روسيسكايا غازيتا
أعلن السكرتير الأول للحزب الشيوعي السوفيتي، نيكيتا خروشوف منذ 60 عاما أن الاتحاد السوفيتي يمتلك أقوى سلاح في العالم.

جاء ذلك في افتتاح المؤتمر السادس للحزب الاشتراكي الألماني الموحد لجمهورية ألمانيا الديمقراطية الذي عقد في يناير عام 1963 في برلين.

الحديث يدور هنا حول القنبلة النووية الحرارية بقوة 58 ميغا طن التي اختبرها الجيش السوفيتي نهاية عام 1962 في جزيرة "نوفايا زِمليا" (الأرض الجديدة) في منطقة المحيط المتجمد الشمالي.

وقبل ذلك أجرى الاتحاد السوفيتي أكثر من 15 تجربة نووية حرارية بدءا من عام 1953.

أما التجربة الأخيرة عام 1962 فأسفرت عن تفجير قنبلة خارقة ذات قوة مدمرة هائلة تسببت في نشوء ضربة صادمة التفت حول الكرة الأرضية 3 مرات.

وشهد عام 1963 سلسلة من الاختبارات النووية الحرارية التي حققها كلا الجانبين السوفيتي والأمريكي حيث أجرى الاتحاد السوفيتي 15 انفجارا نوويا حراريا، بينما أجرت الولايات المتحدة في الفترة ما بين عام 1961 وعام 1963 نحو 125 تجربة نووية تحت الماء وفوقه في المحيط الهادي.

ومنذ ذلك الحين لم يجر الاتحاد السوفيتي تجارب نووية إلا تحت الأرض. لكن سلسلة من التجارب النووية الحرارية التي أجراها الاتحاد السوفيتي نهاية عام 1963 لعبت دورا هاما في كبح الطموحات النووية الأمريكية، وأدت إلى جلوس الجانبين السوفيتي والأمريكي والجانب البريطاني إلى طاولة المفاوضات في أغسطس عام 1963.

وقد وقّع زعماء الاتحاد السوفيتي والولايات السوفيتي وبريطانيا في 5 أغسطس عام 1963 أول معاهدة دولية أطلقت عليها تسمية "معاهدة موسكو" وفرضت قيودا على عملية تصميم السلاح النووي وحظرت التجارب النووية في الجو والفضاء وتحت الماء. ووضعت تلك المعاهدة أساسا للمفاوضات اللاحقة بهذا الشأن وأدت في نهاية المطاف إلى بلوغ تكافؤ في المجال النووي بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي.