العربية.نت
تمكن علماء مختبر تابع للحكومة الأميركية من تقليد ما يجري في الشمس، لتحقيق اختراق كبير في استخراج طاقة من الاندماج النووي، نظيفة ولا تنضب، أي كما يحدث بالشمس المتجددة طاقتها بلا توقف منذ مليارات السنين، وفقا لما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الاثنين، نقلا عن 3 أشخاص على دراية بما حققه علماء مختبر Lawrence Livermore National Laboratory في ولاية كاليفورنيا.
وكان علماء المختبر، وآخرون في مختبرات ومراكز علمية أخرى بمعظم العالم المتقدم، يجهدون منذ خمسينيات القرن الماضي لاستخراج طاقة من الاندماج النووي "بحيث يمكن لفنجان صغير من وقود الهيدروجين تزويد منزل بما يحتاج من طاقة لمئات السنين" إلا أن أي مجموعة لم تتوصل إلى حجم من الطاقة يزيد عن التي تستخدمها في تجربتها، سوى الآن كما يبدو.
ومن المقرر أن تعلن وزيرة الطاقة الأميركية Jennifer Granholm غدا الثلاثاء عن الاختراق، في مؤتمر صحافي يشارك فيه وكيل وزارة الأمن النووي الأميركي Jill Hruby رسميا، بحسب ما ورد مساء أمس في موقع شبكة Fox News التلفزيونية الأميركية، والناقل عن الدكتور Arthur Turrell عالم فيزياء البلازما، قوله: "إذا تأكد هذا الاختراق، فإننا سنشهد لحظة تاريخية، لأن العلماء كافحوا لإثبات أن الاندماج النووي يمكن أن يطلق طاقة أكثر من المستخدم (في التجربة) ويبدو أن الباحثين في مختبر لورانس ليفرمور حققوا أخيرا وبشكل مطلق هذا الهدف"، وفق تعبيره.
وبرغم أن تطوير محطات الطاقة الاندماجية على نطاق واسع، لا يزال بعيدا عن التوصل إلى طاقة على نطاق واسع، ولا يصدر عنها أي تلويث أو نفايات مشعة طويلة الأمد، على حد ما استنتجته "العربية.نت" من اطلاعها على تقرير "فايننشال تايمز"، اليوم الاثنين، إلا أن ما حققه علماء المختبر الأميركي من اختراق ستكون له آثار كبيرة في سعي العالم إلى التخلص من الوقود الأحفوري.
"قد يغير قواعد اللعبة على الكوكب"
وملخص ما ورد بتقرير Financial Times أن الاندماج أدى في الأسبوعين الماضيين إلى زيادة صافي الطاقة بنسبة 120% بالمختبر، في عملية يمكن اعتبارها امتلاك "طاقة الغد" لأنها تنتج القليل من النفايات ولا ينتج عنها غازات دفيئة، لذلك كتب عضو الكونغرس عن كاليفورنيا "تيد ليو" في تويتر: "إذا كان هذا الاختراق حقيقيا، فقد يغيّر قواعد اللعبة على الكوكب" كما قال.
والمعروف عن الاندماج أنه مختلف تماما عن الانشطار النووي، والتعامل معه هي تقنية تستخدم حاليًا في محطات الطاقة النووية، والتي تتكون من كسر روابط النوى الذرية الثقيلة لاستعادة الطاقة، حيث "تتزوج" نواتان ذريتان خفيفتان لتكوين نواة ثقيلة، في عملية يتحرر معها قسم من طاقة النواتين، إلا أنه مهما كان صغيرا فإنه يكفي لسد احتياجات كبيرة.