لا يخفى على أحد فوائد ممارسة رياضة المشي، ولكن هل للمشي بطريقة عكسية أي للخلف أي تأثيرات على الصحة؟
وبخلاف ما يعتقد غالبيتنا بأن المشي عملية سهلة، إلا أنها تتطلب في حقيقة الأمر تنسيقا بين الأنظمة المرئية والدهليزية (الأحاسيس المرتبطة بحركات مثل الدوران أو التحرك بسرعة)، ونظام التحسس العميق (الوعي بمكان وجود أجسامنا في المحيط الذي نتواجد فيه).
ويصبح الأمر أصعب عندما نسير إلى الوراء، إذ يتطلب ذلك وقتا أطول حتى تتمكن أدمغتنا من معالجة المتطلبات الإضافية لتنسيق هذه الأنظمة.
ومع ذلك، فإن هذا المستوى المتزايد من التحدي يجلب معه فوائد صحية عديدة.
فبحسب دراسة صادرة عن جامعة شرق لندن، فللمشي للخلف فوائد كثيرة أبرزها تحسين التوازن.
كذلك يمكن للمشي للخلف أن يحسن المشي إلى الأمام (كيف يمشي الشخص) والتوازن للبالغين الأصحاء والذين يعانون من هشاشة العظام في الركبة.
ويؤدي المشي للخلف إلى اتخاذ خطوات أقصر وأكثر تكرارا، ما يؤدي إلى تحسين القدرة على التحمل العضلي لعضلات أسفل الساقين مع تقليل العبء على مفاصلنا.
ويمكن أن تؤدي إضافة التغييرات في الميل أو الانحدار أيضا إلى تغيير نطاق حركة المفاصل والعضلات، ما يخفف الألم في حالات مثل التهاب اللفافة الأخمصية، والذي يعد أحد الأسباب الأكثر شيوعا لألم الكعب.
وتستخدم التغييرات الوضعية الناتجة عن المشي للخلف أيضا المزيد من العضلات التي تدعم العمود الفقري القطني، لذا تكون هذه الطريقة في المشي مفيدة للأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة أسفل الظهر.
وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها في موقع Studyfinds الطبي، فإن المشي للخلف يساعد المرضى الذين يعانون من حالات عصبية أو الذين أصيبوا بسكتة دماغية على الارتقاء بمستوى توازنهم.
ولمن يمارس المشي لتخفيض الوزن، فإن السير للخلف يحرق السعرات الحرارية بمعدل أعلى بنسبة 40 في المئة مقارنة بالمشي للأمام بشرط أن يكون ذلك بنفس السرعة.
ونصح الباحثون في الدراسة أن يبدأ الشخص بممارسة المشي للخلف بخطوات قليلة مع المحافظة على الرأس والصدر في وضع مستقيم بينما يمد الشخص قدمه للخلف بإصبع قدمه الكبير لكل خطوة، متحركا من خلال القدم من الإصبع إلى الكعب.