بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة إلى صون التراث الثقافي، وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي، انطلقت مساء اليوم الأربعاء 11 يناير 2022، على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الحلقة الثانية من حلقات البث المباشر من برنامج "أمير الشعراء" في موسمه العاشر الذي يعد أضخم مسابقة تلفزيونية للشعر الفصيح في الوطن العربي، وذلك عبر قناتي أبوظبي وبينونة.
واستهلت الحلقة التي حضرها حشد ضخم جمع العديد من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين، ومحبي الشعر الفصيح ومتذوقيه، بترحيب الإعلامية لجين عمران بأعضاء لجنة تحكيم البرنامج الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتورة أماني فؤاد، أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة، والدكتور محمد حجو، أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط.
تلاه لقاء الإعلامي الإماراتي عيسى الكعبي خلف الكواليس، بشعراء الحلقة الماضية أسماء جلال ودانا محمود وسيدي محمد محمد المهدي موثقاً مشاعر الشعراء وانتظارهم لنتيجة تصويت الجمهور التي أتت لصالح الشاعر سيدي محمد محمد المهدي من موريتانيا حيث نال 81%، كما تأهلت بتصويت الجمهور الشاعرة دانا محمود من سوريا بنسبة 52%، ثمّ التقى عيسى الكعبي خلف الكواليس قبيل إطلالة الشعراء على خشبة المسرح، مع الشاعرة شريهان الطيّب التي تحدثت عن قصيدتها المتمحورة حول الحرية وإيمان الشاعرة بقيم الجمال والسمو في فضاءات القصيدة، أما الشاعر عبد الواحد بروك فركز على رؤيته الشعرية ومشروعه الشعري من خلال المعاناة والتجربة الذاتية والجماعية معاً.
شريهان الطيب من السودان: تحليقٌ في سماء الخيال
بدايةً، كان موعد جمهور الشعر في مسرح شاطئ الراحة وخلف الشاشات، مع الشاعرة الأولى في الحلقة شريهان الطيّب من السودان، وقصيدتها "عزفٌ لسيدة الكمان" التي أهدت فيها العطر للأنثى المتمردة على الأغلال متتبعةً خيوط الضوء ونازفةً الأشواق على إثر موالها الشعري، تهوي إلى أبدها الحر، وفي ذكريات الماء تهمي كشلال، وكان أن بدأ الدكتور علي بن تميم مداخلته بالدعاء بالشفاء العاجل للدكتور عبد الملك مرتاض، عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج، ثم انتقل إلى التعليق على قصيدة الشاعرة بقوله: "إنّ الشاعرة متألقة دوماً، وهي تتماهى في خطابها للكمان مع الخطاب الشعري العربي وخاصة مع الشاعر محمود درويش، معتبراً أنّ الشاعرة من خلال عزف الكمان نتساءل عن الذات الأنثوية التي تتشكل في هذه القصيدة كمزيج من الموسيقى والعطر والحنّاء، وتقوم على مجموعتين متناقضتين من المفردات والأفعال، الأولى مبهجة متفائلة تجنح للصورة المثالية للمرأة، في رمزية تأويلية تحيل ثمرة الغواية إلى المرأة كما الرجل، بينما رأت الدكتورة أماني فؤاد أن الشاعرة تقدّم بطاقة تعارف لامرأة معتدة بذاتها، بقدرتها على خلق الحياة ونحت الكلمات، تناوش الأنثى الموروث الثقافي في قصيدتها مؤكدةً أن المرأة تحتفظ لنفسها بحق الرد ولا تقيم مواجهةً مع المجتمع، أما الدكتور محمد حجو فسمى قصيدة الشاعرة بالقصيدة المعزوفة حيث تشرئبُ فيها الأنثى إلى الحرية والانعتاق، وقال: "نستحضر معك التوظيف لعناصر من روح الثقافة السودانية المرتبطة بالمرأة من حنّاء وخلخال وشال"، مشيداً بإلقاء الشاعرة الجميل وحضورها المتميز.
عبد الواحد بروك من المغرب: أسئلة الشعر وبوصلة الرؤى
في قصيدته "نافذةٌ على جهتين" جسّد الشاعر تجربته بين التيه والوصول، ومعاناة السراب وضياع البوصلة، مستحضراً حكمة المعري ومحبسيه، ورؤيته الفلسفية التي تتماهى مع رؤية زينون والفلاسفة الرواقيين في إيجاد الحلول وصولاً إلى الحلاج ومأساته، حيث رأت الدكتورة أماني فؤاد أنّ قصيدة الشاعر تكشف عن رحلة الإنسان المستمرة للوصول إلى الحقيقة، مقترحةً عليه عنواناً وإزاحة للأبيات، أما الدكتور علي بن تميم فأشار إلى أن القصيدة هي قصيدة ارتحال بدون بوصلة، قائلاً: "حين ننظر إلى القصيدة نكتشف إيمان الشاعر بدينه ويقينه، ورفضه السراب مرتاحاً إلى الصحراء كموطن أول للحياة العربية والإبداع الشعري"، مشيراً إلى اهتداء الشاعر بتجارب المعري والحلاج وامرأة لم يسمّها في انفتاح يجعل الشاعر ساعياً إلى المواءمة بين شخصيات قصيدته المتغايرة، ومن جهته، اعتبر الدكتور محمد حجو أنّ القصيدة تكشف المعنى على جهتين وزاويتين، وفيها حضور الحس الفكري والشعري معاً لدى الشاعر.
محطة غنائية مع قصيدة نزار "يُسمعني حين يراقصني"
تلا إطلالة الشاعر بروك، لقاء الإعلامي عيسى الكعبي خلف كواليس البرنامج، مع الشاعر محمد اليوسف الذي أشار إلى أنّ قصيدته تطل على عالم الكشف عن القلق والبحث عن الإجابات والأمل في الحياة، ومع الشاعرة نجاة الظاهري التي أشارت إلى توقها للاستفادة من ملاحظات وآراء أعضاء لجنة تحكيم البرنامج.
وكان جمهور الشعر، بعد بث اللقاءات مع الشعراء خلف الكواليس، على موعد مع محطة غنائية جاءت منسجمةً مع أجواء الحلقة التي عبقت بالشعر الحالم والرؤى الفكرية التي حفلت بالعاطفة الجياشة للشعراء ووجدانياتهم الملهمة، تألقت فيها الفنانة الإماراتية أوتار مع غنائها لقصيدة "يسمعني حين يراقصني" للشاعر الكبير الراحل نزار قباني.
محمد اليوسف من البحرين: حصائد الشعر وقصائد العشق
أمام قصيدته "يخضرُّ بالعزف ظله" اعتلى محمد اليوسف مسرح شاطئ الراحة ليحدّث جمهور الشعر عن نبوءة الرمل التي وشوشته، واحتراقه بنار المعنى والفكرة ومتاهة المفردات وقلق الشاعر في معاناته غواية الريح وانعتاقه في مدائن الظمأ والتوق إلى الحب واخضرار الروح، مرددا لغته الحبلى بالورد والعشق، والتي وقف الدكتور محمد حجو عند عتبتها وعنوانها في تعبيرها عن اخضرار ظل الشاعر، واستلهامها التراث الديني في الحديث النبوي الشريف، أما الدكتور علي بن تميم فأكّد على أن الغرابة في سيطرة ضمير الأنا على مفاصل القصيدة سيطرة كاملة، قائلاً: "إننا نشعر بحضور طاغٍ للأنا بشكل كبير، في إضفائه على النص طابع الاعتراف الذي يشوبه قدر من الخطابية والحرص على النهاية السعيدة المتفائلة، مع التحولات السحرية العديدة التي شهدتها القصيدة"، بينما رأت الدكتورة أماني فؤاد أن عتبة النص جميلة تكشف عن الفكرة الحيرى استشعارا من الشاعر بقيمة الحياة، كما أن النص يحاكي الكثير من تجارب الإنسان ورحلته إلى اقتناص المعنى.
نجاة الظاهري: اعتزازٌ بالإمارات وزهوٌ باليا مال
بعد مقطوعتها الشعرية في حب الإمارات والاعتزاز بمكانتها الشعرية بين بلاد العرب، انتقلت الشاعرة نجاة الظاهري في قصيدتها "أهزوجة الخلاص" إلى تجسيد علاقة الشعر القديمة بالبحر وسؤال الحياة والذكريات، والهوى الموصدة أبوابه محفوفةً بتعنّت الأسوار، وصولاً إلى استلهامها التراث الثقافي لوطنها الإمارات في أغاني اليا مال وترداد النهمات من قبل البحارة الباحثين عن مكامن اللؤلؤ في الخليج العربي. وقد رأى الدكتور علي بن تميم تشابها بين نص الشاعر غازي القصيبي وديوان "مذكرات بحار" للشاعر الكويتي محمد الفايز، وقصيدة الشاعرة التي تتكئ على موروث البحر في الإمارات والخليج، قائلاً: "النص يستعيد لحظات بحرية مترعة ويعيدنا في صدى إيقاعها إلى ليل نائح وحنين جارف، بينما ينبثق الأمل فيها على التمسك بالحياة والصراع لأجلها"، أما الدكتورة أماني فؤاد فأشارت إلى أن القصيدة تخلّق الحنين إلى الماضي والنوستالجيا، في استحضار لعناصر الهوية الإماراتية والتراث الشعبي في معاناة الشجن والوجع والفقد، ورأى الدكتور محمد حجو أن فكرة القصيدة جميلة تستدعي الموروث الثقافي الشعبي وإرث البحارة من الأهازيج الغالبة في الكثير من المهن الجماعية والطقوس التقليدية.
تأهل الشاعرة شريهان الطيّب من السودان
وبعد لقاء متجدد للإعلامي عيسى الكعبي مع شعراء الحلقة الأربعة، واستعادة إطلالاتهم على المسرح، وأبرز ما ورد في قصائدهم من جماليات الشعر ورمزيات المعنى، كان ختام الحلقة الثانية المباشرة في افتتاح الموسم العاشر من برنامج مسابقة أمير الشعراء، مع قرار لجنة التحكيم بتأهيل الشاعرة شريهان الطيّب من السودان التي نالت درجة 48، بينما نال عبد الواحد بروك من المغرب 44، ونالت الشاعرة نجاة عتيق الظاهري من الإمارات درجة 44، ونال محمد اليوسف من البحرين درجة 43، حيث يعود اختيار شاعرين آخرين إلى تصويت الجمهور من ضمن الشعراء الثلاثة المتبقين.
واستهلت الحلقة التي حضرها حشد ضخم جمع العديد من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين، ومحبي الشعر الفصيح ومتذوقيه، بترحيب الإعلامية لجين عمران بأعضاء لجنة تحكيم البرنامج الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتورة أماني فؤاد، أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة، والدكتور محمد حجو، أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط.
تلاه لقاء الإعلامي الإماراتي عيسى الكعبي خلف الكواليس، بشعراء الحلقة الماضية أسماء جلال ودانا محمود وسيدي محمد محمد المهدي موثقاً مشاعر الشعراء وانتظارهم لنتيجة تصويت الجمهور التي أتت لصالح الشاعر سيدي محمد محمد المهدي من موريتانيا حيث نال 81%، كما تأهلت بتصويت الجمهور الشاعرة دانا محمود من سوريا بنسبة 52%، ثمّ التقى عيسى الكعبي خلف الكواليس قبيل إطلالة الشعراء على خشبة المسرح، مع الشاعرة شريهان الطيّب التي تحدثت عن قصيدتها المتمحورة حول الحرية وإيمان الشاعرة بقيم الجمال والسمو في فضاءات القصيدة، أما الشاعر عبد الواحد بروك فركز على رؤيته الشعرية ومشروعه الشعري من خلال المعاناة والتجربة الذاتية والجماعية معاً.
شريهان الطيب من السودان: تحليقٌ في سماء الخيال
بدايةً، كان موعد جمهور الشعر في مسرح شاطئ الراحة وخلف الشاشات، مع الشاعرة الأولى في الحلقة شريهان الطيّب من السودان، وقصيدتها "عزفٌ لسيدة الكمان" التي أهدت فيها العطر للأنثى المتمردة على الأغلال متتبعةً خيوط الضوء ونازفةً الأشواق على إثر موالها الشعري، تهوي إلى أبدها الحر، وفي ذكريات الماء تهمي كشلال، وكان أن بدأ الدكتور علي بن تميم مداخلته بالدعاء بالشفاء العاجل للدكتور عبد الملك مرتاض، عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج، ثم انتقل إلى التعليق على قصيدة الشاعرة بقوله: "إنّ الشاعرة متألقة دوماً، وهي تتماهى في خطابها للكمان مع الخطاب الشعري العربي وخاصة مع الشاعر محمود درويش، معتبراً أنّ الشاعرة من خلال عزف الكمان نتساءل عن الذات الأنثوية التي تتشكل في هذه القصيدة كمزيج من الموسيقى والعطر والحنّاء، وتقوم على مجموعتين متناقضتين من المفردات والأفعال، الأولى مبهجة متفائلة تجنح للصورة المثالية للمرأة، في رمزية تأويلية تحيل ثمرة الغواية إلى المرأة كما الرجل، بينما رأت الدكتورة أماني فؤاد أن الشاعرة تقدّم بطاقة تعارف لامرأة معتدة بذاتها، بقدرتها على خلق الحياة ونحت الكلمات، تناوش الأنثى الموروث الثقافي في قصيدتها مؤكدةً أن المرأة تحتفظ لنفسها بحق الرد ولا تقيم مواجهةً مع المجتمع، أما الدكتور محمد حجو فسمى قصيدة الشاعرة بالقصيدة المعزوفة حيث تشرئبُ فيها الأنثى إلى الحرية والانعتاق، وقال: "نستحضر معك التوظيف لعناصر من روح الثقافة السودانية المرتبطة بالمرأة من حنّاء وخلخال وشال"، مشيداً بإلقاء الشاعرة الجميل وحضورها المتميز.
عبد الواحد بروك من المغرب: أسئلة الشعر وبوصلة الرؤى
في قصيدته "نافذةٌ على جهتين" جسّد الشاعر تجربته بين التيه والوصول، ومعاناة السراب وضياع البوصلة، مستحضراً حكمة المعري ومحبسيه، ورؤيته الفلسفية التي تتماهى مع رؤية زينون والفلاسفة الرواقيين في إيجاد الحلول وصولاً إلى الحلاج ومأساته، حيث رأت الدكتورة أماني فؤاد أنّ قصيدة الشاعر تكشف عن رحلة الإنسان المستمرة للوصول إلى الحقيقة، مقترحةً عليه عنواناً وإزاحة للأبيات، أما الدكتور علي بن تميم فأشار إلى أن القصيدة هي قصيدة ارتحال بدون بوصلة، قائلاً: "حين ننظر إلى القصيدة نكتشف إيمان الشاعر بدينه ويقينه، ورفضه السراب مرتاحاً إلى الصحراء كموطن أول للحياة العربية والإبداع الشعري"، مشيراً إلى اهتداء الشاعر بتجارب المعري والحلاج وامرأة لم يسمّها في انفتاح يجعل الشاعر ساعياً إلى المواءمة بين شخصيات قصيدته المتغايرة، ومن جهته، اعتبر الدكتور محمد حجو أنّ القصيدة تكشف المعنى على جهتين وزاويتين، وفيها حضور الحس الفكري والشعري معاً لدى الشاعر.
محطة غنائية مع قصيدة نزار "يُسمعني حين يراقصني"
تلا إطلالة الشاعر بروك، لقاء الإعلامي عيسى الكعبي خلف كواليس البرنامج، مع الشاعر محمد اليوسف الذي أشار إلى أنّ قصيدته تطل على عالم الكشف عن القلق والبحث عن الإجابات والأمل في الحياة، ومع الشاعرة نجاة الظاهري التي أشارت إلى توقها للاستفادة من ملاحظات وآراء أعضاء لجنة تحكيم البرنامج.
وكان جمهور الشعر، بعد بث اللقاءات مع الشعراء خلف الكواليس، على موعد مع محطة غنائية جاءت منسجمةً مع أجواء الحلقة التي عبقت بالشعر الحالم والرؤى الفكرية التي حفلت بالعاطفة الجياشة للشعراء ووجدانياتهم الملهمة، تألقت فيها الفنانة الإماراتية أوتار مع غنائها لقصيدة "يسمعني حين يراقصني" للشاعر الكبير الراحل نزار قباني.
محمد اليوسف من البحرين: حصائد الشعر وقصائد العشق
أمام قصيدته "يخضرُّ بالعزف ظله" اعتلى محمد اليوسف مسرح شاطئ الراحة ليحدّث جمهور الشعر عن نبوءة الرمل التي وشوشته، واحتراقه بنار المعنى والفكرة ومتاهة المفردات وقلق الشاعر في معاناته غواية الريح وانعتاقه في مدائن الظمأ والتوق إلى الحب واخضرار الروح، مرددا لغته الحبلى بالورد والعشق، والتي وقف الدكتور محمد حجو عند عتبتها وعنوانها في تعبيرها عن اخضرار ظل الشاعر، واستلهامها التراث الديني في الحديث النبوي الشريف، أما الدكتور علي بن تميم فأكّد على أن الغرابة في سيطرة ضمير الأنا على مفاصل القصيدة سيطرة كاملة، قائلاً: "إننا نشعر بحضور طاغٍ للأنا بشكل كبير، في إضفائه على النص طابع الاعتراف الذي يشوبه قدر من الخطابية والحرص على النهاية السعيدة المتفائلة، مع التحولات السحرية العديدة التي شهدتها القصيدة"، بينما رأت الدكتورة أماني فؤاد أن عتبة النص جميلة تكشف عن الفكرة الحيرى استشعارا من الشاعر بقيمة الحياة، كما أن النص يحاكي الكثير من تجارب الإنسان ورحلته إلى اقتناص المعنى.
نجاة الظاهري: اعتزازٌ بالإمارات وزهوٌ باليا مال
بعد مقطوعتها الشعرية في حب الإمارات والاعتزاز بمكانتها الشعرية بين بلاد العرب، انتقلت الشاعرة نجاة الظاهري في قصيدتها "أهزوجة الخلاص" إلى تجسيد علاقة الشعر القديمة بالبحر وسؤال الحياة والذكريات، والهوى الموصدة أبوابه محفوفةً بتعنّت الأسوار، وصولاً إلى استلهامها التراث الثقافي لوطنها الإمارات في أغاني اليا مال وترداد النهمات من قبل البحارة الباحثين عن مكامن اللؤلؤ في الخليج العربي. وقد رأى الدكتور علي بن تميم تشابها بين نص الشاعر غازي القصيبي وديوان "مذكرات بحار" للشاعر الكويتي محمد الفايز، وقصيدة الشاعرة التي تتكئ على موروث البحر في الإمارات والخليج، قائلاً: "النص يستعيد لحظات بحرية مترعة ويعيدنا في صدى إيقاعها إلى ليل نائح وحنين جارف، بينما ينبثق الأمل فيها على التمسك بالحياة والصراع لأجلها"، أما الدكتورة أماني فؤاد فأشارت إلى أن القصيدة تخلّق الحنين إلى الماضي والنوستالجيا، في استحضار لعناصر الهوية الإماراتية والتراث الشعبي في معاناة الشجن والوجع والفقد، ورأى الدكتور محمد حجو أن فكرة القصيدة جميلة تستدعي الموروث الثقافي الشعبي وإرث البحارة من الأهازيج الغالبة في الكثير من المهن الجماعية والطقوس التقليدية.
تأهل الشاعرة شريهان الطيّب من السودان
وبعد لقاء متجدد للإعلامي عيسى الكعبي مع شعراء الحلقة الأربعة، واستعادة إطلالاتهم على المسرح، وأبرز ما ورد في قصائدهم من جماليات الشعر ورمزيات المعنى، كان ختام الحلقة الثانية المباشرة في افتتاح الموسم العاشر من برنامج مسابقة أمير الشعراء، مع قرار لجنة التحكيم بتأهيل الشاعرة شريهان الطيّب من السودان التي نالت درجة 48، بينما نال عبد الواحد بروك من المغرب 44، ونالت الشاعرة نجاة عتيق الظاهري من الإمارات درجة 44، ونال محمد اليوسف من البحرين درجة 43، حيث يعود اختيار شاعرين آخرين إلى تصويت الجمهور من ضمن الشعراء الثلاثة المتبقين.