ابتكر باحثون من جامعة "شيفيلد" البريطانية، عدسات لاصقة ذكية، يسمح ارتداؤها بتشخيص العدوى التي تتعرض لها العين في المنزل وبسرعة.
ويسعى الباحثون نحو تعزيز الوقاية من العمى ومكافحته، فضلا عن الحد من حالات الوفاة الناجمة عن عدوى العين الفطرية في الدول النامية.
وتعاون الباحثون مع جامعة "برادفورد" البريطانية لتطوير قدرة العدسات على رصد نوع الجراثيم أو الفطريات الموجودة في العين، دون الحاجة إلى أخذ مسحة من عين المصاب تحت تأثير المخدر، ومعالجة العينة ليومين قبل دراستها مجهريا.
ويسمح الاختبار الجديد أن يضع المصاب عدسات التشخيص الذكية لمدة ساعة، ثم الحصول على نتائج التشخيص خلال وقت قصير.
وقال الدكتور جوي شيبارد، المشارك في البحث: "يمكن للتقنية الحيوية الجديدة أن تنقذ كثيرا من الأشخاص حول العالم، وتحميهم من فقدان البصر، من خلال تشخيصهم بطريقة مريحة جدا مقارنة بالطريقة الحالية الصعبة".
وأضاف: "يمكن للعدسات الجديدة أيضا، أن تقلل من الوصفات الطبية الخاطئة للأدوية المضادة للجراثيم، ما يصب في إطار الجهود الرامية إلى تقليل مقاومة الجراثيم للأدوية، الناتجة عن سوء استخدامها دون تحديد سبب العدوى بشكل صحيح"؛ وفقا لموقع "ميديكال إكسبريس".
وأظهرت الاختبارات الأولية نجاحا إيجابيا واعدا، ومن المقرر إجراء تجارب على البشر في المرحلة المقبلة من البحث.
وقال الأستاذ الدكتور ستيفن ريمر، المشارك في البحث: "صنعنا مادة لزجة ذكية تستطيع رصد نوعين من الجراثيم والفطريات، وطبقناها على عدسات ذكية مصنوعة من مواد تُستخدم عادة لصناعة العدسات اللاصقة، ما يسمح بارتدائها بشكل آمن، وتلتقط العدسات ما يوجد على سطح العين من جسيمات ميكروية لتحليلها لاحقا".
وأضاف: "نعمل حاليا على إضافة إمكانية عرض لون مرئي متغير على العدسة للدلالة على نوع الجراثيم أو الفطريات الموجودة، ما يسمح بتصويرها بالهاتف الذكي وإرسال الصورة إلى متخصص لمعالجتها".
ويمكن للجهاز الجديد أن يكون حيويا في البلدان النامية الواقعة في المناطق الاستوائية التي تعاني من تأخير وقت تشخيص العين المُصابة وعلاجها.
وفي ظل انتشار العدوى الفطرية حول العالم، يأمل الباحثون أن يتوفر الاختبار قريبا في المستشفيات والعيادات الطبية في جميع أنحاء العالم.