إرم نيوز
تعاني العديد من بلدان القارة الأوروبية مؤخرًا، ازديادًا في معدلات الجريمة، على وقع هزات اقتصادية عنيفة خلفتها الحرب الروسية على أوكرانيا وصعود اليمين المتطرف.
وارتفعت معدلات السرقة والسلب في القارة العجوز، نتيجة التضخم الكبير والذي فاقم من معدلات الفقر والذي وضع آلافًا في صفوف البطالة والتشرد.
ووفق خبراء فإن أزمة الطاقة الناتجة عن حرب أوكرانيا هي نتيجة طبيعية لازدياد معدلات الفقر في القارة، والتي تعاني العديد من بلدانها أساسًا ارتفاعًا في معدلات الجريمة ذات الدوافع السياسية منذ منتصف العام الجاري على خلفية صعود اليمين المتطرف.
وشهدت إيطاليا زيادة بمعدلات جرائم السرقة التي طالت المنازل والسيارات، وفي ألمانيا ازدادت حوادث تفجيرات ماكينات النقود في الشوارع، أما السويد فشهدت مؤخرًا زيادة في انتشار الأوراق النقدية المزيفة.
كرونة مزورة تنتشر في الأسواق
وحذرت الشرطة السويدية، بحسب تقارير صحفية أمس الخميس، من أن العديد من الأوراق النقدية المزيفة يتم تداولها حاليًا في الأسواق السويدية.
ودعت الشرطة، الأفراد وأصحاب المتاجر وغيرهم إلى التحقق من الأوراق النقدية المزيفة خصوصًا من فئة 500 كرون، ونصحت بالنظر في تفاصيل الورقة النقدية.
وبينت أن "عمليات تداول الأوراق النقدية المزيفة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا على الرغم من أن هذا أمر غير معتاد".
ويرى الشاب السويدي بطرس درويش (31 عامًا) أن "حوادث تزوير العملة السويدية ازدادت بين عامي 2019 و2020، ووقتها حذرت الشرطة من ذلك كما فعلت أمس، ثم عادت وانخفضت العام الماضي، وأتذكر جيدًا أننا ضبطنا عددًا كبيرًا من الورقات النقدية المزيفة، وكنا نتصل بالشرطة ونبلغ عنها".
يبيع درويش وهو من أصول عربية منتجات التبغ والمشروبات في محله التجاري الكائن في ستوكهولم، ويتداول يوميًا مئات الورقات النقدية دون القيام بفحصها جميعًا خاصة في أوقات الذروة.
وقال لـ "إرم نيوز": "بعد تحذيرات الشرطة يوم أمس، سنقوم بفحص كل النقود، وذلك سيكلفنا عناءً وجهدًا، لكن ما من طريقة أخرى لتفادي ذلك، كما قمنا بإضافة عامل ثانٍ على الوردية الليلية في المحل خوفًا من أي حوادث من الممكن أن تحصل نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها".
وأضاف: "الوضع صعب للغاية ونلاحظ ذلك من خلال حركة البيع، جميع السلع الغذائية ارتفعت بمقدار 25%، ومازالت ترتفع بين يوم وآخر، وأجور العقارات ارتفعت حوالي 100%، وإذا بقيت وتيرة الارتفاع تسير هكذا، سنرى أيامًا عصيبة أكثر من هذه".
الماكينات الألمانية تتعرض للاستهداف!
وفي ألمانيا كشفت وكالة "يوروبول" أن الجرائم أضحت أكثر عنفًا، وهناك زيادة كبيرة في عدد تفجيرات ماكينات النقود في القارة بشكل عام، وفي ألمانيا بشكل خاص.
وسجلت الشرطة الألمانية العام الماضي 287 هجومًا من هذا النوع، وهو يقارب العدد لعام 2020، أما هذا العام فتجاوزت الهجمات هذا العدد بحلول أيلول/سبتمبر الماضي، رغم انخفاض عدد ماكينات صرف النقود.
كما أعلن الاتحاد الفيدرالي الألماني لتجارة الحطب، أن المجتمع الألماني أمام موجة سرقات تقدر بالملايين، طالت المواطنين الباحثين عن بدائل لحل أزمة الطاقة، بحسب ما نقلت قناة "إس دبليو أر" العامة، التي تحدثت عن انتشار جرائم سرقة الأخشاب من الغابات، خاصة بعد ارتفاع أسعار الأخشاب نتيجة زيادة الطلب عليه.
لصوص الحطب..
وقال فابيان شيرفاري (46 عامًا): "تعرضت لعملية نصب واحتيال من قبل شركة وهمية ادعت بيع الحطب والأخشاب بسعر مغرٍ على الإنترنت".
وأضاف "شيرفاري" الذي يعمل بحارًا في مدينة روستوك لـ "إرم نيوز": "نحاول إيجاد حلول بديلة عن الكهرباء، ووجدت إعلانًا تجاريًا على موقع التواصل الاجتماعي عن شركة تبيع طن الحطب بسعر مغرٍ، وأقل من السوق، فاتصلت بهم واتفقنا على إرسال الكمية بعد تحويل جزء من المبلغ".
اكتشف الرجل بعد أيام أنه تعرض لعملية نصب واحتيال لشركة وهمية بحساب وهمي وأسماء وهمية، وعندما نظم ضبطًا عند الشرطة اكتشف أنه واحد من العشرات الذين تعرضوا للاحتيال.
وتابع: "خلقت أزمة الطاقة سوقًا وهمية للحطب والأخشاب، والكثير من الألمان وقعوا ضحيتها، لأنها حديثة العهد ولم نشهدها سابقًا".
تصاعد الجريمة في بلاد المافيا
وكشف مركز الأبحاث المشترك بين الجامعات وإدارة الأمن العام في وزارة الداخلية الإيطالية، أن البلاد تشهد مؤخرًا زيادة ملحوظة في حوادث السرقة التي تقوم بها العصابات، والتي يندرج بعض الأطفال في صفوفها.
وتنوعت السرقات التي سجلتها الداخلية بين السرقة في المؤسسات التجارية، وسرقة السيارات ومكوناتها الصغيرة من عليها، وسرقة محركات القوارب في المدن الساحلية، كما كان لافتًا تسجيل سرقات لآلات حركة المرور على الطرقات.
وقالت الإيطالية لانا لوقيا (28 عامًا): "معدلات الجرائم في بلدنا عالية من الأساس، وتسجل زيادات في الظروف الاستثنائية مثل العام 2020 وقت أزمة كورونا، وفي هذه الأيام التي تشهد ظروفًا اقتصادية غير مسبوقة".
وأضافت لوقيا، وهي من أصول عربية لـ "إرم نيوز": "نسمع كل يوم ونقرأ في وسائل الإعلام عن السرقات في كل المناطق، ولكن مؤخرًا بدأنا نسمع عن سرقات صغيرة، مثل سرقات قطع زينة السيارات ومكونات الدراجات النارية ونشل الهواتف والحقائب".
وتابعت الشابة: "لاحظت قيام بعض المتاجر بإجراءات جديدة لمنع السرقة مثل تعزيز المراقبة وإزالة البضائع الثمينة من متناول الزبائن، وهذا ما يدل على ارتفاع معدلات السرقة وإدراك الجميع لاحتمالية زيادتها في الأيام القادمة".
وختمت حديثها: "بتنا أنا وأخوتي نخشى السير ليلًا في الشوارع المظلمة، وأصبحت أتلفت حولي عندما أسير وحيدة وأسمع خطوات أحد ما خلفي.. إنها حالة مقلقة بالفعل، ولا نعلم إلى متى ستستمر".
تعاني العديد من بلدان القارة الأوروبية مؤخرًا، ازديادًا في معدلات الجريمة، على وقع هزات اقتصادية عنيفة خلفتها الحرب الروسية على أوكرانيا وصعود اليمين المتطرف.
وارتفعت معدلات السرقة والسلب في القارة العجوز، نتيجة التضخم الكبير والذي فاقم من معدلات الفقر والذي وضع آلافًا في صفوف البطالة والتشرد.
ووفق خبراء فإن أزمة الطاقة الناتجة عن حرب أوكرانيا هي نتيجة طبيعية لازدياد معدلات الفقر في القارة، والتي تعاني العديد من بلدانها أساسًا ارتفاعًا في معدلات الجريمة ذات الدوافع السياسية منذ منتصف العام الجاري على خلفية صعود اليمين المتطرف.
وشهدت إيطاليا زيادة بمعدلات جرائم السرقة التي طالت المنازل والسيارات، وفي ألمانيا ازدادت حوادث تفجيرات ماكينات النقود في الشوارع، أما السويد فشهدت مؤخرًا زيادة في انتشار الأوراق النقدية المزيفة.
كرونة مزورة تنتشر في الأسواق
وحذرت الشرطة السويدية، بحسب تقارير صحفية أمس الخميس، من أن العديد من الأوراق النقدية المزيفة يتم تداولها حاليًا في الأسواق السويدية.
ودعت الشرطة، الأفراد وأصحاب المتاجر وغيرهم إلى التحقق من الأوراق النقدية المزيفة خصوصًا من فئة 500 كرون، ونصحت بالنظر في تفاصيل الورقة النقدية.
وبينت أن "عمليات تداول الأوراق النقدية المزيفة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا على الرغم من أن هذا أمر غير معتاد".
ويرى الشاب السويدي بطرس درويش (31 عامًا) أن "حوادث تزوير العملة السويدية ازدادت بين عامي 2019 و2020، ووقتها حذرت الشرطة من ذلك كما فعلت أمس، ثم عادت وانخفضت العام الماضي، وأتذكر جيدًا أننا ضبطنا عددًا كبيرًا من الورقات النقدية المزيفة، وكنا نتصل بالشرطة ونبلغ عنها".
يبيع درويش وهو من أصول عربية منتجات التبغ والمشروبات في محله التجاري الكائن في ستوكهولم، ويتداول يوميًا مئات الورقات النقدية دون القيام بفحصها جميعًا خاصة في أوقات الذروة.
وقال لـ "إرم نيوز": "بعد تحذيرات الشرطة يوم أمس، سنقوم بفحص كل النقود، وذلك سيكلفنا عناءً وجهدًا، لكن ما من طريقة أخرى لتفادي ذلك، كما قمنا بإضافة عامل ثانٍ على الوردية الليلية في المحل خوفًا من أي حوادث من الممكن أن تحصل نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها".
وأضاف: "الوضع صعب للغاية ونلاحظ ذلك من خلال حركة البيع، جميع السلع الغذائية ارتفعت بمقدار 25%، ومازالت ترتفع بين يوم وآخر، وأجور العقارات ارتفعت حوالي 100%، وإذا بقيت وتيرة الارتفاع تسير هكذا، سنرى أيامًا عصيبة أكثر من هذه".
الماكينات الألمانية تتعرض للاستهداف!
وفي ألمانيا كشفت وكالة "يوروبول" أن الجرائم أضحت أكثر عنفًا، وهناك زيادة كبيرة في عدد تفجيرات ماكينات النقود في القارة بشكل عام، وفي ألمانيا بشكل خاص.
وسجلت الشرطة الألمانية العام الماضي 287 هجومًا من هذا النوع، وهو يقارب العدد لعام 2020، أما هذا العام فتجاوزت الهجمات هذا العدد بحلول أيلول/سبتمبر الماضي، رغم انخفاض عدد ماكينات صرف النقود.
كما أعلن الاتحاد الفيدرالي الألماني لتجارة الحطب، أن المجتمع الألماني أمام موجة سرقات تقدر بالملايين، طالت المواطنين الباحثين عن بدائل لحل أزمة الطاقة، بحسب ما نقلت قناة "إس دبليو أر" العامة، التي تحدثت عن انتشار جرائم سرقة الأخشاب من الغابات، خاصة بعد ارتفاع أسعار الأخشاب نتيجة زيادة الطلب عليه.
لصوص الحطب..
وقال فابيان شيرفاري (46 عامًا): "تعرضت لعملية نصب واحتيال من قبل شركة وهمية ادعت بيع الحطب والأخشاب بسعر مغرٍ على الإنترنت".
وأضاف "شيرفاري" الذي يعمل بحارًا في مدينة روستوك لـ "إرم نيوز": "نحاول إيجاد حلول بديلة عن الكهرباء، ووجدت إعلانًا تجاريًا على موقع التواصل الاجتماعي عن شركة تبيع طن الحطب بسعر مغرٍ، وأقل من السوق، فاتصلت بهم واتفقنا على إرسال الكمية بعد تحويل جزء من المبلغ".
اكتشف الرجل بعد أيام أنه تعرض لعملية نصب واحتيال لشركة وهمية بحساب وهمي وأسماء وهمية، وعندما نظم ضبطًا عند الشرطة اكتشف أنه واحد من العشرات الذين تعرضوا للاحتيال.
وتابع: "خلقت أزمة الطاقة سوقًا وهمية للحطب والأخشاب، والكثير من الألمان وقعوا ضحيتها، لأنها حديثة العهد ولم نشهدها سابقًا".
تصاعد الجريمة في بلاد المافيا
وكشف مركز الأبحاث المشترك بين الجامعات وإدارة الأمن العام في وزارة الداخلية الإيطالية، أن البلاد تشهد مؤخرًا زيادة ملحوظة في حوادث السرقة التي تقوم بها العصابات، والتي يندرج بعض الأطفال في صفوفها.
وتنوعت السرقات التي سجلتها الداخلية بين السرقة في المؤسسات التجارية، وسرقة السيارات ومكوناتها الصغيرة من عليها، وسرقة محركات القوارب في المدن الساحلية، كما كان لافتًا تسجيل سرقات لآلات حركة المرور على الطرقات.
وقالت الإيطالية لانا لوقيا (28 عامًا): "معدلات الجرائم في بلدنا عالية من الأساس، وتسجل زيادات في الظروف الاستثنائية مثل العام 2020 وقت أزمة كورونا، وفي هذه الأيام التي تشهد ظروفًا اقتصادية غير مسبوقة".
وأضافت لوقيا، وهي من أصول عربية لـ "إرم نيوز": "نسمع كل يوم ونقرأ في وسائل الإعلام عن السرقات في كل المناطق، ولكن مؤخرًا بدأنا نسمع عن سرقات صغيرة، مثل سرقات قطع زينة السيارات ومكونات الدراجات النارية ونشل الهواتف والحقائب".
وتابعت الشابة: "لاحظت قيام بعض المتاجر بإجراءات جديدة لمنع السرقة مثل تعزيز المراقبة وإزالة البضائع الثمينة من متناول الزبائن، وهذا ما يدل على ارتفاع معدلات السرقة وإدراك الجميع لاحتمالية زيادتها في الأيام القادمة".
وختمت حديثها: "بتنا أنا وأخوتي نخشى السير ليلًا في الشوارع المظلمة، وأصبحت أتلفت حولي عندما أسير وحيدة وأسمع خطوات أحد ما خلفي.. إنها حالة مقلقة بالفعل، ولا نعلم إلى متى ستستمر".