الحرة
ينشر المستخدمون على لينكدإن مع نهاية كل عام أفكارا جديدة عن المهارات القيادية ومشاريعهم المهنية خلال العام المقبل، إلا أنه مع نهاية العام 2022 الذي شهد ذروة للتضخم في يونيو، وفق ما يقول خبراء، تغير المشهد على الموقع، حسب ما رصدت الـ"سي أن أن".
فخلال العام الماضي، كثرت المنشورات على لينكدإن التي يطلب فيها الشخص المساعدة للحصول على وظيفة، أو ليعرب أنه متاح لفرصة جديدة. هذا فضلا عن المنشورات الداعمة والمساعدة للنجاح في اقتناص فرصة جديدة.
وتفيد شركة الأبحاث سانسور تاور أن تطبيق لينكدإن حمّل على الهاتف بنحو 58,4 مليون مرة في جميع أنحاء العالم خلال عام 2022، بزيادة 10 في المئة عن العام 2021.
وما يشير أيضا على أن العام 2022 كان "صاخبا" على الصعيد المهني بالنسبة للعديد من الأشخاص لجهة إيجاد فرصة جديدة، هو ارتفاع عدد المنشورات على لينكدإن التي تحمل عبارة "متاح للعمل" بنسبة 22 في المئة خلال شهر نوفمبر مقارنة بالفترة عينها من العام السابق، وفقا للبيانات التي قدمتها الشركة.
ونقل تقرير "سي أن أن" عن لينكدإن أنها شهدت زيادة كبيرة في معدل المستخدمين الذين زادوا دائرة اتصالاتهم العام الماضي مقارنة بالعام 2021، في إشارة إلى أن المستخدمين كانوا أكثر نشاطا.
ويذكر أن لينكدإن اتجه خلال السنوات الأخيرة إلى جذب المؤثرين الذين ينشرون المحتوى بانتظام على الموقع، ما يمنح المستخدمين المزيد من الأسباب للزيارة.
وعملت المنصة على توسيع قسم "التعلم" الخاص بها، والذي يوفر دورات فيديو تدرس من قبل خبراء الصناعة المختلفين والتي تقول الشركة إنها شهدت زيادة بنسبة 17 في المئة في الساعات التي يقضيها الشخص اعتبارا من نوفمبر مقارنة بالعام السابق.
ولكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن المستخدمين لديهم أكثر من سبب كافٍ لاستخدام لينكدإن وسط موجة تسريح الآلاف من العمال.
وحفل العام 2022 بعمليات تسريح جماعية للعمال حصلت في شركات كبرى، مثل تويتر، وميتا (الشركة الأم لفيسبوك)، وضمن الإطار ذكر تقرير لـ"وول ستريت جورنال" أن "موجة جديدة من عمليات تسريح العمالة التقنية تشير إلى كيفية تحول المديرين التنفيذيين من عقلية النمو بشركاتهم ومخرجاتها، إلى عقلية حماية أرباحهم".
وذكرت الصحيفة أن تخفيضات الوظائف في أمازون، وهي الأكبر في قطاع التكنولوجيا حتى الآن، تؤثر على أكثر من 18 ألف عامل، معظمهم في تجارة التجزئة.
فقد سرحت أكثر من ألف شركة تكنولوجيا ما يفوق عن الـ150 ألف موظف منذ بداية العام الماضي، وفقا لموقع Layoffs.fyi، وهو موقع إلكتروني يتتبع تخفيضات الوظائف عند ظهورها في التقارير الإعلامية وإصدارات الشركات.
وذكرت وول ستريت جورنال أنه بعد كدمات عام 2022 حيث "ضربت" الشركات الناشئة الصغيرة وصولا إلى عمالقة التكنولوجيا مكابح التوسع في التوظيف وسرحت عمالا، تظهر بعض أكبر الأسماء في القطاع أن حقبة من التقشف قد بدأت، مع فحص النفقات والتخلي عن المشاريع المبتكرة.
ولا تزال موجة التسريح مستمرة خلال العام 2023 أيضا، فقد أشار مصدران مطلعان إلى أن مجموعة غولدمان ساكس ستبدأ في الاستغناء عن آلاف من موظفي المجموعة اعتبارا من الأربعاء مع مواجهتها أوضاعا اقتصادية صعبة، وفق رويترز.
ولم يكشف عن هوية المصدرين لأنه لم يعلن بعد إعلان هذه المعلومات. ورفض بنك غولدمان ساكس التعليق.
وقال أحد المصادر إنه من المتوقع أن تتجاوز التخفيضات في الوظائف ثلاثة آلاف بقليل، ولكن العدد النهائي لم يتحدد بعد.
وبدورها أفادت صحيفة فايننشال تايمز أن غولدمان ساكس يعمل على إلغاء ما يصل إلى 3200 وظيفة في غضون أيام، وفقا لشخص مطلع على الأمر، ويحاول من خلال ذلك كبح جماح التكاليف في مواجهة التباطؤ في الخدمات المصرفية الاستثمارية.