقيم الإسفنجة؟

توصي عالمة الأحياء الدقيقة، ترينا ماكماهون، بتعقيم إسفنجة مطبخك على نحو متكرر، بتسخينها في الميكروويف أو غليها في الماء أو نقعها في محلول مبيض مُخفّف. وفقاً لدراسة إيكاوا وروسين، لن تقتل هذه الطرق جميع الميكروبات الموجودة على الإسفنجة، لكنها ستقلل عدد البكتيريا بنسبة تزيد على 99.9%.

هل يحقق وضع الإسفنجة في غسالة الأطباق التأثير نفسه؟ تقول ترينا: "تنتج أجهزة الميكروويف حرارة عالية تشبه وضع الإسفنج في ماء مغلي. لا أعتقد أنَّ غسالة الصحون تنتج حرارة عالية بدرجة كافية لقتل كثير من البكتيريا".

يؤدي وضع إسفنجة مبللة في الميكروويف إلى توليد بخار داخل مسامها، الأمر الذي تنجم عنه حرارة كافية لقتل البكتيريا، لكن غسالات الأطباق مُصمَّمة لتنظيف الأسطح الصلبة -مثل الأواني والصحون- لذا قد لا تكون بالفعالية نفسها مع الإسفنج الناعم المسامي.

لتعقيم إسفنجة مطبخك، ما عليكِ سوى تمريرها تحت ماءٍ جارٍ لبضع ثوانٍ؛ لتجنب خطر نشوب حريق، ثم وضعها في الميكروويف لمدة دقيقة. يمكنك أيضاً غليها في الماء لمدة خمس دقائق أو نقعها في محلول مبيض مخفف بالماء (بنسبة ¾ كوب لكل غالون ماء)، لمدة خمس دقائق.

أما إذا كانت إسفنجة مطبخك تحتوي على معدن، فتجنَّبي تماماً استخدام الميكروويف واتبعي الطريقتين الأخيرتين.

خلاصة القول، يعتبر اتباع ممارسات النظافة الجيدة والاهتمام بتعقيم الإسفنجة أفضل طريقة لتقليل النشاط الميكروبي