بنظريته حول النسبية، أحدث المخترع العبقري لـ "E = mc2" ثورة في الفيزياء، لكن بعيدًا عن العالم، ألبرت أينشتاين الحائز على جائزة نوبل، هل تعرفه حقًا؟
كان طفلا موهوبا
ولد في 14 آذار/ مارس 1879 في أُولْم بألمانيا، وتوفي في 18 نيسان/ أبريل 1955 في برينستون (الولايات المتحدة).
كان الفيزيائي المُنظّر الشهير طفلا موهوبا. في وقت مبكر جدا اهتم ألبرت الصغير بالعلوم. وفي سنّ الخامسة انبهر بعمل البوصلة التي وصفها بـ "المعجزة".
في سن الثانية عشرة استحوذ على عقل أينشتاين كتاب في الهندسة الإقليدية فبدأ يحل المشكلات الرياضية التي طرحها عليه عمّه المهندس
في سن الثانية عشرة استحوذ على عقله كتاب في الهندسة الإقليدية فبدأ يحل المشكلات الرياضية التي طرحها عليه عمّه المهندس، وبين سن 12 و16 عاما، تعلم من تلقاء نفسه حساب التفاضل والتكامل.
ومثل العديد من الأطفال الموهوبين، لم يسعه الاندماج في النظام المدرسي، وفي سن 16 عاما حاول دخول المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، إلا أنه فشل في امتحان القبول. لكن تم قبوله أخيرا في العام التالي وحصل على شهادته في الوقت الملائم.
وقد ذكر بعد سنوات في سيرته الذاتية أنه كان في الواقع "غير قادر على متابعة الدروس وتدوين الملاحظات والعمل عليها بطريقة أكاديمية".
أبو الفيزياء لم يحصل على جائزة نوبل حول النسبية
ركزت أعمال ألبرت أينشتاين على طبيعة الجسيمات والميكانيكا الشمولية. هذا العبقري المعروف عند عامة الناس، من ضمن أمور أخرى، بصيغته الشهيرة "E = mc2" التي تؤسس علاقة التكافؤ بين الكتلة والطاقة، وبأعماله حول النسبية التي تستكشف أسس العلاقة بين الإنسان والكون.
وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء، العام 1921، عن تفسيره حول تأثير "الكهروضوئي"، أي انبعاث الإلكترونات من مادة خاضعة لفعل الضوء.
وفي تلك المناسبة طور مفهوم الفوتونات أو "حبيبات" الضوء، لكن الأكاديمية السويدية لم تكافئه أبدا على نظريته حول النسبية.
وكانت نظريته في النسبية أعقد من أن يستوعبها مستوى الرياضيات الذي كانت تتطلبه نظريته حول النسبية؛ لذلك فقد اعتُبرت حينئذ "تخمينا" نظريا للغاية بحيث لا تستحق جائزة نوبل، وكان لا بد من انتظار 50 عاما قبل قياس التأثيرات التجريبية للنسبية، وذلك بفضل، من ضمن أمور أخرى، استخدام الساعات الذرية.
الفرار من ألمانيا
كان ألبرت أينشتاين ألمانيا يهوديا، وفي العشرينيات من القرن الماضي تعرض وعانى من هجمات استهدفت أصوله اليهودية وكذلك آراءه المسالمة، وأصبحت سلامته مهدّدة بسبب صعود الحزب النازي.
بعد فترة وجيزة من وصول هتلر إلى السلطة في بداية العام 1933 تلقى خبر تعرّض منزله في كابوث للنهب من قبل النازيين، وقرر مغادرة بلاده والفرار من أوروبا للجوء إلى الولايات المتحدة.
في العشرينيات من القرن الماضي تعرض أينشتاين أو عانى من هجمات استهدفت أصوله اليهودية وآراءه المسالمة، وأصبحت سلامته مهدّدة بسبب صعود الحزب النازي للحكم في ألمانيا
وفي تلك الأثناء اعتَبَر اثنان من العلماء المؤيدين للنازية، الفيزيائي الألماني يوهانس ستارك وعالم الرياضيات ثيودور فاهلين، أينشتاين "مثالا صارخا لتأثير البحوث اليهودية المشؤوم في مجال العلوم".
الجانب المظلم
اكتشف أينشتاين خلال منفاه في أمريكا مدى التمييز العنصري المنتشر في الولايات المتحدة. فبعد أن أقام في وسط المجتمع الأسود في برينستون أخذ يراقب عن كثب الفصل العنصري السائد هناك، وقد كرّس جهوده يوميا حتى يتمكن الأطفال السود من الوصول إلى المعرفة.
ووفقا للتقرير الذي نشره موقع "sudouest.fr"، يوم الجمعة، لم يكن العالم الشهير أبًا جيدا دائما. في العام 1930، عندما شخّص مستشفى بورغولزلي للأمراض النفسية في زيورخ (سويسرا) أن ابنه الأصغر إدوارد (1910-1965) وعمره 20 عاما يعاني من مرض انفصام الشخصية، قطع ألبرت أينشتاين علاقته به وأثبت أنه غير قادر على مواجهة مرضه.
كما تخلى عند ولادتها عن ابنته الأولى ليسيرل، المولودة العام 1902 من زوجته الأولى ميليفا ماريك، قبل زواجهما، والتي توفيت بسبب الحمى القرمزية وعمرها سنة واحدة. أمّا بالنسبة لابنه الأكبر هانز ألبرت (1904-1973) فلم يتحدث عنه قط. ومع ذلك فقد أصبح ابنه هذا أستاذا في العلوم التقنية ومهندسا وأستاذا في الهندسة الهيدروليكية في كاليفورنيا.
طفل عمره 11 عامًا يتفوق على ألبرت أينشتاين في اختبارات الذكاء
لماذا أخرج لسانه؟
تم التقاط الصورة الشهيرة لألبرت أينشتاين وهو يُخرج لسانه أمام عدسات المصورين في 14 آذار/ مارس 1951.
وفي ذلك اليوم احتفل بعيد ميلاده الثاني والسبعين. لقد توّجه إلى معهد الدراسات المتقدمة في مدينة برينستون، في شمال شرق الولايات المتحدة، حيث يعمل، لحضور حفل عيد ميلاد نُظم على شرفه، وفقا للخبر الذي أذاعه "دويتشه فيله"، راديو وتلفزيون ألمانيا. عند مغادرته وجد المصورون في انتظاره، وفي هذه اللحظة أخرج أينشتاين لسانه في اتجاه العدسات.
هل كان متعبا من الظهور أمام الكاميرات أم أنه انزعج من ضغوط وسائل الإعلام؟ على أي حال، هكذا صنع المصور آرثر ساسه الذي كبس على الزر والتقط الصورة، صورة أيقونية ستصبح رمزا لرفض التقاليد المقيّدة. وقد عشقها الفيزيائي فطلب تسع طبعات منها! في العام 2017 عند عرضها للبيع من قبل مؤسسة نيت دي ساندرز وصل سعر إحداها إلى 125 ألف دولار أمريكي، أي ما يزيد عن 104 آلاف يورو آنذاك.
نظرية السعادة كما شرحها ألبرت أينشتاين في خطاب بسيط بخط اليد
رفاته في مكان سري
توفي الفيزيائي بسبب تمزّق الأوعية الدموية، العام 1955، عن عمر ناهز 86 عاما في الولايات المتحدة.
ونُثرت رفاته في مكان سري نزولا عند تمنياته الأخيرة، وعلى الرغم من إرادته، فقد سُرق دماغه ليتم تشريحه من قبل الفاحص الطبي الذي أكد وفاته.
وكشفت دراسة أجريت العام 2013 على دماغه عن وجود اتصال مفرط بين نصفي الدماغ، وهو ما يقول البعض إنه علامة على ذكاء واسع. وهذه استنتاجات مثيرة للجدل اليوم.
شخصية القرن العشرين
يُعتبر أينشتاين الآن أحد أعظم العلماء في التاريخ، ولا شك أن شهرته تتجاوز المجتمع العلمي إلى حد كبير. إنه شخصية القرن العشرين حسب مجلة "تايم" الأسبوعية، وفي الثقافة الشعبية يرتبط اسمه وشخصه ارتباطا مباشرا بمفاهيم الذكاء والمعرفة والعبقرية.
كان طفلا موهوبا
ولد في 14 آذار/ مارس 1879 في أُولْم بألمانيا، وتوفي في 18 نيسان/ أبريل 1955 في برينستون (الولايات المتحدة).
كان الفيزيائي المُنظّر الشهير طفلا موهوبا. في وقت مبكر جدا اهتم ألبرت الصغير بالعلوم. وفي سنّ الخامسة انبهر بعمل البوصلة التي وصفها بـ "المعجزة".
في سن الثانية عشرة استحوذ على عقل أينشتاين كتاب في الهندسة الإقليدية فبدأ يحل المشكلات الرياضية التي طرحها عليه عمّه المهندس
في سن الثانية عشرة استحوذ على عقله كتاب في الهندسة الإقليدية فبدأ يحل المشكلات الرياضية التي طرحها عليه عمّه المهندس، وبين سن 12 و16 عاما، تعلم من تلقاء نفسه حساب التفاضل والتكامل.
ومثل العديد من الأطفال الموهوبين، لم يسعه الاندماج في النظام المدرسي، وفي سن 16 عاما حاول دخول المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، إلا أنه فشل في امتحان القبول. لكن تم قبوله أخيرا في العام التالي وحصل على شهادته في الوقت الملائم.
وقد ذكر بعد سنوات في سيرته الذاتية أنه كان في الواقع "غير قادر على متابعة الدروس وتدوين الملاحظات والعمل عليها بطريقة أكاديمية".
أبو الفيزياء لم يحصل على جائزة نوبل حول النسبية
ركزت أعمال ألبرت أينشتاين على طبيعة الجسيمات والميكانيكا الشمولية. هذا العبقري المعروف عند عامة الناس، من ضمن أمور أخرى، بصيغته الشهيرة "E = mc2" التي تؤسس علاقة التكافؤ بين الكتلة والطاقة، وبأعماله حول النسبية التي تستكشف أسس العلاقة بين الإنسان والكون.
وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء، العام 1921، عن تفسيره حول تأثير "الكهروضوئي"، أي انبعاث الإلكترونات من مادة خاضعة لفعل الضوء.
وفي تلك المناسبة طور مفهوم الفوتونات أو "حبيبات" الضوء، لكن الأكاديمية السويدية لم تكافئه أبدا على نظريته حول النسبية.
وكانت نظريته في النسبية أعقد من أن يستوعبها مستوى الرياضيات الذي كانت تتطلبه نظريته حول النسبية؛ لذلك فقد اعتُبرت حينئذ "تخمينا" نظريا للغاية بحيث لا تستحق جائزة نوبل، وكان لا بد من انتظار 50 عاما قبل قياس التأثيرات التجريبية للنسبية، وذلك بفضل، من ضمن أمور أخرى، استخدام الساعات الذرية.
الفرار من ألمانيا
كان ألبرت أينشتاين ألمانيا يهوديا، وفي العشرينيات من القرن الماضي تعرض وعانى من هجمات استهدفت أصوله اليهودية وكذلك آراءه المسالمة، وأصبحت سلامته مهدّدة بسبب صعود الحزب النازي.
بعد فترة وجيزة من وصول هتلر إلى السلطة في بداية العام 1933 تلقى خبر تعرّض منزله في كابوث للنهب من قبل النازيين، وقرر مغادرة بلاده والفرار من أوروبا للجوء إلى الولايات المتحدة.
في العشرينيات من القرن الماضي تعرض أينشتاين أو عانى من هجمات استهدفت أصوله اليهودية وآراءه المسالمة، وأصبحت سلامته مهدّدة بسبب صعود الحزب النازي للحكم في ألمانيا
وفي تلك الأثناء اعتَبَر اثنان من العلماء المؤيدين للنازية، الفيزيائي الألماني يوهانس ستارك وعالم الرياضيات ثيودور فاهلين، أينشتاين "مثالا صارخا لتأثير البحوث اليهودية المشؤوم في مجال العلوم".
الجانب المظلم
اكتشف أينشتاين خلال منفاه في أمريكا مدى التمييز العنصري المنتشر في الولايات المتحدة. فبعد أن أقام في وسط المجتمع الأسود في برينستون أخذ يراقب عن كثب الفصل العنصري السائد هناك، وقد كرّس جهوده يوميا حتى يتمكن الأطفال السود من الوصول إلى المعرفة.
ووفقا للتقرير الذي نشره موقع "sudouest.fr"، يوم الجمعة، لم يكن العالم الشهير أبًا جيدا دائما. في العام 1930، عندما شخّص مستشفى بورغولزلي للأمراض النفسية في زيورخ (سويسرا) أن ابنه الأصغر إدوارد (1910-1965) وعمره 20 عاما يعاني من مرض انفصام الشخصية، قطع ألبرت أينشتاين علاقته به وأثبت أنه غير قادر على مواجهة مرضه.
كما تخلى عند ولادتها عن ابنته الأولى ليسيرل، المولودة العام 1902 من زوجته الأولى ميليفا ماريك، قبل زواجهما، والتي توفيت بسبب الحمى القرمزية وعمرها سنة واحدة. أمّا بالنسبة لابنه الأكبر هانز ألبرت (1904-1973) فلم يتحدث عنه قط. ومع ذلك فقد أصبح ابنه هذا أستاذا في العلوم التقنية ومهندسا وأستاذا في الهندسة الهيدروليكية في كاليفورنيا.
طفل عمره 11 عامًا يتفوق على ألبرت أينشتاين في اختبارات الذكاء
لماذا أخرج لسانه؟
تم التقاط الصورة الشهيرة لألبرت أينشتاين وهو يُخرج لسانه أمام عدسات المصورين في 14 آذار/ مارس 1951.
وفي ذلك اليوم احتفل بعيد ميلاده الثاني والسبعين. لقد توّجه إلى معهد الدراسات المتقدمة في مدينة برينستون، في شمال شرق الولايات المتحدة، حيث يعمل، لحضور حفل عيد ميلاد نُظم على شرفه، وفقا للخبر الذي أذاعه "دويتشه فيله"، راديو وتلفزيون ألمانيا. عند مغادرته وجد المصورون في انتظاره، وفي هذه اللحظة أخرج أينشتاين لسانه في اتجاه العدسات.
هل كان متعبا من الظهور أمام الكاميرات أم أنه انزعج من ضغوط وسائل الإعلام؟ على أي حال، هكذا صنع المصور آرثر ساسه الذي كبس على الزر والتقط الصورة، صورة أيقونية ستصبح رمزا لرفض التقاليد المقيّدة. وقد عشقها الفيزيائي فطلب تسع طبعات منها! في العام 2017 عند عرضها للبيع من قبل مؤسسة نيت دي ساندرز وصل سعر إحداها إلى 125 ألف دولار أمريكي، أي ما يزيد عن 104 آلاف يورو آنذاك.
نظرية السعادة كما شرحها ألبرت أينشتاين في خطاب بسيط بخط اليد
رفاته في مكان سري
توفي الفيزيائي بسبب تمزّق الأوعية الدموية، العام 1955، عن عمر ناهز 86 عاما في الولايات المتحدة.
ونُثرت رفاته في مكان سري نزولا عند تمنياته الأخيرة، وعلى الرغم من إرادته، فقد سُرق دماغه ليتم تشريحه من قبل الفاحص الطبي الذي أكد وفاته.
وكشفت دراسة أجريت العام 2013 على دماغه عن وجود اتصال مفرط بين نصفي الدماغ، وهو ما يقول البعض إنه علامة على ذكاء واسع. وهذه استنتاجات مثيرة للجدل اليوم.
شخصية القرن العشرين
يُعتبر أينشتاين الآن أحد أعظم العلماء في التاريخ، ولا شك أن شهرته تتجاوز المجتمع العلمي إلى حد كبير. إنه شخصية القرن العشرين حسب مجلة "تايم" الأسبوعية، وفي الثقافة الشعبية يرتبط اسمه وشخصه ارتباطا مباشرا بمفاهيم الذكاء والمعرفة والعبقرية.