العملية استغرقت 14 ساعة في 3 غرف للعمليات.. تكلفة الجراحة بلغت نحو مليوني جنيه وتكفلت بها جامعة "عين شمس" المصرية
أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة المصري، اليوم الثلاثاء، نجاح إجراء أول عملية زراعة رئة في مصر.
وقال إن الفريق الطبي المصري أجرى في مستشفى عين شمس التخصصي، أول عملية زراعة رئة بنجاح منقطع النظير، وأصبحت الحالة الصحية للمريض والمتبرع مستقرة حتى الآن.
وتم هذا الإنجاز المصري بعد مرحلة ترتيبات وفحوص وتجهيزات استغرقت عدة شهور، حيث خضعت فتاة في الثلاثين من عمرها تدعى "سحر" للعملية بعد أن تبرع لها شقيقها ويدعى "جمعة" بفص من رئته.
فشل تنفسي
وقال مصدر طبي بجامعة عين شمس لـ"العربية.نت" إن الفتاة كانت تعاني من الفشل التنفسي وعلى وشك الموت فعليا، ولم يكن هناك بد سوى إجراء جراحة زراعة رئة، مشيرا إلى أن شقيق الفتاة أعلن موافقته على التبرع بفص من رئته وأثبتت الفحوصات سلامة الأنسجة.
وكشف أن الجراحة جرت في 3 غرف عمليات في وقت واحد، واستغرقت 14 ساعة، وشارك فيها العشرات من أطباء الجراحة والأوعية الدموية والتخدير، وبحضور أحد خبراء زراعة الرئة بالعالم وهو البروفيسور الياباني هيروشي داتيه، موضحا أن تكلفة الجراحة بلغت نحو 2 مليون جنيه، وتكفلت بها جامعة "عين شمس" المصرية.
وتابع المصدر الطبي أن حالة الشقيقين المتبرعين جيدة للغاية وعلى وشك الخروج من المستشفى.
التبرع بالأعضاء بعد الوفاة
وكانت مصر وفي خطوة لافتة قد قررت تدوين اختيار التبرع بالأعضاء بعد الوفاة في بطاقات الهوية.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية لـ"العربية.نت"، قبل أسابيع، إنه سيجري إضافة اختيار التبرع بالأعضاء في بطاقة الرقم القومي على غرار ما هو معمول به في كثير من بلاد العالم، مؤكدا أن المتبرع يستطيع أن يتراجع عن رغبته في أي وقت، وكذلك أسرته، فيمكن أن ترفض الأسرة بعد وفاة الابن تنفيذ رغبته في التبرع بأعضائه، ووقتها سيتم الاستجابة لرغبتهم وطلبهم دون أدنى مشكلة.
وأوضح أن هناك احتياجا لعمليات زرع الكبد والكلى، وفي المستقبل القريب سيكون هناك طلبات أخرى لزراعة الرئة، وهذا يحتاج لوجود الكثير من هذه الأعضاء، مشيرا إلى أن الوسيلة الوحيدة المتاحة حاليا لزرع الأعضاء هو نقل عضو من إنسان حي لآخر حي، ولم نصل بعد لنقل الأعضاء من المتوفين للأحياء.
تفاعل نجوم مصر
وكان عدد من الفنانين، وعلى رأسهم الفنانة إلهام شاهين، قد أعلنوا عن رغبتهم في التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، فيما أعلنت إلهام شاهين أنها وثقت ذلك في الشهر العقاري وأبلغت أشقاءها بالأمر.
وقالت إنها كانت أول من نادى بذلك، وسبقها الدكتور خالد منتصر، مشيرة إلى أن الإنسان بعد وفاته سوف تكون أعضاؤه وليمة للدود في الأرض ليأكلها، متسائلة لماذا لا يتم منحها لشخص آخر حي للاستفادة بها ولكي تخفف من أوجاعه وترحمه من أمراضه.
كما اعتبرت الفنانة المصرية أن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة من أفضل أعمال الخير، مشيرة إلى أن الدين لم يحرم ذلك، مطالبة الحكومة بتفعيل القانون لتسهيل إجراءات التبرع بعد الوفاة على أهالي المتوفى.