وكالات
أجّج إعدام المتظاهر محسن شكاري في إيران، مظاهرات طلابية في عدة جامعات، السبت، وسط استمرار احتجاجات ليلية بمحافظات مختلفة، في حين عبّر المقرر الأممي الخاص بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمان، عن مخاوف من "الإعدام الوشيك للمتظاهرين"، وطالب بوقف جميع عمليات الإعدام فوراً.

وأُعدم محسن شكاري، 23 عاماً، شنقاً، الخميس، لإدانته بـ"الحرابة" بعد اتهامه بـ"إغلاق أحد الشوارع" في طهران، وجرح أحد عناصر الأمن، وذلك بعد إجراءات قضائية قالت مجموعات حقوقية إنها "محاكمة صورية".

وانطلقت مظاهرات ليلية، مساء السبت، في مدن وأحياء مختلفة داخل عدد من المدن الإيرانية التي تشهد منذ 16 سبتمبر الماضي احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، 22 عاماً، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.

وفي العاصمة طهران، ردد متظاهرون في حي "جيتكر" هتافات "الموت للنظام قاتل الأطفال"، كما أظهر مقطع فيديو تجمعاً للمتظاهرين في شارع "ستارخان" وهم يشعلون النيران ويغلقون الشارع، ويرفعون شعارات، منها "خامنئي يا قاتل.. كلنا محسن شكاري"، كما هتف متظاهرون في حي "هفت حوض" ضد النظام، مرددين: "أخذوا محسننا.. وأعادوه جثة هامدة"، حسبما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال".

وفي مدينة الأهواز، جنوب غربي إيران، خرجت مجموعة من المتظاهرين إلى الشوارع ليلاً، مرددين هتافات "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.

وشهدت مدينة تبريز، شمال غربي إيران، مظاهرة صامتة تنديداً بقمع النظام للمظاهرات الشعبية.

وانطلقت مظاهرة كبيرة في منطقة "كلشهر" بمدينة كرج، غربي العاصمة طهران، للتنديد بإعدام شكاري.

احتجاجات طلابية

كما نظم طلاب عدد من الجامعات الإيرانية، السبت، إضرابات وتجمعات، وطالبوا بالإفراج عن زملائهم المسجونين.

وشهدت جامعة "بهشتي" بطهران، مسيرة صامتة في ساحة الجامعة الرئيسية شارك فيها كثير من الطلاب، للتعبير عن احتجاجهم، فيما انتشرت قوات حرس الجامعة وضباط بزي مدني خلف الطلاب المحتجين.

وداخل الجامعة أيضاً، ردد الطلاب أمام كلية العلوم التربوية وعلم النفس أناشيد مؤيدة للمرأة، كما تجمع عدد من طلاب كلية البيئة احتجاجاً على اعتقال زميلهم محمد إمامي، الطالب الوافد إلى الجامعة عام 2019 بفرع التكنولوجيا الحيوية وغيرهم من السجناء المسجونين.

وفي جامعة "العلامة الطباطبائي"، نظَّم طلاب في كلية الاقتصاد تجمعات احتجاجاً على إعدام محسن شكاري.

وداخل جامعة "سنندج" الفنية للبنات، غربي إيران، اعتدت قوات الأمن على تجمع للطالبات المحتجات، بعد أن قمن بكتابة أسماء بنات لقوا حتفهن في الاحتجاجات.

وتجمع طلاب جامعة العلم والثقافة غير الربحية في طهران، ورفعوا شعار "نحن أبناء الحرب.. حارب لكي نحارب".

وامتنع طلاب جامعة "خاجه نصير" بطهران عن الدخول إلى الصفوف حتى الإفراج عن زملائهم، واحتجاجاً على الاعتقالات الواسعة للطلاب في هذه الجامعة.

وفي جامعة "فردوسي للفن"، في مدينة مشهد، شمال شرقي إيران، كتب الطلاب عبارات احتجاجية بشأن إصدار أحكام الإعدام وتنفيذها ضد المتظاهرين، مثل: "كيف نصبح بلا إعدامات؟".

واحتجت مجموعة من طالبات جامعة الزهراء في طهران تنديداً بإعدام الشاب محسن شكاري. ورفعت الطالبات لافتات كتب عليها: "لا للإعدام".

استدعاء السفير البريطاني

في سياق متصل، استدعت إيران، السبت، السفير البريطاني، في إجراء هو الخامس عشر خلال ثلاثة أشهر يشمل دبلوماسياً غربياً في هذا البلد الذي يواجه حركة احتجاجية، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وذكرت الوكالة أن الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني في طهران سايمون شيركليف بسبب دعم بلاده "لجرائم الاغتيالات والاضطرابات وسياسة الحظر اللاقانونية المفروضة على عدد من الرعايا الإيرانيين". وأشارت إلى أن طهران "تحتفظ لنفسها بحق الرد بالمثل على الحظر المعلن من جانب بريطانيا".

وهذا الاستدعاء هو الخامس عشر في ثلاثة أشهر لدبلوماسي غربي في إيران والخامس للسفير البريطاني والرابع لنظيره الألماني. كما استدعت طهران سفراء فرنسا وأستراليا والنرويج والدنمارك.

وفي بيان منفصل السبت، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أستراليا "بالتدخل في الشؤون الداخلية لإيران والتحريض على العنف والكراهية".

ومساء الجمعة، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الألماني هانز أودو موتسيل لإبلاغه "معارضتها الشديدة لاستمرار التدخل الألماني غير المقبول في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية"، بحسب "إرنا".