«هز قشك وامشي».. عبارة وجهها والي وهران الجزائرية لبائع ساندوشات بيض على الطريق، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت موجة غضب وامتعاض، رفضا للاسلوب الاستعلائي الذي تعامل به المسؤول مع المواطنين، وتعاطف مع البائع البسيط.

فبينما كان الوالي سعيد سعيود يسير مشياً في جولة تفقدية بشوارع بلدية السانية بولاية وهران، ترافقه وسائل الاعلام لابراز دوره في تطبيق القانون، وقعت عينه على كشك بسيط يبيع الطعام على ناصية الشارع، فتوجه إلى صاحب الكشك ونهره قائلا: «هز قشك وامشي» التي تعني «احمل أغراضك واذهب»، فما كان من البائع المصدوم من الحضور المرافق للوالي والطريقة الاستعلائية التي تحدث بها، إلا الامتثال دون أن يستطيع الدفاع عن نفسه.

ADVERTISING

وبمجرد نشر فيديو الواقعة، على وسائل التواصل، أصبح هذا المواطن البسيط نجما حقيقيا تتسابق عليه الكاميرات، بعد أن أبدى الناشطون تضامنا معه، في وقت جرّت هذه العبارة السخط على والي وهران حيث اعتبره معلقون مثالاً سيئاً لمسؤول يتعامل بتعالٍ مع المواطنين مستقويا بمنصبه، مطالبينه بتقديم اعتذار وتصحيح سلوكه مع البائع.

وتصدر وسم «هز قشك وامشي» منصتي تويتر وفيسبوك في الجزائر، حيث دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى جبر خاطر بائع البيض ومعاقبة والي وهران على هذا التصرف. وعرض بعض النشطاء على البائع فتح محل له في مكان آخر تعويضا له عن الإهانة التي لحقت به

وكتب الناشط عمر لعويسي: «هز قشك وامشي تروّح» عبارة كسر بها والي وهران خاطر إنسان بسيط ذنبه الوحيد أنه جاء يسترزق قوت يومه وأولاده، حتى وإن كان البائع مخالفًا، لا يحق لأي كان إهانته بهذه الطريقة أمام كاميرات التلفزيون.

أما المحامي والحقوقي عبد الرحمن صالح فكتب على حسابه بموقع فيسبوك: «هز قشك وامشي.. من الجيد العمل على تطبيق القانون، لكن من الأفضل العمل على ايجاد حلول للناس.. الوالي ليس شرطي حماية العمران والبيئة، وظيفته ايجاد حلول لمشاكل رعاياه، كان سيكون أفضل له، لو خصص له محلا من محال الولاية ليعمل به بدال من المعاملة المهينة للكرامة الانسانية أمام الكاميرات».

إهانة وأثر كبير

وفي تصريحاته التي نالت ملايين المشاهدات، قال البائع إنه أحس بالإهانة من طريقة كلام الوالي معه، موضحاً أن تلك العبارة تركت فيه أثرا كبيرا. وذكر أنه إنسان فقير يعيل عائلة كاملة، ولا يجد من طريقة للحصول على رزقه إلا من خلال بيع الطعام الذي تحضره له زوجته في البيت.

وظهر أبناء البائع وهم يناشدون السلطات ترك أبيهم يعمل لأنه لا يوجد لهم مصدر رزق آخر.