سكاي نيوز عربية
مع تفاقم أزمة تغير المناخ العالمية، جاءت دعوة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأخيرة لدول أميركا الجنوبية التي تتشارك غابات الأمازون لتوحيد الجهود لحماية المورد الرئيسي لمكافحة ظاهرة تغير المناخ المتفاقمة، لتشكل وفق الخبراء البيئيين مبادرة جديرة بالدعم الدولي.
وكان لولا دا سيلفا قد أكد أن معالجة قضية المناخ "ضرورية من أجل الحفاظ على الجنس البشري على كوكب الأرض، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع".
وتعهد بوقف إزالة غابات الأمازون، كاشفا سعيه لإنشاء شرطة فيدرالية تعمل بمزيد من القوة لحماية الغابات، وأن "الالتزام هو الوصول إلى صفر إزالة غابات، في الأمازون بحلول 2030. وسأتابع ذلك بالنار والسيف".
وأكد العمل على تنظيم لقاء مع زعماء الإكوادور وكولومبيا وبيرو وفنزويلا وبوليفيا وغويانا الفرنسية “حتى نتمكن من بحث سياسة قارية للحفاظ على منطقة الأمازون".
أرقام صادمة
وكان الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو حليف أصحاب المشاريع الزراعية، قد أثار غضبا دوليا خلال سنوات حكمه الأربع، بسبب اندلاع الحرائق في الأمازون وإزالة الغابات بشكل منهجي. حيث ارتفع في عهد بولسونارو المتوسط السنوي لإزالة الغابات بنسبة 59.5% مقارنة بالسنوات الأربع السابقة، وبنسبة 75.5% عن العقد السابق، وفقا لأرقام حكومية.
ويقول خبراء إن الدمار يرجع بشكل رئيسي إلى قيام أشخاص بالاستيلاء على الأراضي وإزالة الأشجار منها لجعلها صالحة للزراعة وتربية الماشية.
رئة العالم تختنق
غابات الأمازون التي تقع نسبة 60 بالمئة منها في الأراضي البرازيلية، مهددة بخطر الاندثار خلال عقود قليلة وفق المختصين، في حال عدم تدارك ما يحل بها من تدمير متسارع بفعل تضافر العوامل الطبيعية والبشرية السلبية، من قطع واستنزاف لأشجارها واستثمارها بطرق مضرة بالبيئة، إلى الجفاف والحرائق بفعل الاحتباس الحراري، والارتفاع غير المسبوق في معدلات درجات الحرارة.
رأي الخبراء
يقول الخبير المناخي وعضو الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة، أيمن قدوري، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
لغابات الأمازون أهمية وجودية لحفظ الاستقرار المناخي العالمي، بالنظر لمساحتها الشاسعة الممتدة عبر 8 دول بالقارة الأميركية الجنوبية، الممتدة على مساحة مليارات الكيلو مترات المربعة، ضمن حوض نهر الأمازون ثاني أطول أنهار العالم.
وهكذا فالأمازون خط الصد الأول للحد من تفاقم تأثيرات مراحل التغير المناخي، التي نعيش تسارعها، في ظل تقاعس معظم دول العالم عن وضع خطط مجابهة أممية جدية وملزمة لها.
عوامل تآكل الأمازون
عند انتصاف كل صيف تعود هواجس حرائق غابات الأمازون وتبدأ المنظمات الناشطة في مجال البيئة بتقييم معدلاتها وآثارها المحتملة، حيث شهد عام 2022 ارتفاعا كبيرا في معدلات الحرائق لم تشهده هذه الغابات المطيرة مسبقا، بزيادة بلغت 20 بالمئة عن العام الماضي.
ومقارنة بمعدلات الحرائق منذ عام 1998 فقد وصلت الزيادة لقرابة 70 بالمئة، وهي نسبة كارثية تهدد الأمن المناخي للكوكب بصورة عامة، كون هذه الغابات هي رئة الأرض وأكبر رقعة تصريف لغاز الاحتباس الحراري الأول غاز ثاني أوكسيد الكربون، بمعدل يصل إلى 150 مليار طن.
من بين الدول الثمان المتقاسمة للأمازون، فإن البرازيل هي الأكثر تسجيلا للحرائق فيه، بحسب منظمة مرصد المناخ البرازيلية و المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، وهو ما كان يثير الريبة خاصة في ظل مواقف الرئيس السابق المستخفة بأهمية الأمازون والمتقاعسة عن حماية غاباته.
الخطة القارية
الخطة القارية هي خطوة جريئة من البرازيل بعد عودة دا سيلفا للمرة الثالثة لرئاسة البرازيل، وهو المعروف بسياساته وتوجهاته البيئية الداعمة لاتفاقيات المناخ ومكافحة الاحتباس الحراري، وحماية التنوع البيولوجي والتوازن الطبيعي.
ولإنجاح هذه الخطة تحتاج البرازيل لتكاتف جهود 8 دول ضمن حوض الأمازون، بمعزل عن تأثيرات ومصالح الشركات الصناعية ومراكز القوى المالية المتنفذة فيها، والمتعارضة مع مصلحة العالم في انقاذ غابات الأمازون.
كما لا بد من إشراك أبناء القرى الأمازونية من السكان الأصليين، في مهمة الدفاع عن رئة العالم وحمايتها، لما لهم من خبرة وإلمام بتضاريس المكان.
على المنظمات والمؤسسات الأممية والدولية دعم هذه الخطة القارية الهادفة لكبح جماح أصحاب المصالح والرساميل الطامعين في الأمازون، على حساب أمن العالم البيئي.
حيث في حال تعثر هذه الجهود واستمرار التجاوزات على توازن بيئة الأمازون، فإن من الوارد جدا أن يخسر العالم هذه الغابات المطيرة خلال 30 سنة قادمة فقط.
نبذة عن غابات الأمازون
تغطي مساحة 5.5 مليون كيلومتر مربع.
تعرف بلقب "رئة الأرض" لأنها تنتج أكثر من 20 في المئة من الأكسجين في العالم.
فيها 10 في المئة من الأنواع الأحيائية المعروفة وهي الأكثر تنوعا حيويا على الأرض.
يوجد فيها حوالي 16 ألف نوع من الأشجار و390 مليار شجرة.
تضم محميات حوض الأمازون الطبيعية ربع مخلوقات الأرض، إضافة إلى 300 ألف نوع من النباتات و2500 نوع من الأسماك و1500 من الطيور و500 نوع من الثدييات، و2.5 مليون نوع من الحشرات.
يعيش فيها بين 400 - 500 قبيلة من السكان الأصليين نحو 50 منها لا اتصال بينها مع السكان الخارجيين.
مزارع الأبقار تشكل 70% من قطع الأشجار في الأمازون.
منذ 1970 تم تدمير نحو 800 ألف كيلومتر مربع من الغابات المطيرة في الأمازون بسبب قطع الأشجار.
يعيش قرابة 30 مليون نسمة في منطقة الأمازون.
تحتوي على 20 في المئة من المياه العذبة في العالم.
مع تفاقم أزمة تغير المناخ العالمية، جاءت دعوة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأخيرة لدول أميركا الجنوبية التي تتشارك غابات الأمازون لتوحيد الجهود لحماية المورد الرئيسي لمكافحة ظاهرة تغير المناخ المتفاقمة، لتشكل وفق الخبراء البيئيين مبادرة جديرة بالدعم الدولي.
وكان لولا دا سيلفا قد أكد أن معالجة قضية المناخ "ضرورية من أجل الحفاظ على الجنس البشري على كوكب الأرض، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع".
وتعهد بوقف إزالة غابات الأمازون، كاشفا سعيه لإنشاء شرطة فيدرالية تعمل بمزيد من القوة لحماية الغابات، وأن "الالتزام هو الوصول إلى صفر إزالة غابات، في الأمازون بحلول 2030. وسأتابع ذلك بالنار والسيف".
وأكد العمل على تنظيم لقاء مع زعماء الإكوادور وكولومبيا وبيرو وفنزويلا وبوليفيا وغويانا الفرنسية “حتى نتمكن من بحث سياسة قارية للحفاظ على منطقة الأمازون".
أرقام صادمة
وكان الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو حليف أصحاب المشاريع الزراعية، قد أثار غضبا دوليا خلال سنوات حكمه الأربع، بسبب اندلاع الحرائق في الأمازون وإزالة الغابات بشكل منهجي. حيث ارتفع في عهد بولسونارو المتوسط السنوي لإزالة الغابات بنسبة 59.5% مقارنة بالسنوات الأربع السابقة، وبنسبة 75.5% عن العقد السابق، وفقا لأرقام حكومية.
ويقول خبراء إن الدمار يرجع بشكل رئيسي إلى قيام أشخاص بالاستيلاء على الأراضي وإزالة الأشجار منها لجعلها صالحة للزراعة وتربية الماشية.
رئة العالم تختنق
غابات الأمازون التي تقع نسبة 60 بالمئة منها في الأراضي البرازيلية، مهددة بخطر الاندثار خلال عقود قليلة وفق المختصين، في حال عدم تدارك ما يحل بها من تدمير متسارع بفعل تضافر العوامل الطبيعية والبشرية السلبية، من قطع واستنزاف لأشجارها واستثمارها بطرق مضرة بالبيئة، إلى الجفاف والحرائق بفعل الاحتباس الحراري، والارتفاع غير المسبوق في معدلات درجات الحرارة.
رأي الخبراء
يقول الخبير المناخي وعضو الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة، أيمن قدوري، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
لغابات الأمازون أهمية وجودية لحفظ الاستقرار المناخي العالمي، بالنظر لمساحتها الشاسعة الممتدة عبر 8 دول بالقارة الأميركية الجنوبية، الممتدة على مساحة مليارات الكيلو مترات المربعة، ضمن حوض نهر الأمازون ثاني أطول أنهار العالم.
وهكذا فالأمازون خط الصد الأول للحد من تفاقم تأثيرات مراحل التغير المناخي، التي نعيش تسارعها، في ظل تقاعس معظم دول العالم عن وضع خطط مجابهة أممية جدية وملزمة لها.
عوامل تآكل الأمازون
عند انتصاف كل صيف تعود هواجس حرائق غابات الأمازون وتبدأ المنظمات الناشطة في مجال البيئة بتقييم معدلاتها وآثارها المحتملة، حيث شهد عام 2022 ارتفاعا كبيرا في معدلات الحرائق لم تشهده هذه الغابات المطيرة مسبقا، بزيادة بلغت 20 بالمئة عن العام الماضي.
ومقارنة بمعدلات الحرائق منذ عام 1998 فقد وصلت الزيادة لقرابة 70 بالمئة، وهي نسبة كارثية تهدد الأمن المناخي للكوكب بصورة عامة، كون هذه الغابات هي رئة الأرض وأكبر رقعة تصريف لغاز الاحتباس الحراري الأول غاز ثاني أوكسيد الكربون، بمعدل يصل إلى 150 مليار طن.
من بين الدول الثمان المتقاسمة للأمازون، فإن البرازيل هي الأكثر تسجيلا للحرائق فيه، بحسب منظمة مرصد المناخ البرازيلية و المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، وهو ما كان يثير الريبة خاصة في ظل مواقف الرئيس السابق المستخفة بأهمية الأمازون والمتقاعسة عن حماية غاباته.
الخطة القارية
الخطة القارية هي خطوة جريئة من البرازيل بعد عودة دا سيلفا للمرة الثالثة لرئاسة البرازيل، وهو المعروف بسياساته وتوجهاته البيئية الداعمة لاتفاقيات المناخ ومكافحة الاحتباس الحراري، وحماية التنوع البيولوجي والتوازن الطبيعي.
ولإنجاح هذه الخطة تحتاج البرازيل لتكاتف جهود 8 دول ضمن حوض الأمازون، بمعزل عن تأثيرات ومصالح الشركات الصناعية ومراكز القوى المالية المتنفذة فيها، والمتعارضة مع مصلحة العالم في انقاذ غابات الأمازون.
كما لا بد من إشراك أبناء القرى الأمازونية من السكان الأصليين، في مهمة الدفاع عن رئة العالم وحمايتها، لما لهم من خبرة وإلمام بتضاريس المكان.
على المنظمات والمؤسسات الأممية والدولية دعم هذه الخطة القارية الهادفة لكبح جماح أصحاب المصالح والرساميل الطامعين في الأمازون، على حساب أمن العالم البيئي.
حيث في حال تعثر هذه الجهود واستمرار التجاوزات على توازن بيئة الأمازون، فإن من الوارد جدا أن يخسر العالم هذه الغابات المطيرة خلال 30 سنة قادمة فقط.
نبذة عن غابات الأمازون
تغطي مساحة 5.5 مليون كيلومتر مربع.
تعرف بلقب "رئة الأرض" لأنها تنتج أكثر من 20 في المئة من الأكسجين في العالم.
فيها 10 في المئة من الأنواع الأحيائية المعروفة وهي الأكثر تنوعا حيويا على الأرض.
يوجد فيها حوالي 16 ألف نوع من الأشجار و390 مليار شجرة.
تضم محميات حوض الأمازون الطبيعية ربع مخلوقات الأرض، إضافة إلى 300 ألف نوع من النباتات و2500 نوع من الأسماك و1500 من الطيور و500 نوع من الثدييات، و2.5 مليون نوع من الحشرات.
يعيش فيها بين 400 - 500 قبيلة من السكان الأصليين نحو 50 منها لا اتصال بينها مع السكان الخارجيين.
مزارع الأبقار تشكل 70% من قطع الأشجار في الأمازون.
منذ 1970 تم تدمير نحو 800 ألف كيلومتر مربع من الغابات المطيرة في الأمازون بسبب قطع الأشجار.
يعيش قرابة 30 مليون نسمة في منطقة الأمازون.
تحتوي على 20 في المئة من المياه العذبة في العالم.