تشهد إيران احتجاجات منذ ثلاثة أشهر اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق" لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد
تزامنا مع التظاهرات المستمرة منذ شهور في إيران، قال الكاتب الصحافي الأميركي نيكولاس كريستوف، إن أحد مظاهر نفاق النظام الإيراني هو أنه يطبق قانونه الأخلاقي الصارم من خلال اعتقال النساء والفتيات المتهمات بعدم الاحتشام، ثم اغتصابهن.

وتشهد إيران احتجاجات منذ ثلاثة أشهر اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق" لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.

وكتب كريستوف في مقال رأي على صفحات" نيويورك تايمز" New York Times أن هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وثقتا بشكل مستقل حالات متعددة من الاعتداء الجنسي.

ونقل أن هادي غايمي من مركز حقوق الإنسان في إيران، وهي منظمة في نيويورك، أخبره عن فتاة تبلغ من العمر 14 عاما من حي فقير في طهران احتجت بخلع حجابها في المدرسة، واحتجزت. بعد فترة وجيزة، تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج من تمزق مهبلي شديد. توفيت الفتاة واختفت والدتها.

ويشير الكاتب إلى أن من الصعب التحقق من روايات الاغتصاب بسبب مشاعر الخجل والخوف لدى الضحايا.

وتطرق المقال إلى حالة نيكا شاهكرامي، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عاما أحرقت حجابها في الأماكن العامة. وفرضت قوات الأمن الخناق عليها. وبعد أيام، أعلنت السلطات وفاتها. وورد أن تشريح الجثة وجد أن جمجمتها وحوضها وذراعيها وساقيها قد كسرت.

لذا فإن الانتفاضة في جميع أنحاء إيران لا تتعلق فقط بأغطية الرأس. يتعلق الأمر بإسقاط نظام غير كفء وفاسد وقمعي ووحشي، بحسب الكاتب.

وأعرب الكاتب عن اندهاشه وإحباطه لأن الثورة الإيرانية الشعبية اليوم لم تتلق مزيدا من الدعم في أميركا وحول العالم.

وأضاف: "أعتقد أن هناك عدة أسباب، منها منع إيران معظم المراسلين الأجانب، لذلك ليس لدينا أطقم تلفزيونية في الشوارع لتسجيل أطفال المدارس الذين يخاطرون بحياتهم لمواجهة بلطجية النظام. ولأننا لسنا على أرض الواقع، أعتقد أننا نحن الصحافيين بشكل جماعي لم نعط هذه القصة الأهمية التي تستحقها".

هذا وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات على أيدي قوات الأمن إلى 469 شخصا منذ انطلاق المظاهرات منتصف سبتمبر الماضي.

وقالت المنظمة إن عدد القتلى يتضمن 63 طفلا و32 امرأة في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني جراء التعذيب على يد "شرطة الأخلاق".

وأضافت أن 39 متظاهرا على الأقل يواجهون حاليا خطر الإعدام، فيما حذرت من إمكانية تنفيذ إعدامات في البلاد على "نطاق واسع".