نوفوستي
كانت مدينتا موسكو الروسية وسانت جنيفييف دي بوا الفرنسية عام 2005 قد وقعتا اتفاقية شراكة بشأن دفن موتى الروس في فرنسا.

لكن مدينة جنيفييف دي بوا، حيث دُفن مواطنون روس منذ عام 1927، رفضت مؤخرا قبول أموال من روسيا لاستئناف مفعول عقد إيجار قطع الأرض في المقبرة. أفادت بذلك صحيفة "لو موند" الفرنسية، نقلا عن نيقولاي لوبوخين رئيس لجنة رعاية المدافن الأرثوذكسية الروسية في سانت جنيفييف دي بوا.

وحسب الصحيفة فإن موسكو وسانت جنيفييف دي بوا الفرنسية كانتا قد وقعتا عام 2005 اتفاقية شراكة بشأن دفن الموتى الروس في مقبرة سانت جنيفييف دي بوا. وكانت روسيا تدفع منذ ذلك الحين حق استئجار الأماكن التي دُفن فيها أشخاص ليس لهم أقارب.

وبدأ نيقولاي لوبوخين بعد رفض السلطات الفرنسية المحلية استئناف اتفاقية الاستئجار في البحث عن مصادر أخرى للأموال. وقال :" يمكننا إيجاد 10 أو 15 ألف يورو لاستئناف اتفاقية الاستئجار لمدة 10 أعوام، لكن تمديدها لمدة أطول تفوق إمكاناتنا".

يذكر أن البارونة، إيرينا فلاديميروفنا فون دراير، التي حصلت على الجنسية الروسية بمناسبة عيد ميلادها المئوي دُفنت بعد وفاتها في مقبرة بالقرب من باريس في الكنيسة الأرثوذكسية في سانت جنيفييف دي بوا حيث يقع مدفن عائلة (فون دراير) وزوجها فلاديمير نيقولايفيتش فون دراير اللواء في الجيش الروسي والمشارك في الحرب العالمية الأولى.

جدير بالذكر أن المقبرة الروسية الأرثوذكسية في سانت جنيفييف دي بوا الفرنسية تم تأسيسها عام 1927 من قبل الأميرة ك. ميشيرسكايا، ومنذ ذلك الحين دُفن فيها حوالي 15000 روسي في 5220 قبرا، وبينهم عسكريون وفنانون وأدباء ورجل الدين وغيرهم من ممثلي المهجر الروسي في فرنسا.

وكانت السلطات الفرنسية المحلية بدءا من عام 1960 تصر على إزالة تلك المقبرة وتسليم منطقتها لبلدية سانت جنيفييف دي بوا. وقد انتهى سريان مفعول الاتفاقية الخاصة بإيجار قطع الأرض للمدافن في المقبرة عام 2008، ثم خصّصت الحكومة الروسية مبلغا قدره 692000 يورو لسد الديون المترتبة لفرنسا مقابل الحفاظ على 648 قطعة أرض ورعايتها في المقبرة التي لها أهمية تاريخية بالنسبة لروسيا، وأدرجت المقبرة على قائمة التراث الروسي التاريخي التذكاري في فرنسا.