منذ إعدام الشاب محسن شكاري، الخميس الماضي، يتصاعد الغضب الشعبي في إيران، وتشهد مدن عدة تظاهرات حاشدة، أبرزها في حي ستارخان بطهران، حيث كان يعيش شكاري.

وخلال الساعات الأخيرة، استمرت الاحتجاجات، وأشعل محتجون النيران، وأغلقوا الشوارع، مرددين هتافات مثل «كلنا محسن» و«إذا قتل شخص فسيأتي بعده ألف شخص».

في سياق متصل، قاومت نساء «شرطة الأخلاق»، وقمن بطرد عناصرها من حافلة، وسط العاصمة.

وقالت سيدتان: «نخلع حجابنا كل يوم ولا نقبل التنمّر من الشرطة. سننهي نظام الفصل العنصري بين الجنسين».

وفي محافظة سيستان بلوشستان، رفعت عشرات النساء لافتات «امرأة، حياة، حرية» وهتفن: «هيا إلى الثورة».

الطلاب بدورهم واصلوا الإضرابات والتجمعات، وأثناء زيارة ممثل قم في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري جامعة قم، سألته طالبة عن سبب إعدام محسن، وإن كانت عقوبة إغلاق الشارع هي الإعدام، فابتسم ذو النوري، فردت الطالبة: «ألا تخجلون؟ تعدمون أبناء الناس ثم تبتسمون؟».

حرب ناعمة

في المقابل، تصر السلطات على تجاهل مطالب المحتجين، وتمضي قدماً في تنفيذ الأحكام القضائية ضد الموقوفين في المسيرات المناهضة للنظام، فقريباً ستنفّذ ثاني حكم إعدام بحق الشاب ماهان صدارت مرني (23 عاماً).

والد مرني يقول إن ابنه أكد عدة مرات أنه لم يكن يحمل سكيناً في حادثة أدت إلى مقتل أحد عناصر الباسيج، لكن المحكمة لم تأخذ بأقواله.

أيضاً، بدأ الأمن يتبع أساليب جديدة، إذ اعتقل 18 شخصاً من أصحاب المحال التجارية المضربين في مدينة أشنوية بكردستان إيران، وحلق شعرهم وشواربهم.

ودوّن عناصر أمن شعارات على أبواب محال النجم الإيراني السابق علي دائي، مثل: «يا عديم الشرف» و«يا بائع الوطن»، بسبب مواقفه الداعمة للاحتجاجات.

كذلك، طالب رئيس «لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» كاظم صديقي، المقرب من المرشد علي خامنئي، عناصر اللجنة بالنزول إلى الميدان وخوض الحرب الناعمة، مضيفاً: «هؤلاء (المحتجون) يجب ألا ينتظروا مزيداً من الإمكانات والأدوات الخاصة».

تضامن واسع

إلى ذلك، دعت مجموعة «شباب أحياء طهران» إلى تضامن داخلي وخارجي واسع، وطالبت التنظيمات السياسية الإيرانية في الخارج بتشكيل تحالف من أجل تحديد آلية للأفق السياسي لإيران، كما حذرت من أن كل يوم تأخير يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء.

وقال الزعيم الإصلاحي في إيران مهدي كروبي إن إعدام شكاري جاء تمهيداً لإزهاق الأرواح، حسب ما يرضي أصحاب السلطة، معتبراً أن خامنئي يريد تحذير كل من يتحدى استبداده الفردي بوسائل القمع، وهو غير مدرك أن نظرية النصر بالرعب لم تعد فعالة.

بالتزامن، أعرب كثير من دول العالم وناشطون حقوقيون عن قلقهم من بدء إعدام المتظاهرين والخطر المحدق بحياة المعتقلين السياسيين، مؤكدين دعم انتفاضة الشعب.

وبعث 45 ناشطاً إيرانياً في مجال حقوق الإنسان برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يطلبون منه الرد على إعدام شكاري.

كما أعلن عدد من الأطباء الإيرانيين وغير الإيرانيين احتجاجهم على حكم إعدام الطبيب المسجون حميد قره حسنلو.