ما زالت قضية أضرار التدخين على الصحة تشغل العلماء ومراكز الأبحاث والدراسات، حيث تظهر الدراسات الحديثة أنه إلى جانب مسؤولية التدخين عن الإصابة بالسرطان، فإن ما ينتج عن دخان التبغ من مواد كيميائية ضارة كفيل بتدمير الجسم وإحداث الضرر المباشر بالقلب والرئة وحتى البشرة.

في أول حدث من نوعه في منطقة الخليج بهدف الحد من ضرر التدخين، استضافت دبي مؤتمراً بمشاركة شركة التبغ العالمية «فيليب موريس»، تحت عنوان «الحد من الضرر: حان الوقت لنلتقي في الوسط».

وخلال المؤتمر تجمّع الأطباء وخبراء الصناعة معاً لمناقشة أهمية المسؤولية الاجتماعية المشتركة، والدور الذي تلعبه الحقائق والعلوم وزيادة الوعي للحد من الضرر على المستويين الإقليمي والعالمي. وتطرّق النقاش إلى بدائل علمية تساهم في التقليل من ضرر التدخين، الذي يعد عامل الخطر الرئيسي لأنواع عدة من السرطان والأمراض المزمنة، وتدهور صحة الرئة وجميع الأعضاء، وحتى تقصير العمر.

ومن جانبه، شرح د. ديفيد خياط، رئيس قسم طب الأورام في مستشفى «لا بيتي سالبيترير» في باريس، قائلاً: «تبغ السجائر يحترق، فينتج دخاناً يطلق مئات من المكونات الضارة. وقد صرحت منظمة الصحة العالمية بأن هناك أكثر من 4000 مادة كيميائية في دخان التبغ (250 مادة كيميائية على الأقل ضارة، وأكثر من 50 منها مسرطنة)». وأضاف: «نعلم جميعاً بأن السرطان هو مرض العصر، الذي تحاول جميع الدول السيطرة عليه وتقليل الإصابة به. ومن أهم طرق محاربته الإقلاع عن التدخين. وقد بينت دراسات عدة أن فرصة تطوير السرطان تتزايد مع تزايد كمية التدخين. لذا، فإن لم نتمكن من منع التدخين تماماً، فعلينا أن نقوم بما يلزم لتقليله وتوفير بدائل تساعد المدخنين والمجتمع ككل على ذلك. وقد يتضمن ذلك استخدام بدائل السجائر الأقل ضرراً، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ الساخن.

إستراتيجيات مكافحة التدخين

وتابع د. ديفيد: فشلت الإستراتيجيات السابقة، التي تطبقها الدول، في تقليل عدد المدخنين، فالعدد لا يزال كبيراً، مما يدل على أن التدخين ظاهرة لن تنتهي، بل تتزايد في العديد من الدول، وذلك على الرغم من تطبيق سياسات مكافحة التدخين، مثل مضاعفة سعرها، ومنع تدخينها في الأماكن العامة والمغلقة، ووضع رسائل الخطر عليها، وشن الكثير من الحملات التوعوية.

وأضاف: هذا الفشل يشير إلى حاجتنا لطريقة وإستراتيجية جديدة للتغلّب على هذه الظاهرة، ومساعدة المدخنين على الإقلاع، ومنع المجموعة الأخرى من بدء التدخين. ويقترح بعض الخبراء أن توفر منتجات البخار والسجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن بديلاً أكثر أماناً من تدخين السجائر النيكوتينية. وقد تقبلت فدرالية الدواء والغذاء هذه المنتجات كبديل.

ساعدوا المدخن

من جانبه، شرح د. ريكاردو بولوسا، بروفيسور الطب الباطني في «جامعة كاتانيا» في إيطاليا، قائلاً: لا يمكننا لوم المدخنين، لأن غالبيتهم يحاولون الإقلاع، ولكن لا يتمكنون من ذلك، ويحتاجون إلى البديل أو أمر يساعدهم على الخروج من هذا الإدمان. وتوفير بدائل السجائر أمر مفيد. وبالرغم من إثبات الدراسات أن السجائر الإلكترونية تقترن ببعض الأضرار والآثار الجانبية، فإن ضررها ليس بسوء وشدة ضرر سجائر التبغ الكلاسيكية. وأضاف: وبما أن التوقّف الفوري عن السجائر قد لا يكون هدفاً واقعياً، لذا فنحن نقترح استخدامها كوسيلة بديلة أقل ضرراً. وأعتقد أنه يمكننا الفوز على حرب التدخين من خلال استخدام الأسلحة المتطورة، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التباكو كحل للمدخنين، الذين لا يستطعيون الإقلاع عن التدخين.

حقائق علمية

4000 مادة كيميائية في دخان التبغ.. أكثر من 50 منها تسبب الإصابة بالسرطان.

الإقلاع عن التدخين يؤدي إلى فوائد صحية سريعة، مثل تحسين التذوق والشم والتنفس واستعادة كفاءة الرئة وصحة الأعضاء.

أظهرت نتيجة إحدى الدراسات، التي أجراها باحثو CoEHAR، أن التحوّل إلى أدوات منخفضة الخطورة (مثل السجائر الإلكترونية والتبغ الساخن)، ليس له تأثير ضار على الجهاز المخاطي الهدبي في الرئة.

مقارنة بدخان السجائر النيكوتينة، فإن السجائر الإلكترونية تعرّض الجسم لمواد كيميائية أقل ضرراً.