دراسة تبحث 40 ألف حالة زواج وتتوصل إلى عامل مشترك بين كل العلاقات الناجحة
تناولت دراسة علمية شملت 40 ألف حالة زواج على مدار 50 عاماً بغرض وضع الأسس الرئيسية لضمان استقرار العلاقات الزوجية وتجنب حدوث حالات الطلاق. أجرى الدراسة دكتور چون غوتمان وزوجته دكتورة چولي شوارتز، وهما مؤسسا معهد غوتمان لدراسات علم النفس وهما أيضًا مؤلفا كتاب "وصفة الحب: سبعة أيام لمزيد من الحميمية والتواصل والفرح" وكتاب "المبادئ العشرة للعلاج الفعال للأزواج".

وبحسب ما نشره موقع شبكة CNBC، قال عالما النفس إنه في حين أن كل ارتباط أو علاقة زوجية فريدة من نوعها، مع مجموعة من التحديات الخاصة بها، فإن هناك عاملا مشتركا واحدا بين جميع الأزواج يتلخص في أنهم يريدون أن يكونوا موضع تقدير، وأن يتم الاعتراف بجهودهم، ومن ثم فإن كلمة السر في نجاح العلاقات الزوجية هي كلمة "شكرًا".

تتطلب العلاقة الزوجية المزدهرة التمتع بثقافة التقدير والامتنان، حيث ينبغي إجادة ملاحظة ما يقوم به شريك الحياة بشكل صحيح بمعنى التركيز على الإيجابيات وليس السلبيات. يمكن اكتساب تلك الثقافة من خلال التخلص من أساليب التفكير السام حيث يتم البحث عن الإيجابيات وقُل "شكرًا".

خطوات لاكتساب عقلية التقدير

ويقول المرء "شكرًا" طوال اليوم، تقريبًا دون تفكير، لزملائه أو إلى عامل التعبئة في السوبر ماركت أو للغريب الذي يمسك الباب لحين يعبر أو قائد السيارة الذي ينتظر ليسمح له بعبور الطريق بأمان. ولكن في أهم علاقات حياته، يمكن أن ينسى مدى أهمية قول "شكرًا" لشريكة الحياة.

يقول عالما النفس دكتور غوتمان ودكتورة شوارتز إنه عندما يبدأ الزوج أو الزوجة في القيام بالتعبير عن تقديره للطرف الآخر، يصبح من السهل تعزيز العلاقات الزوجية وتزدهر.

يمكن أن يقوم الزوج أو الزوجة كلما استطاع بمتابعة ما يدور حوله وأن يلاحظ النقاط الإيجابية وأن يتجاهل السلبيات. ويشير الباحثان إلى أنه من الممكن يخبر الزوج شريكة حياته أنه يراقبها حتى يتعرف بشكل أفضل على يومها وكل ما تفعله، موضحين أن سلوكها لن يتغير كثيرًا بمجرد معرفة أن الزوج يراقب التفاصيل.

الخطوة الثانية: التعبير عن الامتنان:

يوصي الباحثان بأن يقدم الأزواج لبعضهم عبارات الشكر والتقدير لكل ما يفعلونه بشكل روتيني، حتى لو كان صغيرًا، خاصةً إذا كان شيئًا بسيطًا ويفعلونه كل يوم. لكن لا يقتصر الأمر على مجرد قول: "شكرًا" وإنما يخبران بعضهما البعض أن تصرفًا بسيطًا للغاية يمثل حلًا مهمًا، على سبيل المثال، عندما تقوم الزوجة بعمل فنجان قهوة للزوج في الصباح أو عندما يقوم الزوج بشراء احتياجات من البقالة في طريق عودته من العمل إلى المنزل، يعبر شريك الحياة للطرف الآخر عن شكره موضحًا أنه يجعل اليوم يمضي بشكل صحيح.

استكشاف الأخطاء وإصلاحها

توضح الدراسة أنه لن يكون من السهل تجاهل السلبيات والتركيز على الإيجابيات في بادئ الأمر، إنما سيكون هناك بعض التحديات، والتي يمكن التغلب عليها من خلال اتباع النصائح التالية:

*عمل قائمة سريعة بكل ما يفعله كل من الزوجين، ثم يتم اختيار بضعة مهام لتبادل القيام بها، فعلى سبيل المثال إذا كان الزوج هو من يقوم دائما بتوصيل الأطفال إلى المدرسة، فيمكن أن تقوم الزوجة بهذه المهمة في أحد أيام الأسبوع، وإذا كانت الزوجة هي من تقوم دائما بإعداد مائدة الطعام دائمًا فيمكن أن يقوم الزوج بتحضيرها في أحد الأيام. وستساعد هذه الخطوة على أن يضع الشخص نفسه محل الآخر وسيقوم بتقدير ما يقوم به من مجهودات.

*محاولة فصل المشاعر السلبية عما حدث في الماضي، وأن يركز المرء على اللحظة الحالية. وينبغي أن يسأل نفسه: "هل كانت لدي هذه المشاعر السلبية قبل الزواج؟ وما الذي أثار تلك المشاعر؟"، حيث يمكن أن تساعد خطوة تحديد نوع الأفكار والمشاعر السلبية وتسميتها وتحديد مصدرها على التخلص منها.

*تذكر الزوج أو الزوجة بشكل دائم أن التركيز على رؤية الإيجابيات وتجاهل السلبيات لا يعني تغيير عادات وتصرفات شريك الحياة وإنما هو بمثابة تغيير لعادات الشخص نفسه، وبالتالي فإنه يساعد بفاعلية في تعطيل دورة السلبية في العلاقة الزوجية. إن الرؤية الإيجابية والشعور بالرضا والامتنان يقطع الوقود عن دورة السلبية والأفكار السامة، وهو ما يؤدي إلى حدوث فرق كبير وتحسن العلاقة الزوجية تدريجيًا.