CNN

يمكن لسيلان الأنف، أو العطس، أو السعال دق ناقوس الخطر بين العائلات التي لديها أطفال صغار هذه الأيام.

بعد التزام العديد من الأطفال لسنوات بالتباعد الاجتماعي كتدبير وقائي من "كوفيد-19"، أصبحت أنظمة الرعاية الصحية مثقلة بحالات فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، الذي قد يتسبّب بسيلان الأنف، وانخفاض الشهية، والسعال، والعطس، والحرارة، والصفير.

لطالما كانت العدوى الفيروسية شائعة. وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية (CDC) أنّ جميع الأطفال تقريبًا يصابون بالفيروس التنفسي المخلوي (RSV) في مرحلة ما قبل بلوغهم الثانية من العمر. وقال الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في قسم الأمراض المعدية بكلية الطب في جامعة فاندربيلت بناشفيل في ولاية تينيسي، إن المناعة تطورت بعدما تضاءلت العدوى بمرور الوقت، ما قد يؤدي إلى إصابة الناس بعدوى متعددة في حياتهم.

وقالت الدكتورة ليانا وين المحلّلة الطبية لدى CNN، وطبيبة الطوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في كلية معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، إنّ التحدّي الذي يواجه الصحة العامة هذا العام، أنه في الوقت الذي التزم العديد من الأطفال المنزل كتدبير وقائي من "كوفيد-19"، عُزِلوا أيضًا عن الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي، ما يعني أن المزيد منهم سيعانون من العدوى الأولى، وبالتالي هي الأكثر خطورة راهنًا.

وقال شافنر، المدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية أيضًا، إن عدوى RSV غالبًا ما تكون خفيفة، ولكنها قد تشكّل مصدر قلق للأطفال الصغار، ومن يعانون من حالات صحية، وكبار السن.

وأضافت وين أنّ هذا الواقع لا يعني أن الوقت قد حان للإصابة بالذعر. وأوضحت أن التقاط الفيروس المخلوي التنفسي وغيره من الالتهابات الفيروسية والبكتيرية تشكل جزءًا من نمو الأطفال وتطور جهازهم المناعي.

فيما يلي يفيدك الخبراء بكيف تقيّم حالة طفلك وتتمنّع عن إرساله إلى المدرسة، ومتى يفترض زيارة طبيب الأطفال.

هل هي نزلة برد، أم أنفلونزا، أم كوفيد، أم فيروس المخلوي التنفسي؟

قال شافنر إنه بين نزلات البرد، والإنفلونزا، والتهاب الحلق، أو الفيروس المخلوي التنفسي، ثمة الكثير من الإصابات المتوقعة هذا الشتاء، وقد تبدو متشابهة كثيرًا من حيث الأعراض. وأضاف أنه حتى الأطباء الأذكياء قد يواجهون صعوبة بالتمييز بينها عندما يقصدهم مريض في العيادة.

ومع ذلك، فإن أطباء الأطفال متمرسين ومجهزين بشكل جيد لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي، حتى لو لم يكن ممكنًا التمييز الدقيق بين الفيروس أو البكتيريا المسبّبين له، بحسب وين.

وقالت إنه مهما كان الفيروس أو البكتيريا التي تسببت بالزكام أو الصداع أو التهاب الحلق في منزلك، فيحتمل أن يُحدّث عمر طفلك والأعراض التي يعاني منها، وحالته الصحية فرقًا في كيفية مقاربة العلاج.

هل يجب أن تبقي طفلك في المنزل؟

من الناحية المثلى، سيرغب اختصاصيو الصحة العامة بذلك، إذ في حال لم يتم إرسال أي طفل تظهر عليه الأعراض إلى المدرسة أو الرعاية النهارية، لن يتمكن من نشر العدوى. لكنه أضاف، هذه النصيحة ليست الأكثر عملية خصوصًا بالنسبة للأهل الذين ليس لديهم من يساعدهم أو مقدمي الرعاية الذين يحتاجون إلى العمل.

وأضاف أن الاختبارات في المنزل قد تشير إلى إذا كان الطفل مصابًا بـ"كوفيد-19". ولكن بالنسبة للفيروسات الأخرى مثل الزكام، قد لا تكون هناك طريقة جيدة لتحديد ماهيتها.

وقالت وين إن بعض الأعراض التي قد تشير حقًا إلى أن الوقت قد حان لإبقاء طفلك في المنزل بعيدًا عن المدرسة أو الرعاية النهارية، تشمل ارتفاع درجة الحرارة، والقيء، والإسهال، وصعوبة الأكل، وقلة النوم، أو مشاكل التنفس.

متى ترسلهم مجددًا إلى المدرسة؟

قد يكون للمدارس سياسات مختلفة، ومن المهم التحقق من المعلومات المكتوبة، أو من مدير المدرسة أو ممرضة المدرسة، بحسب وين.

وأضافت: "عمومًا، ستطلب المدارس ألا يعاني الطفل من حرارة مرتفعة إذا لم يستخدم الأدوية الخافضة للحرارة"، قبل العودة إلى الفصل الدراسي.

متى ثمة حاجة للمساعدة الطبية؟

قال شافنر إن العائلات غالبًا ما تبلي جيدًا من خلال إحضار أطفالها إلى طبيب الأطفال عندما يبدون متعبين. ورغك ذلك، من المهم تذكير العائلات بأن الأطباء يفضلون رؤية الأطفال الذين لا يشعرون بأنهم على ما يرام في وقت أبكر.

وتابع شافنر أنه إذا بدا أنهم يعانون من السبات العميق، أو توقفوا عن الأكل، أو واجهوا صعوبة في التنفس، فسيكون للوالدين ومقدمي الرعاية ما يبررهم أيضًا لاصطحاب أطفالهم إلى طبيب الأطفال ،والسعي للحصول على رعاية طبية، خصوصًا إذا ساءت الأعراض.

وشدد على أنّ "هذا ليس أمرا لا يمكن التردد في الإقدام عليه".

وأضافت وين أنه بالنسبة للأطفال والرضع الأصغر سنًا، قد يكون الوقت حان للتوجه إلى غرفة الطوارئ إذا كانوا يعانون من تناول السوائل أو لديهم حفاضات جافة، وفتحات أنف متسعة، وصعوبة بالتنفس، وتقلص في الصدر عندما يجب أن يتمدد.

وأوضحت وين أنّ على العائلات السعي للحصول على علاج طارئ للأطفال في سن المدرسة الذين يعانون من صعوبة في التنفس وقول جمل كاملة. لحسن الحظ، لن يحتاج معظمهم إلى علاج طارئ، وفي حال كان الواقع كذلك، عادة ما يعودون إلى المنزل ويتحسنون خلال يومين، بحسب شافنر.